شؤون اقليمية

طهران: وقف عملية تخصيب اليورانيوم بدرجة 20% خطوة تتوخى مساعدة أوباما لانتخابه مرة ثانية

ترجمة: مركز الناطور للدراسات والابحاث 04/11/2012.

 المصادر الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية يوم الأحد 04/11/2012.

مصادر في طهران أعلنت يوم الأحد 4 نوفمبر عن وقف تخصيب اليورانيوم بدرجة 20% التي تعتبر الدرجة العسكرية الأولى.

ولم يصدر أي بيان إيراني رسمي حول هذا الموضوع لكن مصادر إيرانية سربت هذا الخبر إلى وسائل الإعلام في الخليج وقد أكد هذا الخبر عضو لجنة الخارجية الأمن القومي في مجلس الشورى محمد حسين أسفاري.

وقد نقل عن أسفاري قوله أن الأمر يتعلق بخطوة تعكس حسن النوايا، لكنه لم يشر لمن ولماذا توجه هذه المبادرة.

مصادر إيرانية أعلنت أن الأمر يتعلق بخطوة تستهدف تليين الموقف الإيراني قبيل بداية المحادثات مع الولايات المتحدة بعد الانتخابات للرئاسة مباشرة والتي ستجري هذا الأسبوع أي يوم الثلاثاء السادس من نوفمبر.

مصادر أخرى في طهران صرحت أن تخصيب اليورانيوم إلى درجة 20% مستمر ورفضت الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

قبل أسبوعين فقط وفي 20 أكتوبر نشرت وسائل الإعلام الأمريكية أن إدارة أوباما وإيران توصلتا فيما بينهما إلى اتفاق سري مفاده أنه إذا ما أعيد انتخاب أوباما لولاية ثانية ودخل البيت الأبيض فإن المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حو ل الموضوع النووي ستستأنف بعد انتخابه فورا.

البيت الأبيض نفا هذه الأخبار وقال إنها غير صحيحة لكن البيان الإيراني الصادر يوم الأحد وعن عمد قبل يومين من الانتخابات الأمريكية يستهدف توجيه رسالة إلى جمهور الناخبين الأمريكان أنه تم فعلا الاتفاق بين واشنطن وطهران على مباشرة مثل هذه المحادثات، إذا كان الناخب الأمريكي يريد إيجاد حل سياسي للمشكلة النووية الإيرانية وليس عن طريق العملية العسكرية الأمريكية فعليه التصويت لصالح الرئيس باراك.

مصادرنا الاستخباراتية تشير إلى أنه خلال هذه المحادثات السرية التي جرت بين ممثلين عن إدارة وطهران حتى نهاية شهر سبتمبر تقرر إجراء محادثات مباشرة بين واشنطن وإيران وأنه شكل في البيت الأبيض فريق يضم شخصين هما مستشار الرئيس الأمريكي لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل جاري سيمور، وويندي شيرمان التي تترأس الوفد الأمريكي إلى محادثات الدول الست مع إيران، مهمته هي إعداد أوراق العمل الأمريكية قبيل التئام اللقاء المباشر مع الإيرانيين.

وقد عرض على إسرائيل عمل هذا الطاقم من قبل إدارة أوباما وذلك كعمل تحضيري في نطاق عملية إعداد وثيقة أمريكية توصف بالنهائية والتي ستقدم إلى الإيرانيين حيث سيطالبون بالإجابة وعلى الفور فيما إذا كانوا يقبلونها أو لا.

في إسرائيل يعرفون فيما إذا كان إعداد هذه الوثيقة قد أنجز في البيت الأبيض وأن ممثلين إسرائيليين رأوا المسودة النهائية للوثيقة التي تعدها إدارة أوباما.

في يوم الثلاثاء 30 أكتوبر صرح وزير الدفاع إيهود باراك عشية وصوله إلى لندن في مقابلة مع صحيفة الدايلي تلغراف أن هجوما عسكريا على إيران حيل دونه في صيف هذا العام عندما أخذت إيران ثلث كميات اليورانيوم الموجودة بحوزتها وحولتها إلى قضبان وقود نووي إذ يصعب جدا استخراج مواد متفجرة نووية منها، وبذلك يقول باراك أن إيران أحجمت عن تخزين 189 كلغ من اليورانيوم المخصب بدرجة 20% المطلوبة من أجل بناء قنبلة نووية واحدة.

مثل هذا الطرح للأمور لا يبدو فقط أن الحرب مع إيران أوقفت في اللحظة الأخيرة وإنما أن زعماء إيران هم زعماء عقلانيون خلافا للادعاءات الإسرائيلية بوجوب منع إيران من حيازة السلاح النووي.

كل هذه الأمور تم ترديدها بشكل جيد فوق صفحات التلغراف، لولا أن هناك حقيقة صغيرة واحدة نسي باراك أن يشير إليها بتاتا وهي أن الزعامة السياسية والعسكرية الإيرانية اتخذت هذا القرار من أجل أن تتمكن من الانتهاء من عملية نصب أجهزة طرد مركزي متقدمة حوالي 3000 جهاز في المنشأة النووية في فوردو التي تقع تحت الأرض، الأمر الذي يسمح بتخصيب كميات أكبر من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% وخلال فترة زمنية قصيرة نسبيا.

بعد الانتهاء من نصب آلاف أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في منشأة فوردو يكون الإيرانيون قد حققوا هدفين إستراتيجيين نوويين مهمين:

  1. الإيرانيون تنازلوا عن جزء من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% كان بوسعهم لأن ينتجوا منه قنبلة نووية واحدة فقط، ومن أجل الحصول على كميات أكبر من مثل هذا اليورانيوم يمكنهم بناء مستودع يضم ما بين 4-6 قنابل نووية.
  2. طهران نجحت في إدخال المنظومة الرئيسية لأجهزة الطرد المركزي التي بحيازتها إلى المنطقة المحمية حيث ستجد الولايات المتحدة وإسرائيل صعوبة في مواجهتها دون أن تتمكن واشنطن من منعها بواسطة وسائل سياسية وبدون أن تتمكن إسرائيل من منعها بوسائل عسكرية.

قبل ثمانية أشهر وفي شهر أبريل من هذا العام وصف باراك دخول البرنامج النووي الإيراني المنطقة المحمية بأنه خط أحمر بالنسبة لإسرائيل.

الآن ينبغي الانتظار لنرى أي ثمن نووي سيجنيه الإيرانيون، أو الذي سيجنونه هذه المرة لقاء إعلانهم الغامض وغير الرسمي بشأن وقف تخصيب اليورانيوم بدرجة 20%.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى