ترجمات عبرية

هآرتس: الحكومة هي مجموعة هستيرية، غالنت لوحده لن يوقف هذه الهستيريا

هآرتس 17/5/2024، كارولينا ليندسمانالحكومة هي مجموعة هستيرية، غالنت لوحده لن يوقف هذه الهستيريا

من بين الردود التي نشرت ردا على اقوال يوآف غالنت، توقفت بالذات عند رد ياريف لفين. “شعب إسرائيل غير مستعد لأن يكون مهان”، قال قبل مواصلة رسائله المعروفة ضد أوسلو ب وضد السلطة الفلسطينية. “هو غير مستعد لأن يكون مهان”. اضحكتني يا ياريف. من يستمر بعد 7 أكتوبر في دعم بنيامين نتنياهو، الذي هو أبو كل الاهانات التي عرفها شعب إسرائيل، لا توجد لديه أي مشكلة في أن يكون مهان. عمليا، ربما هذا هو احد الامراض الشخصية الذي يمكن أن يفسر تأييده لنتنياهو.

اذا كان الامر يتعلق بلفين وبالاهانة فهو يستحق التهنئة. أول أمس تم تعيينه من قبل نتنياهو، الذي بالتأكيد يثق به بعيون مغمضة منذ النجاح المدوي الذي حققه مع “الإصلاح”، لرئاسة الطاقم الوزاري الذي سيبلور خطوات الرد ضد السلطة الفلسطينية في اعقاب قرار الأمم المتحدة في الأسبوع الماضي تعزيز مكانتها.

هذا القرار الذي لا أساس له سبقه نقاش بمستوى متدن، الذي هو نفسه يعتبر إهانة لإسرائيل (الاقتباسات التالية هي من “واي نت” و”كان”). “يجب توجيه ضربة شديدة لهم تجعلهم يستيقظون”، قالت ميري ريغف. الديك الذي يصيح من التلال، اوريت ستروك، اعتبرت الخطوات الفلسطينية إرهاب سياسي وطلبت ايلامهم. لفين نفسه أراد التطرق الى خطوات السلطة الفلسطينية (التي هي، لتذكير العقلانيين بيننا، التعريف في القاموس للنضال الدبلوماسي، أي عكس الإرهاب). “مثلما يتعاملون مع الإرهاب”، وجباية ثمن منهم، “مثلما نجبي بسبب الإرهاب”. مثل ماذا على سبيل المثال؟ “المس بكبار قادتها وجباية ثمن على الأرض، لا سيما بواسطة الاستيطان”. لفين، هل حكم أبو مازن هو مثل حكم يحيى السنوار؟.

بتسلئيل سموتريتش دعا الى تدمير السلطة. بدلا من السماح لها بحكم غزة، حكومة نتنياهو تنوي السماح لحماس بالحكم في الضفة. إضافة الى ذلك، غير العاقل الإقليمي عرض معاقبة دول تعترف بالدولة الفلسطينية، وإقامة مستوطنة جديدة في المناطق مقابل كل دولة تعتبر بدولة فلسطين.

هناك اقتباس رائع لنيتشا، “الجنون الفردي نادر، لكن في مجموعات ومنظمات ودول هو القانون. لا يوجد مثال افضل على جنون مجموعة من حكومة إسرائيل. غالنت وحده لا يمكنه وقف الجنون. ليس عبثا هو توجه للجمهور، لأن الجمهور فقط هو الذي يستطيع وقف هذا الجنون. ولكن من اجل ذلك فانه يجب على الجمهور الرغبة في وقف الجنون. 

إن طمس التمييز القاطع بين الإرهاب والدبلوماسية هو من اكبر جرائم حكومات نتنياهو، وهو ركن أساسي من اركان “المفهوم” الذي بيد قام بتمويل طريق الإرهاب وباليد الأخرى سحق طريق الدبلوماسية. اذا كان النضال الدبلوماسي من اجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعتبر إرهاب فكيف يمكن أخذ إسرائيل على محمل الجد؟ هل يوجد أصلا نضال ضد الاحتلال مشروع بالنسبة لها؟.

لذلك، مرة أخرى الاستنتاج واحد: يجب على العالم أخذ حل النزاع من يد الإسرائيليين والفلسطينيين، والاعتراف بالدولة الفلسطينية على أساس قرار التقسيم مع التعديلات الضرورية على الحدود، التي هي بشكل كبير خطوط حزيران 1967. هذا الامر سيحرر إسرائيل من وهم أنه من حقها أن تعطي أو لا تعطي. وسيحرر الفلسطينيين من رفض الاكتفاء بما “تعطيه لهم” إسرائيل. إسرائيل لا تعطي المناطق لأنها ليست لها. والفلسطينيون لا يكتفون فقط بالمناطق لأن باقي البلاد ليست لهم. 

إن وضع حدود تقسم البلاد بين الشعبين هو العدو الأكبر لمن يريدون كل البلاد. والدول الأوروبية، التي تريد الاعتراف بفلسطين وتخاف من المستوطنات التي ستقام على اسمها في المناطق، يجب عليها عدم الخوف. فعندما سيتم نقل هذه المستوطنات الى أيدي الفلسطينيين فلن تكون هناك أي حاجة لتغيير اسمائها.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى