ترجمات عبرية

معاريف– بقلم شلومو شمير – متحدون ضدنا

معاريف– بقلم  شلومو شمير – 21/12/2020

ليس نزيها ان نتحدث نحن في اسرائيل باسم يهود الولايات المتحدة. فمعظم هؤلاء يمقتون ترامب ولا يعطفون على الافنجيليين وبالتالي فاننا نزيد الفجوة معهم اذا لم نحترم موقفهم من دولتهم ومن ميولهم السياسية “.

في  مقال نشر  في هذه الصحيفة يوم الاربعاء الماضي (“معذرة لترامب”، 16/12/2020)  كتب مئير عوزيئيل، ضمن امور اخرى بان “تطلب اسرائيل المعذرة من رئيس الولايات المتحدة المنصرف دونالد ترامب وتقول: شكرا… وعذرا لانك لم  تكن أنت من أُنتخبت”.

ويضيف عوزيئيل ايضا بان “يشعر الاسرائيليون بسوء بسبب حقيقة أن ترامب اقصي… معظمنا نشعر بانه احيق ظلم بترامب عندما لم ينتخب. نحن نرغب في ان نطلب منه المعذرة ايضا باسم يهود الولايات المتحدة”.

غير أنه يجدر بنا أن نراجع الامور مرة اخرى: اكثر من 75 في المئة من يهود  الولايات المتحدة اعطوا اصواتهم في الانتخابات الاخيرة لبايدن. فليس فقط لم ينتخبوا ترامب؛ بل هم يمقتونه. وحسب المعطيات، فقد صوت معظم يهود الولايات المتحدة في يوم الانتخابات بشكل مباشر وليس بالبريد. ولهذه الدرجة كان التصويت لبايدن وضد ترامب هاما بالنسبة لهم. وعليه فينبغي الحذر عندما نطلب المعذرة من ترامب باسمهم. ومع ذلك، فان الحديث يدور عن عدد من السكان يتجاوز ستة ملايين نسمة.

لقد كشف مقال عوزيئيل في نظري، ضمن امور اخرى، حجم القطيعة بين اسرائيل والجالية اليهودية الكبيرة في الولايات المتحدة. فمتى التقى الاسرائيلي البسيط مع اليهودي في الجالية؟ متى تحدث مؤخرا مع حاخام محافظ في نيويورك؟ الاقلية اليهودية في الولايات المتحدة تحترم دولتها كمن تتصرف كديمقراطية قدوة وسمحت بانخراطها في المجتمع المحلي. في نظر تلك الاقلية، مثّل ترامب في السنوات الاربعة الاخيرة النقيض التام للدولة الديمقراطية. بالضبط هكذا فكر اكثر من 80 مليون امريكي صوتوا لبايدن.

الى جانب ذلك، فان يهودا في الجالية الكبرى في نيويورك يحبون اسرائيل. يفتخرون بذلك ويتباهون بالعلاقات التي لهم مع ابناء العائلة او الاصدقاء في اسرائيل. في نظرهم اسرائيل هي قوة عظمى اقليمية قوية. ولهذا فهم لا يفهمون بل ويشعرون بالاهانة عندما يتصرف الرئيس ترامب، وزير خارجيته او صهره مع اسرائيل كدولة تحتاج الى مساعدة خاصة. واستمرارا لذلك، فانهم لم يتحمسوا كثيرا للاعتراف الامريكي بالقدس كعاصمة اسرائيل. واقل من ذلك لسلسلة اتفاقات تطبيع العلاقات مع دول الخليج. يدعي يهود الولايات المتحدة بان اسرائيل يمكنها وينبغي لها ان تقوم بنفسها بمبادرة سلام تضع حدا للنزاع. ونقطة اخرى حول الموقف العاطف من عوزيئيل للافنجيليين. ينبغي أن نتذكر بان الافنجيليين ليسوا محبوبين على اقل تقدير ليس  فقط  في اوساط يهود الولايات المتحدة بل وايضا في اوساط المسيحيين في الولايات المتحدة. والموقف منهم من جانب المسيحيين يذكرني بالموقف من ناطوري كارتا من جانب الاصوليين من حريديم وحسيديم في  اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى