شؤون اقليمية

المحاولة الإيرانية لإسقاط طائرة مسيرة أمريكية ردا على الهجوم الإسرائيلي على مصنع السلاح في السودان

ترجمة: مركز الناطور للدراسات والابحاث 11/11/2012.

 المصادر الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية يوم الجمعة 09/11/2012.

وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي أكد يوم الجمعة 9 نوفمبر البيان الصادر عن البنتاجون بأن طائرتين مقاتلتين إيرانيتين من نوع SU-25s أطلقت النار في الأول من شهر نوفمبر على طائرة مسيرة أمريكية من نوع MQ1 Predator غير مسلحة كانت تقوم بمهمة جمع المعلومات قبالة السواحل الإيرانية.

وقال وحيدي أن إيران ستستخدم جميع قدراتها بما في ذلك المؤسسات الدولية من أجل متابعة هذا الأمر.

وخلافا لبيان البنتاجون الذي ذكر أن الطائرة المسيرة كانت تطير عندما تعرضت لحادث خارج المجال الجوي الإيراني فقد قال وحيدي أن الطائرة المسيرة هوجمت بعد أن دخلت المجال الجوي الإيراني، ولم تصب الطائرة الأمريكية خلال هذا الهجوم وعادت إلى قاعدتها.

وهذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها طائرة أمريكية في الخليج من قبل إيران بهدف إسقاطها.

مصادرنا العسكرية والإيرانية تشير إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها طائرات مقاتلة إيرانية تابعة لحرس الثورة الإيراني بمهاجمة طائرة أمريكية بشكل مباشر.

حتى الآن لم يكن معروفا أن طائرات مقاتلة إيرانية قادرة على إسقاط طائرة مسيرة أمريكية وأن الطيارين الإيرانيين تدربوا بشكل خاص على مثل هذه المهمات.

قبل 11 شهرا وفي 4 ديسمبر 2011 نجح الإيرانيون في إنزال طائرة شبح مسيرة أمريكية سرية من نوع RQ170 داخل أراضيهم وسيطروا عليها.

مصادرنا تشير إلى أن الأمريكان ليسوا على استعداد للاعتراف حتى هذا اليوم بأن وحدات الحرب الإلكترونية الإيرانية سيطرت على الطائرة وأنزلتها بشكل كامل داخل أراضيها وإنما لا يذكرون إطلاقا بأن خبراء الحرب الإلكترونية الصينيين شاركوا في العملية الإيرانية.

ولو كان الإيرانيون قد نجحوا في إسقاط Predator لكانت هذه هي المرة الثانية خلال سنة ينجحون فيها الإيرانيون في إسقاط السيطرة وإسقاط طائرات مسيرتين أمريكيتين وعلى معدات استخباراتية تحملها.

العملية العسكرية الإيرانية فاجأت إدارة أوباما نظرا لأن الرئيس ومستشاريه مقتنعين بأن واشنطن وطهران تسيران نحو جولة من المحادثات الحاسمة حول الموضوع النووي وحول مواضيع شرق أوسطية أخرى مثل الحرب في سوريا.

الاعتقاد السائد في واشنطن هو أن إيران لن تكون مهتمة عشية بدء المفاوضات بزيادة التوتر العسكري بين الدولتين.

بيد أن مصادرنا الاستخباراتية والأمريكية تشير إلى أن السلوك السياسي والعسكري الإيراني يحكمه نمط فكري مختلف بل أنه يتعارض تماما مع إدارة أوباما والذي يتجاهله الأمريكان.

إيران على استعداد لأن تبدأ المفاوضات لكنها لا تعتزم على الإطلاق أن تكون هذه المحادثات قصيرة أي ليس أكثر من ثلاثة أشهر كما يعتقد أوباما أو يعتزم، مثلما أن مصادرنا في واشنطن أشارت وبشكل حصري في يوم الخميس 8 نوفمبر أن الإيرانيين يستعدون لمواصلة المفاوضات لفترة أطول فالإيرانيون ليسوا على استعداد أيضا أن تواصل إسرائيل في الوقت التي تجري فيه الولايات المتحدة المفاوضات مع إيران جهودها لمهاجمة إيران سرا بدون الاعتراف بذلك بحيث تهاجم أهداف عسكرية إيرانية في الشرق الأوسط.

إيران والسودان يدعيان أنه في 24 أكتوبر هاجمت طائرات مقاتلة إسرائيلية مجمع الصناعات العسكرية السودانية بالقرب من الخرطوم ودمرت مصنع إنتاج الصواريخ الإيرانية. طهران اعترفت بأن المصنع كان يضم مهندسين إيرانيين.

إسرائيل لم تعلن عن مسؤوليتها عن هذا الهجوم ولم تعترف به.

لا إسرائيل ولا إيران قالتا كلمة واحدة عن أنه خلال هذا الهجوم على مصنع اليرموك قتل عدد من خبراء الصواريخ الإيرانيين الذين عملوا هناك.

مصادرنا العسكرية تشير أنه إذا كانت إسرائيل هي التي هاجمت المصنع فعلا فإنها تكون قد استعدت لهذا الهجوم عندما كانت القوات الأمريكية والإسرائيلية تقومان  في 17 أكتوبر بمناورات ضخمة ضد الصواريخ الباليستية التحدي الصارم 2012 حيث استخدمت الولايات المتحدة قدرات الرادار المتقدم للغاية في الشرق الأوسط وفي أوروبا بما في ذلك محطة الرادار X-band المنصوبة في منطقة النقب.

الإيرانيون ينطلقون من فرضية أنه ليس من الجائز أن واشنطن وقيادات الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط والمناورات ضد الصواريخ لم يعلموا مسبقا بالهجوم الإسرائيلي.

خلال شهر سبتمبر أعلنت طهران ومرتين أنه إذا ما هاجمت إسرائيل أهداف إيرانية فإن إيران سترد بمهاجمة أهداف أمريكية.

في 3 سبتمبر صرح زعيم حزب الله حسن نصر الله بأن الرد الإيراني لن يكون داخل الأراضي الإسرائيلية فقط وإنما سيشمل قواعد أمريكية في أنحاء المنطقة حيث ستتحول إلى أهداف بالنسبة للإيرانيين.

في 25 سبتمبر عاد قائد سلاح الجو والفضاء في حرس الثورة الجنرال أمير علي حاجي زاده وكرر هذا التحذير.

وفي 1 نوفمبر نفذ الإيرانيون تهديدهم وهاجموا هدفا أمريكيا ردا على الهجوم الإسرائيلي في السودان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى