ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: جواب حماس يسمح لإسرائيل بتحسين المواقف في المفاوضات

إسرائيل اليوم 7/5/2024، يوآف ليمور: جواب حماس يسمح لإسرائيل بتحسين المواقف في المفاوضات

بيان حماس بانها توافق على شروط وقف النار او كما يسمونه في إسرائيل “صفقة المخطوفين” امسكت بإسرائيل بالمفاجأة.

امس انشغلت القيادة السياسية الأمنية في محاولة فهم ما الذي يقف خلف الانعطافة في استراتيجية المنظمة. سطحيا توجد ثلاث إمكانيات: الأولى، وهي الأكثر اقلاقا، هي ان حماس تلقت ضمانات أرضتها في ان في نهاية الصفقة القتال لن يستأنف، أي ان وقف النار المؤقت سيصبح دائما. في إسرائيل سارعوا امس الى الايضاح بان مثل هذه الضمانات، اذا ما أعطيت، فانها لم تكن بموافقة إسرائيل، وعلى أي حال لن تتحقق.

مع ذلك، ينبغي لنا ان نكون قلقين من إمكانية أن تكون الولايات المتحدة (او جهة أخرى) عملت بدون تنسيق مع إسرائيل، وبدون اذن من جانبها. الامر يمكن أن يدل على قطيعة متزايدة بين الدولتين – كما يمكن ان يكون هذا على خلفية النية للقيام بعملية برية في رفح – وكذا لان واشنطن تعتقد ان ليست حماس فقط تفشل الصفقة بل إسرائيل أيضا، مثلما المح في الأيام الأخيرة في عدة منشورات في وسائل الاعلام الامريكية، تبعا لاحاطات رئيس الوزراء في السبت الأخير، باسم “مصدر سياسي رفيع المستوى”.

الامكانية الثانية هي ان تكون حماس ردت على التوجه الإسرائيلي للمواطنين المتواجدين في الاحياء الشرقية لرفح وطلبها منهم الاخلاء الى تجمعات اللاجئين قرب البحر. وذلك كاعداد لامكانية خطوة عسكرية في المنطقة، تكون مقدمة لخطوة اكبر في رفح وفي محور فيلادلفيا. هذا العمل يثير قلقا كبيرا ليس فقط في الغرب بل واساسا في مصر، التي خافت من عبور مئات الاف اللاجئين الى أراضيها. لقد سبق لمصر أن حذرت حماس (وإسرائيل) من مثل هذه الامكانية، ومعقول ان تكون تمارس ضغوطا شديدة على المنظمة في محاولة لكبحها بكل سبيل.

الامكانية الثالثة هي ان تكون هذه مرة أخرى محاولة تهكمية من حماس لتعظيم الجدال الداخلي في اسرائيل. من اللحظة التي أعلنت فيها المنظمة بانها وافقت على شروط وقف النار، ينتقل الضغط الى حكومة إسرائيل كي توافق هي أيضا على الشروط. عائلات المخطوفين اوضحوا منذ امس انهم سيشددون كفاحهم بما يتناسب مع ذلك، ومعقول ان يحظوا بتأييد جماهيري واسع املوا في حماس ان يترجموه الى مزيد من التنازلات الإسرائيلية.

يعيشون في الخيال

الصفقة المقترحة التي وافقت عليها حماس تتشاكل من ثلاثة مراحل. تتضمن الأولى تحرير 33 مخطوفا (أساسا نساء، مجندات، كبار في السن وحالات إنسانية) مقابل تحرير مئات السجناء الفلسطينيين، عودة السكان الى شمال القطاع وهدنة في القتال لمدة 42 يوما. المراحل التالية تتضمن تحرير باقي المخطوفين، بما في ذلك الجثث مقابل تحرير الاف آخرين من السجناء، ومثلما تطالب حماس – وقف تام للقتال.

إسرائيل ترفض، كما اسلفنا، هذا المطلب، لكن موافقة حماس امس كفيلة بان تكون بالذات فرصة. فقد ادعت المنظمة بان ليس لديها معلومات عن عموم المخطوفين، والان يحتمل أن يتاح بلورة صورة وضع افضل عمن لا يزالون على قيد الحياة وفي أي وضع. ينبغي ان يكون هذا شرطا أساسيا لإسرائيل لمواصلة الحوار، وثمن لجدية حماس تكون اكثر من مجرد البيان الصاخب الذي نشرته أمس.

فضلا عن ذلك، محظور لإسرائيل ان تعتبر كمن تفشل الصفقة. هذا ليس فقط واجب تجاه المخطوفين الذين تركوا لمصيرهم في 7 أكتوبر ويتركون لمصيرهم في 214 يوما انقضت منذئذ – كما أن هذه إمكانية تورط كامنة مع الوسطاء ومزيد من الدول من شأنها ان يعرض للخطر إنجازات المعركة كلها، ويدفع إسرائيل أن تعلق في عزلة تداعياتها في كل مجال ستكون دراماتيكية.

مع كل الأهمية للعملية المخطط لها في رفح، فان العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة هامة اكثر وليس لإسرائيل بديل عنها. من يعتقد أن إسرائيل يمكنها أن تعمل وتنتصر لوحدها في غزة، وفي لبنان أيضا يعيش في الخيال. إسرائيل بحاجة الى الغرب (والى الدول العربية) الى جانبها كي تتمكن من الوجود بامان في المنطقة مثلما فعلت كل سنواتها، ومثلما تتطلع لان تفعله في المستقبل أيضا. صحيح أن الكارثة علمتنا الا نعتمد الا على أنفسنا، لكن كي يتاح هذا – مطلوب استراتيجية اكثر تعقيدا من التصريحات العليلة للزعماء.

تفكير على ذلك في الشمال أمس، في هجمة المُسيرات الفتاكة لحزب الله في المطلة. فقد صعدت المنظمة النار ردا على النية للعمل في رفح، وستوقف القتال اذا ما كان وقف للنار في الجنوب مثلما فعلت في الصفقة السابقة في شهر تشرين الثاني. لإسرائيل ستعطى في حينه فرصة للدراسة اذا كان ممكن للوصول الى ترتيبات تؤدي الى تهدئة متفق عليها – تؤدي أيضا الى عودة السكان الى بيوتهم – او ستكون حاجة للانتقال الى قتال مكثف اكثر تجاه حزب الله.

حكومة إسرائيل، التي تكثر من الحماسة، لم تجري الى الان حتى ولا بحث استراتيجي واحد عن أهدافها في الشمال. وهذا التقصير يصرخ الى السماء ليس فقط بسبب ترك مقاطعة كاملة لمصيرها بل لانه يدل على أن ليس للحكومة هدف – بالضبط مثلما ليس لها هدف لليوم التالي للحرب في غزة. “النصر المطلق” هو شعار ممتاز: في هذه الاثناء كله حكي.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى