ترجمات عبرية

هآرتس: سيرا على الأقدام أو على عربات، مع قليل من الامتعة وأمل اقل، بدأ الخروج من رفح

هآرتس 7/5/2024، عميره هاس: سيرا على الأقدام أو على عربات، مع قليل من الامتعة وأمل اقل، بدأ الخروج من رفح

حسب التقارير الفلسطينية فانه في عمليات القصف الاسرائيلية على 11 منزل في شرق رفح في ليلة الاحد – الاثنين قتل 22 فلسطيني، بينهم 8 أولاد واطفال. وكالة الانباء “وفا” نشرت فيلم ظهرت فيه أمهات وهن يبكين اثناء وداع أولادهن الملفوفين بالاكفان. في اسرائيل تم النشر عن القصف كرد على قذائف مدفعية قتلت اربعة جنود اسرائيليين واصابت عشرة آخرين. في رفح ادركوا أن القصف ليس رد أو مس بمصدر اطلاق النار، بل هو انتقام ومقدمة للغزو العسكري البري للمدينة؛ وكأمر لترك البيوت، ليس أقل من المنشورات التي اسقطتها طائرات سلاح الجو والرسائل القصيرة التي تصل من ارقام سرية الى هواتف السكان. كلمة “اخلاء” لا تحمل حتى القليل من الخوف والغضب والتعب.

سيرا على الاقدام وعلى عربات وفي حافلات صغيرة وسيارات خاصة متعثرة وعلى دراجات، التي جميعها محملة بالفرشات والبطانيات وقليل من الغذاء، بدأ يوم أمس الخروج الجديد لسكان قطاع غزة، من الاحياء في شرق رفح نحو المجهول، الى شمال وغرب رفح، حيث الخيار بين الانقاض في خانيونس وبين قطاع الشاطيء الزراعي المواصي، الذي ليس فيه أي بنى تحتية للمياه والمجاري، الذي تصر اسرائيل على تسميته “منطقة انسانية”.

هل في اعقاب بيان اسماعيل هنية الدراماتيكي أمس، أن حماس توافق على خطة وقف اطلاق النار، سيعود عشرات آلاف الهاربين على اعقابهم؟ هل قافلة الهاربين ستتوقف؟ المؤكد في هذه المرحلة هو أن هذا البيان والبيانات المضادة في اسرائيل زادت التشويش وعدم المعرفة والصعوبة في تقرير ما العمل. كل ذلك ساد في رفح في ظل تصريحات اسرائيل المتواترة بأنها تصمم على اقتحام هذه المدينة في الجنوب. وكل ذلك اضافة الى الخوف واليأس والتعب الدائم ومعرفة أنه في أي لحظة يمكن لكل شخص أن يقتل أو يفقد اليد أو القدم أو أ يدفن طفلة ابنة 6 سنوات. الجنينة هي أحد احياء شرق رفح، التي تم قصفها أول أمس. والجيش الاسرائيل طلب من السكان هناك المغادرة. في الجنينة يعيش عدد من اصدقائي وعائلاتهم، معظمهم نازحون من مدينة غزة ومن مخيم جباليا قبل نصف سنة تقريبا. آخرون انتقلوا للعيش فيها قبل 20 – 30 سنة. الاشجار والخضرة التي تغطي المنطقة، من هنا جاء اسم “الجنينة”، اخلت مكانها بالتدريج لبيوت الباطون بكل الاحجام. الشباب في مخيم الشبورا عملوا بشكل قاس ووفروا الاموال ودخلوا في الدين من اجل الخروج من الازقة الضيقة والبيوت المتراصة التي تصل اليها الشمس وقاموا بشراء قطع الاراضي لبناء بيوتهم عليها.

الآن يتجمع لدى سكان الجنينة اقاربهم المهجرين للمرة الثانية والثالثة وحتى الرابعة. خلال سبعة اشهر شعروا أنه لهم حظ قليل، رغم أنه حتى في الجنينة، مثل احياء رفح الاخرى، القصف دمر البيوت وقتل السكان. مع ذلك، لم يتركوا بيوتهم وينتقلوا الى خيام، وكانت لديهم الامتعة الضرورية مثل البطانيات  والفرشات والملابس وأدوات المطبخ. عدد الذين ينتظرون في الدور للدخول الى المراحيض لم يكن 300 – 400 شخص، مثلما هي الحال في المدارس التي اصبحت اماكن لجوء، بل 10 – 30 شخص، هذا حسب عدد افراد العائلة. هل سيدخلون في هذا الاسبوع الى قائمة من فقدوا مكان سكنهم؟ هل سيجدون خيمة؟ هل سينامون في الايام الاولى تحت قبة السماء؟.

لقد كان آباءهم اطفال عندما تم طردهم من قراهم، أو من المجدل (عسقلان) أو اشدود (اسدود)، المناطق التي اصبحت دولة اسرائيل. بعضهم ما زالوا أحياء. هم لا ينسون هذا التهجير وفقدان بيوتهم في ذلك الحين. هم بحاجة الى الرعاية والعلاج، وهم يتمنون الموت كي لا يكونوا عبئا على الاولاد والاحفاد.

عائلتا اصدقائي داليا ويعقوب، تعيش على بعد مسافة 200 – 300 متر الواحدة عن الاخرى. داليا قالت أمس “انهم داخل الخارطة”، أي أن البيت الذي تعيش فيه مع اولادها واخوة زوجها يوجد في المنطقة التي يجب اخلاءها، حيث يجب عليهم الآن حزم امتعتهم والهرب. يعقوب قال أمس (قبل بيان هنية) بأن بيته لا يوجد على الخارطة، وأنهم ما زالوا ينتظرون ما سيحدث. اربع عائلات تعيش في هذا البيت الآن. وحسب رأي يعقوب فان بيت داليا لا يوجد “في الخارطة”، وهو يعتقد أنها هي وعائلتها لا يجب عليهم الهرب الآن.

في البداية زوجته خشيت من الانتقال الى هناك، الى خيمة صيفية، لأن المراحيض خارجها. وهي خافت من أن من يشغلون المسيرات الاسرائيلية سيقررون أن من تتم رؤيته خارج البيت هو أحد مقاتلي حماس سيقومون بقتله. ولكن التوتر والخوف من غزو رفح تغلب على الخوف من ضرب المسيرات. “هذه ليست حياة”، قال صالح. “الشوارع تتدفق فيها مياه المجاري والقمامة ولا توجد لدينا المياه في الخيمة. وحتى من لديه راتب لا يمكنه السحب من البنك، وتقريبا يدفعون ربع المبلغ كعمولة للصرافين. اسطوانة الغاز سعرها 400 شيكل. نحن لا نعمل واولادنا لا يتعلمون. نحن مجرد نعيش، وكل لحظة كل واحد منا يمكن أن يقتل. جهنم هي نفس جهنم، سواء في رفح أو في مدينة غزة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى