دراسات وتقارير خاصة بالمركزشؤون مكافحة الاٍرهاب

اللواء محمود الناطور يكتب – تنظيم القاعدة .. استراتيجية جديدة وقوة متنامية – الحلقة الثالثة عشر

بقلم اللواء محمود الناطور 

مقاتلون جدد وحرب اقتصادية لإفلاس أمريكا

في أعقاب محاولة التفجير الفاشلة على إحدى الطائرات الأمريكية التابعة لشركة “نورث ويست” للخطوط الجوية في رحلتها رقم (253) المتجهة إلى مدينة ديترويت يوم 25/12/2009 على يد طالب الهندسة النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب في يوم عيد الميلاد لعام 2010، وعملية الطبيب همام البلوي الذي فجر نفسه داخل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أفغانستان بعد المحاولة الأولى بأسبوع واحد فقط.

وتندرج العمليتان السابقتان في إطار مخطط تنظيم القاعدة الذي تقول انه يستهدف الولايات المتحدة الأمريكية وفق إستراتيجية “الموت البطيء” بعد أن ادعت القاعدة أنها كانت وراء “الأزمة المالية الأمريكية” وان الإستراتيجية الجديدة تهدف إلى استنزاف القدرات الأمريكية في “حرب مخابراتية” تثقل كاهل أجهزة المخابرات الأمريكية كما هو الحال من توريط القوات الأمريكية في حروب أفغانستان والعراق والقرن الأفريقي وغير ذلك من المناطق الساخنة عالمياً حيث يسود الاعتقاد لدى تنظيم القاعدة بأن إستراتيجية الاستنزاف المالي ستحقق “إفلاس أمريكا” وتنعكس سلباً على الدول المشاركة في برنامج الحرب على الإرهاب.

ومنذ سقوط نظام حركة طالبان في أفغانستان بدأ تنظيم القاعدة يسابق الأمنمن اجل ابتكار سبل وتقنيات وأساليب جديدة تضمن التقدم السري عما تعرفه أو تكشفه عنها الأجهزة الأمنية، فاكتشفت القاعدة حيلة أمنية جديدة للإفلاتمن الملاحقات الأمنية، وتكمن هذه الحيلة في إسنادإمارة الشبكات الخارجية” إلى مقاتلين أفارقة وأوربيين، حيث الهدف هو وضع أجهزة التجسس الأمريكيةوالعالمية أمام نموذج جديد من أمراء وقيادات تنظيم القاعدة الذين ينحدرون من أصول غير عربية ويتنقلون بجوازات سفر أصلية غير مزورة.

وكان أول اكتشاف امني حول القادة والأمراء الجدد بعد تفجيرات 16/5/2003 في الدار البيضاء بالمغرب حيث تبين أن الفرنسي “أنطوان روبير” هو أميرتنظيم القاعدة الذي يشرف على الخلايا النائمة في المغرب، ثم جاء الاكتشاف الثاني يوم 3/6/2003 باعتقال الألماني “كريستيان غانزارسكي” في مطار شارل ديغول.

وكانت اللطمة الكبرى لأجهزة المخابرات الأمريكية أن الأمريكي “جون ووكر” الذي اعتقل بمدينة نواز شريف داخل سجن “قلعة غانجي” بشمال أفغانستانبعد عملية تمرد واسعة هو من ابرز قيادات حركة طالبان وتخرج من معسكرات تدريب القاعدة.

وطبقا لمخطط إعادة انتشار شبكات القاعدة في مختلف دول العالم برز عدد من القادة والأمراء الأجانب منهم البريطاني “ريتشارد ريد” الذي عرف بلقب “صاحب الحذاء المتفجر” والذي اعتقل يوم 22/12/2001 على متن طائرة متوجهة من باريس إلى ميامي بينما كان يحاول تفجير الطائرة بعبوة مدسوسة في حذائه، ومنهم الأمريكي “خوسيه باديلا” الملقب “عبد الله المهاجر” الذي اعتقل في مطار شيكاغو يوم 10/5/2002 بينما كان بصدد تدبير هجمة إرهابية غير مسبوقة باستعمال “قنبلة إشعاعية” والتي تعرف أيضاً باسم “القنبلة النووية الوسخة”، يضاف إلى هؤلاء سلسلة طويلة من القادة والأمراء الأجانب تضم “جيروم كورتاليه” الذي اعتقل في هولندا يوم 13/9/2001 بعد مخطط تفجير السفارة الأمريكية في باريس، وشقيقه “ديفيد كورتاليه” الذي أدين في قضية تفجير السفارة الأمريكية في نيروبي سنة 1998، وهيرفي لوازو الملقب جمال، والفرنسي “غزافييه جافو” الذي اعتنق الإسلام في التسعينات.

إن إلقاء القبض على النيجيري عمر الفارق عبد المطلب يكشف النقاب من جديد على أن تنظيم القاعدة قد أعاد شبكته الدولية بمقاتلين جدد من الصعب على أجهزة الأمن اكتشافهم إلا في الحالات النادرة وجميعهم من جنسيات أمريكية وبريطانية وفرنسية وافريقية إشعاراً بنوعية الحرب الاستخبارية الجديدة لمواصلة استنزاف الجهود الأمريكية في تتبع تنظيم القاعدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى