منوعات

بكر أبو بكر:  حقلُ الغباء وغرور المغفّلين!

بكر أبو بكر 1-7-2023:  حقلُ الغباء وغرور المغفّلين!

الحمقَى والمغفلون والأغبياء موجودون بالحياة، وتجدهم في المواقف أو الشخوص وهم الى حماقتهم بما هم فيه معتزّون وفخورون.

يعتري الأحمق الى غبائه الغرور فيفسد عليك يومك ويفسد عليك عقلك إن زاملته، أواضطررت للاصطباح بوجهه.

 كتبت في التنظيم السياسي وفي الفكر، والسياسة وفي التحليل، وحول عدد من نماذج الشخصيات القيادية المناضلة، وتلك الصهيونية المتآمرة، كما كتبت أيضًا في البناء الذاتي ومجالات بناء الشخصية، واستثمار الوقت وفي المصداقية والقيادة والثقة من تجاربنا ومطالعاتنا وخبراتنا…الخ، ونشرت ما كتبت على شكل مقالات قصيرة لسهولة الوصول والقراءة والاستيعاب….ولكن….!

1-حكاية الأحمق الحافزة

حادثني أحد الحمقى قائلًا: لماذا لاتكتب في فن القيادة؟

فقلت له: لقد كتبتُ عديد المقالات في ذلك وآخرها بالأمس، وأظنك رأيتها (ولم أقل قرأتها) لأنني أعلم أنه لا يقرأ، فهو يمضي وقته بتصفح  مقاطع الأشرطة القصيرة على (تكتك) وأمثاله فتنقضي به الساعات حتى منتصف الليل والنتيجة صفر-وتراكم غبار الغباء حتى يتحول طينًا ثم صلصالًا، فمن أين يأتي بالوقت وهو مهدور أصلًأ!

نعود لصاحبنا الأحمق إذ رد عليّ بالقول: ولكنك لم تكتب في فن القيادة!

فقلت له: بل طرقتها بالمقالات من زوايا مختلفة. (ندمت لاحقًا على قول كلمة طرقتها لأنه بدا لم يفهمها!) فأعدت الصياغة بخفة بالقول أقصد كتبتها بالمقالات من زوايا عديدة.

قال: لا زوايا ولا غيره، أنا لم أرى من مقالاتك أي عنوان يتضمن كلمة فن القيادة؟!

لقد أراد أن يصل لنتيجته فقط بالعنوان مهما كان المضمون يرسل كل المعاني عن ذات العنوان!

قلت له لأربح نفسي وأريحها: حاضر، سأكتب بالموضوع وأقصد بالعنوان.

فردّ قائلًا: ولكنني احتفظ بجملة تلخص الفن القيادي كله ولا حاجة لغيرها.

متعجبًا (وأسائل نفسي مادام يمتلك كل المعرفة فلم السؤال؟) قلت: تفضل! ومنكم نستفيد.

قال: إن فن القيادة أن تكون مثل الرجل الخارق (سوبرمان) في مواجهة أعدائه! هذا هو فن القيادة!

لم أتعجب، فأنا أعلم مقدار ضحالة فكره ودونية ثقافته وافتقاره لأي أساس ناضج للمحاججة العلمية لكني مضطر للاستماع درءًا للشتيمة أو النميمة التي اشتهر بها!

بدأ الاحمق يشرح لي الشريط (الفلم) ما لا علاقة له بالقيادة بتاتًا، وإنما بحقيقة إعجابه بمغامرات الشخصية الخيالية المعجزة الأمريكية الكاذبة بالرجل الخارق فقط؟

وكأنه افترض الشخصية الخارقة هي وضمن شرائط الحركة (action) تمثل بالنسبة له فن القيادة مربوطة بالشجاعة والخوارق والخيال!؟

أنهى الأخرق شرحه عن الشخصية الأمريكية الخارقة وابتسم! وكأنه يعلن انتصاره!؟

2-لنكتب بالحماقة وحقل الغباء

حفّزني الحوار السابق أن اطلع واكتب بالغباء والحماقة.

حين يجرّك الآخرون لمواضيع ليست ذات صلة بالعنوان الرئيس أو ليست ذات صلة بالموضوع المُثار، أويتهربون منك ويشتتون الفكرة باللجوء الى مواضيع خارج حقل النقاش، وهم يظنون أنهم يبهرونك تكون قد وقعت في حقل الغباوة الذي أحاطوك بسياجه!

تحدثت كُتُب العرب كثيرًا عن هذه الفئة من الناس، ولك النظر الجزيل في كتاب أبوالفرج ابن الجوزي المعنون: أخبار الحمقى والمغفلين. حيث قال في معنى الحمق والتغفيل أنه الغلط في الوسيلة والطريق إلى المطلوب مع صحة المقصود، والأحمق هو كاسد العقل والرأي فلا يشاور ولا يلتفت إليه في أمر، وهو من لايميز كلامه من رعونته.

إنها الفئة التي قد نخجل اليوم أو نتحرج أو نمتنع أن نطلق عليها صفة الغباء أو الحماقة، لفرضية إمكانية اصلاحهم والتعامل معهم بودّ ضمن منطق البناء والتنمية البشرية للجميع رغم أنه يجوز تصنيفهم ضمن الشخصيات الصعبة بل الصعبة جدًا.

دعني أحدثك عن قصة أحمق زاملني في تونس أيام إقامتي هناك، ومن طرائفه الأولى أننا كنا بأحد الأيام جالسين نتفرج على الشاشة الفضية (التلفزة=المرناة) وكان يعرض رياضيًا فاز ببطولات عالمية في اللياقة الجسدية (الجمباز) وهو يقوم بحركات بالغة الصعوبة حقًا.

فما كان من الأحمق الا أن استهان بالرجل الرياضي استهانة عجيبة قائلًا أنني استطيع أن أفعل أفضل منه؟

فصعقت فأنا لم أكن أعرفه بعد وقلت له متعجبًا: وكيف ذلك؟

قال ببساطة أستطيع إن شئت أن أمطّ رجليّ ويدي وجسدي أفضل منه؟

فقلت له وما زال العجب رفيقي: أرينا؟

قال غاضبًا: لا أريد، ولكنني أفضل منه!

وللعلم فلقد كان صاحبنا بوزن شاحنة، فكيف بالله عليكم سيفعل ما قاله؟

ومازال حتى اليوم بوزن الشاحنة! ومازال بين الفينة والأخرى يدهمنا بأفكار لامنطقية ومفاهيم تخجل أن يقال عنها غبية، بل هي أكثر.

3-الأحمق لا يخطيء!

الحمقى ربما على قلتهم حولك (أتمنى ألا يكونوا كُثُر-أعانكم الله) فإنك لا تستطيع تجاوزهم وربما على كثرتهم اليوم على الشابكة (تلطم خديك)!

ولا فائدة فهم أمامك وخلفك وحيث وقعت عينيك على الشاشة يزودونك بأغبى وأتفه وأسخف الأخبار، دون تمحيص ولا تدقيق ولا مرجعية ولا شعور بالعار أو الخجل، وبلا كلل أوملل. بل وهم يظنون أنهم يفتحون القسطنطينية!

بالأمس فقط أقسم لي أحدهم بالله ثلاثًا أننا على وشك فتح روما؟!

 قلت له: أليست فلسطين أولى؟

فتجهم وجهه وقطّب جبينه وأدار ظهرة بلا أي كلمة.

عكس الغبي هو الذكي وللذكاء أنواع منها المنطقي والاجتماعي والعاطفي والابداعي… وهكذا وعليه يجب ألا نخلط حين نصطاد أحمقًا فهو ليس أي من هؤلاء على درجاتهم ومعامل ذكائهم.

 فالغبي تجده واضحًا يشعر بقلة الثقة بذاته (في قرارة نفسه) ورغم ذلك فهو مغرور بها وفخور في تناقض عجيب بين المشاعر الحقيقية والظاهر.

الغبي ممن هم حولك شخصٌ لا يكف شرّه عن أحد.

 فهو يعارض ويناقض ويشاكس، ويقول ما هب ودبّ وركب الإردب! وينتقد كل من حوله، وكل شيء، على اعتبار أنه الأذكى والأفهم مثل الفنان الشمولي الفاشل، أو صاحب السبع صنايع!.

الأحمق لا يعترف بخطئه، ولو شهدت عليه أمة لا إله إلا الله!

فكيف لقليل الثقة بذاته أصلًا أن يعترف بأنه أخطأ.

وهو عندما يواجهه أحدهم بذلك (أي بخطئه) يثور ويمور فلا يعترف ولا يتأسف أبدًا بل لربما يقلب عليك الآية فتصبح أنت المخطيء من حيث لا تدري! ما يضطرك للاعتذار عن أنك جعلته يخطيء! وربما تلعن اليوم الذي عرفته به.

الأحمق لايقبل الرهان ولا يقبل الامتحان ولا يقبل الحجة ولا يستسيغ أن تضعه في منطقة النظام أو القانون أو العلم فهي منطقة مجهولة لديه، ويحبها هكذا، لأن العشوائية هي ديدنه وردود الفعل اللامتناسقة كيفما جاءت هي رسالته، فلا تغضبه بأي مما سبق والا لأصبحت عدوًا لدودًا.

وقد عرفت العرب الحُمق وكتبت فيه ومما أوردته من خصال الأحمق: سُرعة الجواب والرد على الآخرين أي بلا تمحيص ولا تدقيق فهو لا يتأكد مما يقوله بتاتًا، وهو مغالي (يضخم ويكبَر) ومفرط في ردود فعله سواء بالضحك أو العبوس، ومما يشار له عدم تركيزه البتة ما يظهر في كثرة التفاتاته من حوله شمالا ويمينًا حين تحدثه، وهو لا يميزك حين تحلم فيه أو تُقبل عليه مرحّبًا، أو حين تنصفه إنه لا يهتم ولا يقدر ذلك ولا يهمه أن يعاكس الفعل ولا يرده لك بمنطق المعاملة بالمثل.

 4-السياسي الأحمق

ومن هؤلاء عرفت سياسيًا أو قائدًا سياسيًا كان يقول كثيرًا ولا يعطي الدلالة المطلوبة.

 ويكرر القول ذاته حتى ملّت الناس مقالته وعندما تواجهه بخطأ الأسلوب ينقلب عليك كالثور الهائج. (أتحرج من وصفه بالقائد أو حتى بالسياسي ولكنه كذلك بموقعه ومنصبه).

وقف صاحبنا السياسي في ندوة التف فيها عدد قليل من المستمعين حول الطاولة مشنّفين الأذان مفترضين أنه سيلقى قنبلة لاسيما والوضع السياسي متفجر، والسياسي المعني له من الملفات الهامة الكثير، فلو فتح أحدها رابطًا القديم بالجديد وبالرؤية والمستقبل لكان أبهر الجمهور، لكنه كعادته بدأ يسرد قصة حياته وما قال له أبوه وهو صغير!؟ بمشاعره الفياضة في سياق دراما الأحداث وهو ما سمعه الجمهور منه عشرات المرات!

بل وأخذ يُلقي بأحماله ومشاعره السلبية واتهاماته تجاه هذا وذاك دون أي حرج في سياق أنه صريح مع الحضور!

وهو بالحقيقة كسياسي قد فقد التمييز بين ما يجب قوله وما يجب الامتناع عن قوله، وخلط بين الوقائع والعقل من جهة وبين المشاعر والأحاسيس الشخصية فذهب بعيدًا سامحه الله.

امتد به المقام الى أكثر من 3 ساعات حتى ملّ الحضور ملابسهم، وهو يمنع أي شخص من الخروج بالإشارة الى أن المثير في كلمته قادم!

الأحمق يقول ما يحسّ به، ولا يقلق البتة بوقع كلماته الملقاة كصخور في وجه الآخرين، ولماذا يقلق وهو يؤكد لك أنه صريح؟ وما هو إلا طائر جارح يدمي وجوه الآخرين.

الأحمق بمشاعره المرتبطة بالعقل اللاواعي يسبق فكره أو موقفه المرتبط بعقله الواعي، فيفرط في كل ما يقوله.

وحين تشعره أنت بسلبية أو عدم تناسب أو بخطأ كلماته يقول لك حين صفاء قليل لم أقصد؟!

 وحين شقوة غالبة ينتصب غاضبًا ويثور.

لا، فهو لا يفكر أو ينتقي كلماته، هو مجرد يسرد ويثرثر ما يرد على ذهنه المشوش.

فلا تعجب حين يسبّك (أو يخرب بيتك) وهو يظن أنه يمدحك؟

فالأحمق في تعريفات العرب الأثيرة من يضرك وهو يظن أنه يخدمك!

5-الغبي فقير الأفكار والعبارات

الغبي من حولك أو الأحمق ليس هو غير المتعلم أبدًا، فلطالما كانت العرب تتمتع بقدرات عظيمة وهم لا يقرأون ولايكتبون، لكن الحياة علمتهم وزادت الى صفاتهم الجميلة الكثير.

ومن هنا قلّما تجد فرقًا بين المتعلم أو غيره إن تعب على نفسه في مساحة قدراته وخبرته واتصالاته وثقافته.

أما الغبي فهو فقير الأفكار، فقير المفردات، فقير الجُمل، فقير التعبير لايجد في حصيلته الا بضعة كلمات محدودة، ضعيفة، لا تكاد تعبر إلا في محيط وعيه البدائي لكل شيء، وفي محيط مجاله البشري المحدود.

تجده يردد ذات الكلمات أو العبارات (المقياس او المسطرة لديه) كطفل بدأ يلفظ الكلمات فهذا سيء وهذا جيد وهذا حقير وذاك عظيم، بلا أي وعي للمساحات الواسعة بين الحدين الفصويين وبلا تمييز بين ذوات الأشخاص والمواقف، أو بين الأشخاص بتنوع شخصياتهم ومواقفهم.

6-الاحمق أصم، ومبالغ

الأحمق مثقل بأعباء ذاته المتعالية فلا يستطيع أن يسمع أو يصغي.

 لأنه دومًا يجول ويحلق بفكره في فضاء آخر.

 عدا عن افتقاده الكلي لمهارات الانصات فعقله لا يحتمل أكثر من 5 غيغا (مثلًا-وليس كحقيقة رقمية) من حجم المعلومات مثلًا، فكيف وأنت تقصف رأسه ب20 أو 50 غيعا!

الأحمق أو من سماه الرسول الاكرم “الإمعة” يميل حيث تميل الناس.

 لا عقل ولا فكر ولا ثقة بالنفس، فهو كالريشة في مهب الريح، ولا منهج ولا مرجعية عقلية ولا ثقافة ولا يسعى أيضًا لأي من ذلك، فلم العجب!

ومن هنا فإن تأثر الحمقى والأغبياء بالآخرين سهل.

 والضحك عليهم سهل، وهم بوقوعهم بالفخ يظنون امتلاك العلم والمعرفة فيتصلبون في مواجهة مالايفهمونه أو من يعارضهم.

الأحمق للمبالغة ميال.

 لأنه حين يضحك فهو يقهقه، ولا يهمه الأخرين من حوله.

 وحين يتكلم فهو يصرخ، وحين يزعل-يحزن فهو يبكي بحرارة عجيبة.

لذا فالمبالغة من سماته حتى أنه يقول ما تظن به للوهلة الاولى الثقة المطلقة، وحقيقة الإيمان وهو الجمود والتحجر والغباء بعينه.

7-الاحمق ولغة الجسد العجيبة

يفتقر الأغبياء والحمقى ممن عرفتهم (والحمد لله أنهم قلة لكنهم نموذج صاخب) الى مهارات الاتصال والتواصل.

 ومنها ضعف لغة الجسد لديهم والتي لا تستطيع أن تفهمهما.

إنها لغة عجيبة، فهل هو حزين أم قلق؟ وهل هو معك أويخالفك؟ وهل هو يصغي أم نصف نائم؟!

وإيماءات يديه وعينيه أبدًا لا تتناسب مع منطوق كلامه عدا عن أنها متناثرة وكأن لا علاقة لها بجسده، فهي تتحرك حيث يريد ولا يريد.

مع الحمقى لا تستطيع أن تستخدم المصطلحات العلمية أو الموضوعية أو ما يظنوها هم المعقدة وعليك -أن اضطررت للتعامل معهم- أن تستخدم البسيط السلس الذي يتفق مع ثقافته الضحلة لأنه إن استخدمت تلك المصطلحات القوية أو العلمية، أو المعقدة كما يراها هو، فستضطر لتمضية الوقت الطويل في شرحها، ولن يفهمها مهما فعلت، وفي جميع الأحوال لن يصغي لك أصلًا فعقله يتجول بعيدًا عنك بُعد السماء عن الأرض.

يعني ستضيع وقتك معه إلا إن كان المقصود الهدف هم الحضور في المجلس مثلَا وليس ذات الاحمق، أي كأن يكون في اللقاء او الحوار  أو الندوة أو الاجتماع أشخاص آخرين من المهم التأثير فيهم، فثابر أعانك الله.

8-ملخص الأحمق في 17 نقطة

دعني ألخص هنا بشكل نقاط -مما سبق- خبرتي وتجربتي الخاصة ورؤيتي في الحمقى، ويا ويل من صاحَب أمثالهم دهرًا مضطرًا!

 فهو إما يذوي ويذبل يوميًا، أو ينتحر، أو يتحول الى فيلسوف! كسقراط وزوجته.

1- الأحمق الى غبائه الواضح تجد عنده الغرور الفاضح

2-ضحالة فكره ودونية ثقافته، وافتقاره لأي أساس ناضج للمنهج، أو للمحاججة

3-يتباعد عن الموضوع الأصلي، ويجرّك  لمواضيع ليست ذات صلة بالعنوان

4-يزودك بأغبى وأتفه وأسخف الأخبار، دون تمحيص ولا تدقيق ولا مرجعية ولا شعور بالعار أو الخجل

5-لا يكف شرّه عن أحد، فهو يعارض ويناقض ويشاكس و”يجاكر” دومًا

6-الأحمق لا يعترف بخطئه، ولو شهدت عليه أمة لا إله إلا الله! 

7-يقلب عليك الآية فتصبح أنت المخطيء من حيث لا تدري! ما يضطرك للاعتذار عن أنك جعلته يخطيء! 

8-يقول كثيرًا ولا يعطي الدلالة المطلوبة، ويكرّر القول حتى تملّ الناس مقالته. وهو يضحك! 

9-الأحمق يقول ما يَحسّ به، ولا يقلق البتة بوقع كلماته الملقاة كصخور في وجه الآخرين، ولماذا يقلق! وهو يؤكد لك أنه صريح؟

10-الأحمق لا يفكر أو ينتقي كلماته، هو مجرد يسرد ويثرثر.

11-إنه فقير الأفكار فقير المفردات فقير الجُمل فقير التعبير لايجد في حصيلته الا بضعة كلمات محدودة، ضعيفة.

12-الأحمق مثقل بأعباء ذاته المتعالية، فلا يستطيع أن يسمع أو يصغي، لأنه دومًا يجول ويحلق بفكره في فضاء آخر، عدا عن افتقاده الكلي لمهارات الانصات.   

13-يميلُ حيث تميل الناس، لا عقل ولا فكر ولا ثقة بالنفس، فهو كالريشة في مهب الريح، ولا منهج ولا مرجعية عقلية ولا ثقافة ولا يسعى أيضًا لأي من ذلك، فلم العجب!

14-مع الحمقى لا تستطيع أن تستخدم المصطلحات العلمية أو الموضوعية أو ما يظنوها هم المعقدة ، فاقتصد

14-تأثر الحمقى والأغبياء بالآخرين سهل، والضحك عليهم سهل، والى ذلك فعقولهم ذات سعة محدودة فارفق وتلطف.

15-الأحمق للمبالغة ميالٌ حين يضحك فهو يقهقه وحين يتكلم فهو يصرخ وحين يزعل فهو يبكي بحرارة عجيبة

16-يفتقر الأغبياء والحمقى ممن عرفتهم الى مهارات الاتصال والتواصل، ومنها ضعف لغة الجسد لديهم والتي لا تستطيع أن تفهمهما البتة. 

17-الأحمق لايقبل الرهان ولا يقبل الامتحان ولا يقبل الحجة ولا يستسيغ أن تضعه في منطقة النظام أو القانون.

9-تجاهلُ الأحمق رُشْد

لقد خبرت عدة مواقف في التعامل مع الحمقى والتي منها أهمية وأولوية تجاهله بتركه يتحدث وعدم مقاطعته، بل إحسان الانصات له!

 فلربما يصمت من نفسه فلا تدخل معه باشتباك أو معركة، وقد فادت هذه التقنية في بعض الحالات.

وفي حالات أخرى كانوا يلحّون على الإجابة ورد الفعل، فإن أيّدتهم بكلامهم التافه فازوا هم، وفقدت نفسك لكنك استرحت وغضب منك المستمعون، (ضمن لقاء أو اجتماع…) فأنت في معادلة صعبة يجب فيها أن تتقي شره ونزقه من جهة، ولا تخسر الآخرين ولا نفسك من جهة أخرى… ففكر وتدبر أمرك وقرر.

في حالة خبرتها لم أستطع الصبر على حجم الحماقات التي كان يتفوه فيها الغبي، فصدمته بقوة بالنقض المباشر الواضح المُفحم لكلامه السخيف والمتناثر، فوقع أرضًا كمن كتفته في المصارعة. فلم يجد ما يقوله لأنه لم يتوقع الهجوم المباغت، وهذه تقنية قد أفادت هنا، وارتبط بها وجه غضوب وإشارات قوية مني ولكنها عفيفة.

مع الحمقى مارس فضيلة التجاهل، أو التجنب والابتعاد، لكن أن واجهتهم ولم تستطع تجنبهم تعامل معهم بالحب واللطف وحُسن الاستماع لتتقي شرور غبائهم، ونزق ردود أفعالهم. دلّعهم واخرج من المأزق إن استطعت. وبنفس الوقت لا تقل ما يجرح شعورهم لأن احساسهم بالإهانة كبير ومتضخم.

في جميع الأحوال فلك أن تفهم متى تشتبك مع الأحمق أو الغبي والمغفل، ومتى تنسحب ومتى من الممكن أن تخسره بلا أية آثار جانبية، ومتى يمكنك تجنبه كل حسب طبيعة الموقف والحضور والهدف.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى