ترجمات عبرية

هآرتس: موافقة حماس على الصفقة تُعد فخا لنتنياهو

هآرتس 7/5/2024، عاموس هرئيلموافقة حماس على الصفقة تُعد فخا لنتنياهو

بيان حماس أمس بشأن الموافقة على عرض الوسطاء لصفقة تبادل المخطوفين فاجأ نتنياهو. في الايام الاخيرة وصلت المفاوضات حول الصفقة الى ازمة خطيرة. وحتى أنه أمس طلب الجيش الاسرائيلي من حوالي 100 ألف من السكان الفلسطينيين اخلاء بيوتهم التي توجد في شرق رفح، الامر الذي ظهر وكأنه اعداد لاقتحام المدينة. ولكن عندها حدث انقلاب في موقف حماس التي ابلغت مصر وقطر عن موافقتها على الصفقة. هذه الصفقة يمكن أن تشمل في المرحلة الاولى اطلاق سراح 33 من بين الـ 132 مخطوف الذين تحتجزهم حماس مقابل وقف اطلاق النار واطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين. ومن اجل ذلك فانه مطلوب بالطبع موافقة اسرائيل ايضا.

علامة الاستفهام الكبيرة تتعلق بطبيعة وقف اطلاق النار. منذ بضعة اشهر والعائق الرئيسي امام الصفقة يتعلق بطلب حماس أن تشمل انسحاب قوات الجيش الاسرائيلي اضافة الى وقف مطلق للحرب. حماس ايضا طلبت مؤخرا أن يشمل الاتفاق ضمانات من قبل الولايات المتحدة، بالاساس ازاء التصريحات المتكررة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حول نيته أمر الجيش باحتلال رفح. في المستوى السياسي في اسرائيل قالوا أمس بأنه ربما أن المصريين والامريكيين قد توصلوا الى تفاهمات مع حماس من وراء ظهر اسرائيل، مع تحديث الاقتراح المصري الذي ردت عليه اسرائيل بالايجاب قبل اسبوعين. بعد ساعات على بيان حماس اعلن مكتب نتنياهو عن ارسال طاقم عمل الى دول الوساطة لاجراء المفاوضات، وفي نفس الوقت بدأ الجيش الاسرائيلي في العمل في شرق رفح.

هذا يظهر كاشارة أولية من ناحية نتنياهو حول نيته رفض الاقتراح، بعد الرد الايجابي من قبل حماس (الذي حتى الآن لا نعرف ما هي طبيعته). فقط قبل يومين قال رئيس الحكومة والمتحدثون بلسانه إن وسائل الاعلام الاسرائيلية تلقي عليه تهمة لا اساس لها حول افشال المفاوضات، في حين أن الجمود، حسب قوله، كله هو ذنب حماس. الآن يبدو أنه مرة اخرى سيقدم ردا سلبيا. هذه الخطوة سيتم تبريرها بادعاءات كثيرة حول الحاجة الى ضمان هزيمة حماس، وادعاءات مشكوك فيها حول خداع الامريكيين (تجاه نفس الادارة التي في الشهر الماضي قدمت له مساعدات امنية خاصة بمبلغ 14 مليار دولار). عمليا، سيكون لذلك سبب رئيسي واحد وهو خوف نتنياهو من تفكك حكومته وفقدان قاعدته في اليمين.

في نهاية المطاف يبدو أن دول الوساطة عملت وفقا لتعريف دورها. فهي عرضت على حماس اقتراح سبق لاسرائيل الموافقة عليه، مع بعض التغييرات. لا يوجد هنا قبول مواقف من احد الطرفين، بل اقتراح وسط آخر كلاسيكي، ما زال مرهون بموافقة اسرائيل. وكما قلنا فان احتمالية حدوث انعطافة في المفاوضات ما زالت ضعيفة. ولكن ربما أن رؤساء حماس في الرد الايجابي قد نجحوا في دق اسفين بين اسرائيل والولايات المتحدة. عائلات المخطوفين طلبت أمس من نتنياهو الموافقة على عرض مصر ازاء رد حماس والبدء في اعادة المخطوفين الى البيت. وقد بقي حتى الآن أن نرى كيف سيرد وزراء المعسكر الرسمي في كابنت الحرب، بني غانتس وغادي ايزنكوت، على تغيير موقف حماس وعلى الرد السلبي لنتنياهو الذي يلوح في الافق.

توجد اهمية كبيرة، اخلاقية وانسانية، لاعادة المخطوفين. ولكن من الافضل عدم ايهام النفس. فالموافقة على الصفقة الآن لن تشير الى أي نجاح لاسرائيل أو تراجع لحماس، بل الاعتراف بحدود القوة. ليس بالصدفة أنه أمس خرج الآلاف الى الشوارع في رفح والى الانقاض في خانيونس للاحتفال ازاء الانباء عن الوقف المحتمل لاطلاق النار. من الواضح أن الاحتفالات تمثل الرغبة الحقيقية لسكان القطاع في تقليص المعاناة التي تسببها لهم الحرب. ولكن في الاساس يجب الفهم بأن الفلسطينيين لن يعتبروا هذا الاتفاق خسارة، بل نجاحا.

اكثر من أهمية سجناء حماس الذين سيتم اطلاق سراحهم، فانه مهم لها الابقاء على حكمها في القطاع وعلى وحدته الجغرافية. وخروج قوات الجيش الاسرائيلي من الممر، في منتصف عملية اطلاق سراح المخطوفين أو في نهايتها، سيعتبر انجاز كبير بالنسبة لهذه المنظمة الارهابية. فحماس وكل القطاع تضرروا بشكل كبير، والاضرار سيتم الشعور بها لسنوات كثيرة. ولكن اذا انتهت الحرب هكذا فان هذا بالتأكيد لا يعتبر هزيمة بالنسبة لهم.

رفح ما زالت ضمن الخطة

كل ذلك يحدث في الوقت الذي توجد في الخلفية الخطوات على الارض في القطاع. في صباح أمس طلب الجيش الاسرائيلي اخلاء الاحياء والقرى في شرق رفح، في المنطقة القريبة من محور فيلادلفيا ومعبر رفح، على الحدود بين القطاع ومصر. هذا تهديد عنيف جدا بعد يوم على موت اربعة جنود بنار صواريخ حماس على كرم أبو سالم. ولكن حتى الآن هذا لا يعني أن اسرائيل ستقوم باحتلال رفح. في البداية تم نقل البيانات لمؤسسات دولية ومصر والاردن، وبعد ذلك تم نشر نداءات للسكان بواسطة منشورات تم القاءها من الجو ورسائل قصيرة في الهواتف المحمولة. هذه البيانات تم توجيهها بالاساس الى سكان المناطق القروية على مداخل رفح. في الساعات التالية تمت مشاهدة مغادرة للمواطنين من المنطقة.

مكتب وزير الدفاع يوآف غالنت نشر أمس صور له مع ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي وهو يصادق على خطة عملياتية لمواصلة النشاطات في القطاع. غالنت اوضح أمس في محادثة مع أبناء عائلات المخطوفين بأنه يجب استئناف الضغط العسكري من اجل اجبار حماس على اظهار المرونة في مواقفها. اسرائيل اعلنت عن توسيع “المنطقة العازلة” في منطقة المواصي، وهي المنطقة الزراعية القريبة من الشاطيء بين خانيونس ورفح، بهدف حث السكان على الانتقال الى هناك. ولكن الفلسطينيين في القطاع والمنظمات الدولية اشتكوا بأنه في هذه المنطقة لا توجد على الاطلاق بنى تحتية مناسبة لاستيعاب المزيد من النازحين من رفح.

اضافة الى التوتر حول الصفقة فان استمرار الاخلاء القسري للسكان قرب الحدود مع مصر يتوقع أن يثير التوتر بين اسرائيل والولايات المتحدة والنظام المصري. المصريون يخشون منذ بداية الحرب من كارثة انسانية ستدفع مئات آلاف الفلسطينيين نحو اراضيهم في شبه جزيرة سيناء. في بداية الحرب حذروا نتنياهو بعد أن قال بعض الوزراء في وسائل الاعلام عن طرد سكان القطاع الى شبه جزيرة سيناء. أي عملية قرب الحدود تحتاج الى الاخذ في الحسبان التنسيق المسبق مع المصريين، لمنع الاحتكاك المباشر مع الجيش الاسرائيلي.

جهات امريكية رفيعة، بما في ذلك وزير الدفاع امريكي لويد اوستن، كررت أمس الطلب من اسرائيل الاخلاء الحذر للسكان من رفح اذا كان الجيش الاسرائيلي ينوي العمل هناك. في محادثات مغلقة حذر الامريكيون نتنياهو بشكل فظة اكثر. أمس جرت محادثة هاتفية بينه وبين الرئيس الامريكي، الذي طلب من نتنياهو اعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام حركة التجارة، الذي تم اغلاقه بعد اطلاق الصواريخ.

طريقة بسيطة

استمرار القتال في القطاع يصعب على التوصل الى أي اتفاق سياسي يعمل على وقف القتال على الحدود مع لبنان. الجيش الاسرائيلي يواصل عمليات القتل في كل يوم لاعضاء حزب الله والنشطاء في تنظيمات ارهابية فلسطينية بواسطة هجمات ممنهجة في جنوب لبنان. ولكن حزب الله ينجح في كل مرة في التسبب باصابات في الطرف الاسرائيلي، بالاساس من خلال اطلاق الصواريخ المضادة للدروع والسلاح الاكثر نجاعة لديه مؤخرا، المسيرات المتفجرة. هذا ما حدث أمس قرب المطلة حيث قتل هناك جنديان في الاحتياط وجندي اصيب اصابة طفيفة.

حزب الله يستخدم بشكل عام طريقة بسيطة ولكنها ناجعة جدا. في البداية يتم اجراء طلعة لمسيرات صغيرة لغرض التصوير، التي توثق بشكل دقيق منطقة الحدود والاهداف التي تم التخطيط لمهاجمتها، بعد ذلك يتم ارسال مسيرة هجومية، “انتحارية”، تقوم بمهاجمة الهدف وفقا للمعلومات الاستخبارية التي تم جمعها. وحقيقة أن الامر يتعلق بأدوات صغيرة تطير لمسافة قصيرة نسبيا وارتفاع منخفض، تصعب على الجيش الاسرائيلي تشخيصها واسقاطها. في بعض الحالات لا يتم تشغيل صفارات الانذار قبل ضرب المسيرة. ومعظم الخسائر لاسرائيل في الفترة الاخيرة في الشمال كانت نتيجة هجمات المسيرات. وفي الحالات التي لا يتم فيها الحفاظ على الانضباط العملياتي المطلوب في اوساط القوات المدافعة فان الضرر ربما يكون اكبر.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى