شؤون اقليمية

البرنامج النووي الإيراني يدخل المنطقة الآمنة جميع أجهزة الطرد المركزي المتطورة في فوردو

ترجمة: مركز الناطور للدراسات والابحاث 17/10/2012.

 المصادر الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية يوم الثلاثاء 16/10/2012.

عشية المواجهة الرئاسية الحاسمة بين الرئيس أوباما والمرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني حيث أن الفارق الرئيسي بينهما حول المسألة النووية الإيرانية هو أن أوباما يقول بأنه لن يسمح لإيران بحيازة السلاح النووي أي لن يسمح لإيران ببناء قنبلة نووية بينما رومني يقول أنه لن يسمح لإيران بامتلاك قدرة نووية أي الوصول إلى نقطة يمكنها أن تنطلق في بناء قنبلة نووية وهي النقطة التي تقدر الاستخبارات الأمريكية أن طهران ستصل إليها بعد ستة أشهر أي بداية شهر مارس 2013، تواصل إيران التقدم السريع للغاية نحو هذين الهدفين.

مصادرنا الاستخباراتية والعسكرية تشير إلى أن الإيرانيين أنهوا في الأيام الأخيرة عملية وضع جميع أجهزة الطرد في منشأة فوردو النووية التي تقع تحت سطح الأرض، ولما كان الأمر يتعلق بأجهزة طرد مركزي من الأنواع المتطورة IR2وIR4 فإن بوسع الإيرانيين في اللحظة التي يستخدمونها إنتاج وبسرعة كبيرة كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% الأمر الذي سيسمح لهم باختزال المسافة الزمنية إلى أن يكون بحوزتهم طن من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% خلال مدة تتراوح ما بين خمسة إلى ستة أشهر.

وتشير مصادرنا أيضا إلى أن الإيرانيين سرعوا في الأيام الأخيرة من وضع السلسلة الأخيرة لأجهزة الطرد المركزي كل واحدة منها تتشكل من 174 جهاز طرد مركزي أو ما يوصف بالقاعة ب في فوردو من أجل استكمال عملية نصبها ثم الاستعداد لتشغيلها عشية إعلان العقوبات الأوروبية الجديدة التي فرضت يوم الاثنين 15 أكتوبر.

الهدف الإيراني هو تشغيل هذه أجهزة الطرد المركزي في قاعة الإنتاج الأخرى في فوردو ردا على العقوبات الجديدة هذا في إطار التكتيك المستخدم بعدم السماح الآن لأية ضغوط أو إجراءات عسكرية أو مالية أو اقتصادية أو استخباراتية التي يستخدمها الغرب وإسرائيل بدون أن يصدر رد فعل إيراني مناسب.

على سبيل المثال حادث تخريب خطوط تزويد الكهرباء في فوردو في 17 آب وهو الأمر الذي أدى إلى اندلاع حرائق صغيرة في عدة أجهزة طرد مركزي في فوردو تم إطفاؤها على الفور.

الإيرانيون ردوا بإرسال الطائرة الشبح المسيرة المتطورة التي بحوزتهم إلى المجال الجوي يوم السبت 6 أكتوبر، حيث قامت بنقل تصاوير استخباراتية تفصيلية إلى طهران عن المفاعل النووي في ديمونه والتي حسب مصادر إيرانية سيتم نشرها في المستقبل القريب.

بعبارة أخرى طهران توجه رسالة إلى واشنطن والقدس أنه مثلما تمكنت أجهزة الاستخبارات لكل واحدة منهما أو بالتعاون بينهما بالوصول إلى خطوط إمداد الكهرباء في فوردو فإن بوسع إيران أن تصل إلى المفاعل النووي في ديمونه، وإذا كان الأوروبيون يفرضون عقوبات أخرى على إيران في مجال الطاقة والمجال المالي فإن  الأوروبيون سيواجهون بتصعيد وتيرة تخصيب اليورانيوم الإيراني.

وهذا هو السبب لماذا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو صرح يوم الثلاثاء 16 أكتوبر أنه يرحب بفرض العقوبات الإضافية الأوروبية ولكننا سنعرف ما إذا كانت تحقق هدفها هذا عندما تتوقف أجهزة الطرد المركزي الإيرانية عن الدوران أي تخصيب اليورانيوم.

هذه التصريحات وردت على لسان نتنياهو وهو يعلم بأن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية  لن تتوقف فقط وإنما في اللحظة التي تبدأ فيها السلسلة الجديدة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة في الدوران وبذلك تصل منشأة فوردو النووية التي تقع تحت الأرض إلى كامل طاقتها الإنتاجية في تخصيب اليورانيوم.

مصادرنا الاستخباراتية والعسكرية تشير إلى أن الرئيس أوباما والمرشح الجمهوري ميت رومني ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعرفون ماذا ستكون الخطوة الإيرانية القادمة في فوردو.

الإيرانيون يستعدون الآن لتغيير شكل الاستخدام لأجهزة الطرد المركزي التي نصبت الآن في فوردو وعندما يستكمل الإيرانيون هذا العمل في النصف الثاني من شهر ديسمبر كما يبدو أو بداية شهر يناير 2013 فإن أجهزة الطرد المركزي هذه يمكنها أن تخصب اليورانيوم الإيراني إلى درجة 60%.

هذه الدرجة الأخيرة هي التي تسبق تخصيب اليورانيوم الإيرانية بدرجة عسكرية 90% التي يمكن بواسطتها بناء القنابل النووية.

الخبراء الاستخباراتيون الأمريكان والإسرائيليون في الشأن النووي الإيراني توصلوا في الأسابيع الأخيرة بأن المنشأة النووية الوحيدة في إيران التي سيتم فيها تخصيب اليورانيوم إلى درجة 90% ستكون منشأة فوردو.

جميع هذه التطورات والتي تنطوي على دلالة وحيدة هي أن إيران تجاوزت في الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر الخط الأحمر في جدولها الزمني النووي وأنها تستعد لتتجاوز الخط الأحمر الآخر وهو السبب الرئيسي لماذا رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون كشف يوم الاثنين 15 أكتوبر لمجموعة من الزعماء اليهود في بريطانيا أنه تحدث في الهاتف مع نتنياهو وحذره بأن هذا الوقت غير مناسب لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.

بعبارة أخرى الرئيس الأمريكي طلب من كاميرون التأثير على نتنياهو لعدم مهاجمة إيران في الوقت الحالي.

كاميرون ونتنياهو اللذان تحدثا عبر الهاتف يعرفان أن الاستخدام الكامل لموقع فوردو كان قبل عدة أسابيع فقط كان الخط الأحمر الإسرائيلي الأخير قبل أن يدخل البرنامج النووي الإيراني المنطقة الآمنة أو المحمية وهو الخط الذي يجعل من الصعوبة مهاجمتها.

هذا الأسبوع تم اجتياز الخط الأحمر الإسرائيلي دون رد فعل إسرائيلي، بعبارة أخرى إذا كان نتنياهو سيصغي لنصيحة وتحذير كاميرون، وإذا ما قرر أوباما عدم مفاجأة الإيرانيين بمفاجأة أكتوبر فإنه يكون قد عبد الطريق أمام طهران بأن تخطو خطوة أخرى كبيرة نحو الأمام أي في اتخاذ إنتاج السلاح النووي وهو تخصيب اليورانيوم الذي بحوزتها إلى درجة 60%.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى