ترجمات عبرية

يديعوت: في الطريق إلى صفقة الرهائن: تقريبًا، ولكن لم يتم التوصل إلى ذلك بعد

يديعوت 5-5-2024، نداف ايال: في الطريق إلى صفقة الرهائن: تقريبًا، ولكن لم يتم التوصل إلى ذلك بعد

تلفّ إسرائيل في الأيام الأخيرة موجة من التفاؤل. فضلاً عن كل بيان هستيري لنتنياهو في السبت، فضلاً عن كل حساب سياسي، ثمة إحساس باختراق للطريق. الوسطاء المصريون والقطريون ينثرون كعادتهم تنبؤات إيجابية عن المستقبل القريب. مئات العائلات المعذبة وآلاف كثيرون آخرون يرتبطون بالمخطوفين يتابعون كل كسرة معلومة. يجدر بنا أن نحذر من أن مصادر تريد صفقة تقول إن الوضع معقد وبعيد عن الحل. وتدعي بأن حماس تواصل الإصرار على ضمانات لإنهاء الحرب، على أنها تريد تأجيل إعادة المخطوفين إلى نهاية انسحاب الجيش الإسرائيلي وتطويل فترة إعادتهم إلى إسرائيل. وربما يأتي “نعم” من حماس، لكنه سيكون لأغراض العلاقات العامة أساساً. مصادر أخرى بالمقابل، تعتقد بأن حماس جدية وأنها تنازلت عن وقف رسمي للحرب وتكتفي بصور النصر: عودة السكان شمالاً، وانسحاب الجيش الإسرائيلي. وأمس، بلغت مصادر عربية بأن حماس غيرت موقفها، وأنها مستعدة الآن لتحرير 33 مخطوفاً. ستتضح الأمور في اليوم القادم.

الخطوة الحالية هي ثمرة اختراق طريق في إسرائيل. قبل 11 يوماً انعقدت جلسة الكابينت الموسع الذي يعنى بالأسرى والمفقودين. ضمن آخرين، جلس هناك وزير الدفاع غالنت، ورئيس الأركان هليفي، ورئيس الموساد برنياع، ورئيس الشاوباك بار، واللواء نيتسان ألون. كانت جلسة حرجة. فهم كل الحاضرين بأن إسرائيل وصلت إلى طريق مسدود. تقول واشنطن إنها لن تساند عملية في رفح؛ ولن يوفروا السلاح، وربما سيمنعون استخداماً للذخيرة الأمريكية. كما أنه لن يكون إسناد في مجلس الأمن. خطابات نتنياهو وبن غفير المتبجحة تتجاهل هذه الحقيقة. وواضح أنه لا يمكن الوصول إلى تسوية في الشمال دون هدنة في غزة؛ وأن النافذة السعودية قد تغلق بسرعة، وأن الجيش لا يخوض حرباً في القطاع الآن.

المخطوفون الآن يذوون في الأسر. الظروف والملابسات رهيبة، ولا بد أنه سيصار إلى الحديث عنها كثيراً لاحقاً. حماس والسنوار لا يخشيان خطوات إسرائيل العسكرية في هذه المرحلة. بخلاف الحكومة الحالية، يفهمان بأن إسرائيل فقدت تفوقيها المركزيين: الدعم الأمريكي للحرب، والوحدة الجماهيرية.

كان واضحا لكل الحاضرين في الجلسة بأن الأولوية يجب أن تعطى لإعادة المخطوفين، الآن. وعند الحاجة ومن أجل الصفقة، يجب السماح بعودة السكان الفلسطينيين شمالاً دون قيد. بشكل تدريجي، حسب تقدم الصفقة، يجب إخلاء محور “نتساريم”. تقرر أن إسرائيل لن توافق على استعادة أقل من عدد معين من المخطوفين.

هكذا وصلت الأمور إلى كابنت الحرب. كان نتنياهو مهموماً من الجبهة الموحدة لجهاز الأمن. ورأى فيها كميناً. كان واضحاً له أن مثل هذه الصفقة – حتى بدون إعلان عن وقف الحرب – تعرض الائتلاف للخطر. وعندما أجمل النقاش، قال نتنياهو لآيزنكوت وغانتس ودرعي وغالنت إنه “يجب الحديث مرة أخرى عن أعداد “المخطوفين”. أدرك آيزنكوت وغانتس المناورة؛ فهما يعرفان الزبون. كلاهما ومعهما غالنت، لم يعتزموا السماح لنتنياهو بأن يفعل ما يفعله منذ أشهر: التأجيل، العرقلة، النقاش المتجدد. إذا كان الأمر هكذا، فإني أعلن بأني سأطالب بالتصويت، قال غالنت لنتنياهو. وقال عضو آخر في الكابنت لرئيس الوزراء – الأمور عرضت، وقبلها جهاز الأمن كله.

حينئذ صمت نتنياهو؛ ومر هذا كيفما اتفق، لكنه لم يكن نهاية القصة. في هذه الجلسة، بشكل سري للغاية، تقرر الموقف الأولي لإسرائيل في المفاوضات على عدد المخطوفين – وموقف الحد الأدنى لها. في ذاك المساء، انعقد الكابنت العام، واحد ما -خمنوا من هو- تكبد عناء إطلاع سموتريتش على التفاصيل السرية في المفاوضات مع مصر وحماس.

بكلمات أخرى: كابنت الحرب أجرى نقاشاً سرياً للغاية على تفاصيل مفاوضات حساسة للغاية، ثم نقلت إلى الوزير سموتريتش الذي طرح هذا في جلسة الكابنت الواسع. ثم سرب لنشرات الأخبار بشكل انتقائي. ظهر فيها عدد معين، ضار للغاية، الذي هو عملياً الحد الأدنى لإسرائيل في المفاوضات. في ذاك المساء إياه، أرسل مصدر أمني لكل وسائل الإعلام في محاولة لتقليص الضرر والإيضاح بأن العدد ذا الصلة بالصفقة هو 33 مخطوفاً.

ما هي غاية مثل هذا التسريب؟ تفجير الصفقة. كيف؟ من خلال تصنيف قاتم في وسائل الإعلام الإسرائيلية. والأخطر من هذا – ضمناً، هذا نقل معلومات لحماس بحيث يمكنها أن تصر على مخطوفين أقل.

أكثر من مشارك واحد في كابنت الحرب مقتنع تماماً بأن نتنياهو هو الذي بعث برجاله لإطلاع سموتريتش. بعد أن نشبت العاصفة في ذاك المساء على الشروط “السيئة” للصفقة – من كان يرغب في مثل هذه العاصفة، غريب – “ضج” رئيس الوزراء على الفور. كل شيء تفجر، ثم راح يشتكي بمرارة على مسمع من رجاله. كل شيء سرب لوسائل الإعلام، الويل، يجب التوقف، ماذا نفعل الآن.

الرسالة كانت: أوقفوا كل شيء. وفي الصباح سمع غانتس الخبر فتفجر، وطلب أن يصلوه برئيس الموساد للتأكد من تنفيذ قرارات كابنت الحرب، ومن موقف إسرائيل الجديد، ومحاولة للوصول إلى صفقة. وهذه ليست النهاية بعد، فقد حاول نتنياهو في الأيام الأخيرة اتخاذ خطوة عنيفة أخرى، في اللحظات الأكثر حساسة للصفقة. لو اتخذت، لتفجرت الصفقة تماماً. نتنياهو كبح مرة أخرى.

على مدى أشهر، وجد المتفاوضون من إسرائيل صعوبة في تفسير أفعال رئيس الوزراء. كان يخيل لهم أحياناً أنه يريد صفقة، ولكنه يحاول اللعب لعبة المتصلب. “ألا تعرفون كيف تدار المفاوضات”، اتهم ذات مرة. في حالات أخرى كثيرة، كان الإحساس التأجيل، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات. الإمكانية الأخرى كانت لا تطاق: أن نتنياهو لا يريد صفقة، وسيفعل كل شيء لإحباطها، لأنها تهدد مصيره السياسي الشخصي.

معظم الوقت، كان يخيل أنه الخيار الثاني. وتعالوا نقول الحقيقة: الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن لم يريدا، مثلاً، ترك محور “نتساريم”. حماس أصرت (وربما لا تزال) على إعلان إسرائيلي بانتهاء الحرب ومع ضمانات لعدم استئنافها.

وثمة اتضاح ما في هذه اللحظة مرتبط بنتنياهو. خذوا مثلاً ما فعله في نهاية الأسبوع تحت تسمية “مصدر سياسي رفيع المستوى”. لا يوجد أي منطق لإصدار بيانات هستيرية لوسائل الإعلام الإسرائيلية في السبت بأن الحرب لن تنتهي في أي حال، وأن حملة رفح ستنطلق على الدرب مع صفقة أو بدونها. فلا أحد في كابنت الحرب يوافق على الإعلان عن نهاية الحرب. لنفترض أن حماس تعود مع اقتراح متعذر. سينعقد كابنت الحرب ويقول لا. فما الغاية إذن من إحاطات “المصدر السياسي”؟ الجواب هو أن نتنياهو لم يعد يخدم المصلحة الوطنية لصفقة المخطوفين ولا حتى رغبته في الحفاظ على قاعدة اليمين. هو في هذه اللحظة متفان للتزلف لقاعدة اليمين المتطرف من سموتريتش عبر أوريت ستروك وحتى بن غفير. هذه البيانات ليست علاقات عامة فحسب؛ بل ضرر صرف على المصلحة الإسرائيلية. لنفترض أن الصفقة لا تخرج إلى حيز التنفيذ، في نظرة إلى الوراء، فسلوك رئيس الوزراء خلق انطباعاً واضحاً بأنه اجتهد لإحباط إعادة المخطوفين. وهذا الانطباع هو سم رهيب للمجتمع الإسرائيلي ووحدته – خصوصاً إذا ما اتجهنا إلى خطوة عسكرية. إضافة إلى ذلك، فإن هذه البيانات والإحاطات، قضمت الائتمان الذي تلقته إسرائيل في أنها بذلت كل شيء لدفع الصفقة إلى الأمام. في مثل هذا الوقت، فإن الأمر الصائب هو الصمت وإدارة الاتصالات في الغرف المغلقة. إذا كنت تريد المخطوفين في الديار، بالطبع.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى