شؤون مكافحة الاٍرهاب

الحروب والنزاعات الداخلية.. بيئة خصبة لاستيطان التنظيمات الإرهابية

موقع المرجع – 4/10/2018

تعتبر الحروب والخلافات الأهلية الداخلية، بيئة خصبة لانتشار الجماعات الإرهابية، وتتمكن تلك التنظيمات من جذب مقاتلين، ما يهدد الأمن والسلام العالميين.

وأثبتت الحركة الجهادية بتنظيماتها المختلفة، بداية من تنظيم القاعدة الذي نشأ في تسعينيات القرن الماضي، وحتى تنظيم داعش الإرهابي الذي جاء بعده بنحو 24 عامًا، مرونة كبيرة خلال التقلبات والانعطافات خلال العقدين الماضيين.

الحروب والنزاعات

وتمكنت الجماعات الجهادية، من الاستفادة من النزاعات الأهلية من خلال تحالفها مع المتمردين المحليين الذين قد ينجذبون إلى موارد الإرهابيين بقدر ما هم مستعدين لمبادئهم الدينية، على الرغم من أن الجماعات المحلية تميل للتطرف عندما يدخل الجهاديون المشهد.

وتقول مارثا كرينشو، في مقال نشر في مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية الشهر الماضي ( سبتمبر 2018)، إن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي نجح في المشاركة أو التعاون مع ثوار الطوارق في مالي، والانفصاليين العرقيين ذوي التاريخ الطويل في مقاومة سلطة الحكومة المالية الضعيفة، بشكل اقترب من إسقاط النظام عندما جاءت القوات الفرنسية إلى الإنقاذ، وانتشر الصراع عبر الساحل إلى تشاد وساحل العاج وموريتانيا وبوركينا فاسو والنيجر.

وتضيف «كوينشو» أنه في صراعات مختلطة كهذه، حيث تم دمج الإرهابيين العابرين للحدود بين المتمردين المحليين الذين لديهم مظالم مشروعة، من المستحيل التمييز بين مكافحة الإرهاب من مكافحة التمرد، أو لفصل أي إستراتيجية عن المهمة الهائلة لبناء الدولة.

الصراعات الداخلية

وتعد «الصراعات الداخلية» كلمة السر في انتشار الجماعات الإرهابية، وهو ما يحدث في كثير من الدول، مثل الإيغور في الصين، والمعارضة في سوريا، وتسليح جماعات مذهبية في العراق، إضافة إلى ما تشهده دول في شمال أفريقيا.

وبحسب كوينشو، فإن اختراق الإرهابيين لصفوف «المتمردين» على الأوضاع المحلية، يلهمهم الإرهاب، حتى وإن لم يستمروا في صفوفهم.

«لا يزال لدى تنظيم داعش ما يقارب 30 ألف مقاتل في العراق. لكن إسهامها الدائم في القضية الجهادية قد يكون إعلانها للخلافة، مهما كانت مشؤومة، لأنها ألهمت الإرهاب واستقطبت المقاتلين الأجانب في جميع أنحاء العالم »، بحسب الكاتبة.

وتضيف: «على الرغم من أن قضية المتمردين تشهد تراجعًا حادًا في سوريا، فإن الجهاديين ما زالوا لاعبين رئيسيين»، بعدما استغلت المنطقة كساحة حرب.

وتتمتع المجموعات التابعة للجماعات الإرهابية، بوجود قوي في أفغانستان والجزائر وبنجلاديش وإندونيسيا والعراق وليبيا ومالي والنيجر ونيجيريا وباكستان والفلبين وتونس والصومال واليمن وغيرها، وهي مصدر إلهام أو توجيه لتنفيذ هجمات في بلجيكا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وتركيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا وأهداف أخرى.

الحروب والنزاعات

ويساهم استخدام الإرهاب للنزاعات الداخلية، إلى توسع رقعة الأعمال الإرهابية وانخفاض مؤشرات الأمن والسلام الدوليين، وفقا لمؤشرات السلام العالم.

ووفقًا لمؤشر السلام العالمي العام الجاري، فإن العالم حاليًا أقل سلما مما كان عليه في أي وقت خلال العقد الماضي.

ويقيس المؤشر حالة السلام باستخدام ثلاثة مجالات موضوعية، هي مستوى الأمان والسلامة المجتمعية، ومدى الصراع الداخلي والدولي الجاري، ودرجة العسكرة، وقد وجدت نتائج المؤشر عام 2018 أن مستوى السلام العالمي قد تدهور بنسبة 0.27٪ في العام الماضي، مسجلا بذلك السنة الرابعة على التوالي من التدهور، خاصة تدهورت 92 بلدًا.

وبحسب المؤشر الذي نشرت نتائجه يوينو الماضي، لا تزال سوريا أقل البلدان سلمًا في العالم، وهو موقع احتفظت به طيلة السنوات الخمس الماضية، كما تمثل أفغانستان وجنوب السودان والعراق والصومال أقل الدول الباقية سلمًا.

وسجلت أوروبا – التي تعد المنطقة الأكثر سلمًا في العالم – تراجعًا للسنة الثالثة على التوالي، وقد تدهورت في جميع نطاقات المؤشر وأبرزها على شدة الصراع الداخلي والعلاقات مع البلدان المجاورة.

ويقول معهد الاقتصاد والسلام، وهو مؤسسة فكرية مستقلة غير ربحية، إن أحداثًا مثل الحرب الأهلية السورية والصراعات الداخلية في أفريقيا قد جعلت فترة 12 شهرًا حتى مارس 2014 هي السنة السابعة على التوالي من التدهور في السلام العالمي.

وأضاف أن تلك السنوات السبع تتحدى اتجاها لزيادة الاستقرار الذي يمتد إلى نهاية الحرب العالمية الثانية، لكن الأمر استمر بتطورات أسوأ.

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى