ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو يستعد لفحص افكار رفضها في السابق، لكنه ما زال يتحفظ من الصفقة

هآرتس 30/4/2024، عاموس هرئيلنتنياهو يستعد لفحص افكار رفضها في السابق، لكنه ما زال يتحفظ من الصفقة

الطرفان أظهرا في المفاوضات حول صفقة التبادل في الاسبوع الاخير مرونة معينة. بعد أن تم ابعاد قطر عن قيادة المفاوضات، ومصر طرحت اقتراحات وساطة جديدة فقد قدمت حماس واسرائيل، كل واحدة بطريقتها، رد اكثر ايجابية. رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مستعد الآن لفحص افكار هو نفسه رفضها قبل حوالي ثلاثة اشهر فقط. ولكنه يواصل تحفظه من عقد صفقة بالشروط الحالية، وهو كما يبدو في موقف اقلية في مجلس الحرب.

معظم اصدقاءه هناك يفضلون الآن الدفع قدما بعقد الصفقة على حساب اقتحام رفح. ولكن في الكابنت الامني – السياسي، الجسم الكبير، فان نسبة القوى مختلفة. فهناك نتنياهو يحيط به شركاءه في اليمين المتطرف ووزراء الليكود الذين يطالبون باحتلال رفح حتى بثمن اضاعة الصفقة.

منذ فترة طويلة كان التهديد باحتلال رفح يعتبر كلام فارغ. الاستعدادات العسكرية تقدمت ببطء ونتنياهو لم يحث الجيش على العمل، والتصريحات حول عملية قريبة في رفح صدقتها فقط حفنة من أتباعه المهووسين، الذين صدقوا أيضا وعد النصر المطلق. في الاسابيع الاخيرة تغير شيء ما. فالعمليات العسكرية اصبحت ملموسة أكثر، وحماس ايضا بدأت في الشعور بخطر معين. ربما أن هذه هي خلفية الاشارات عن المرونة من قبل حماس، حتى لو كانت ما تزال ضئيلة جدا. مع ذلك، هناك تحفظات امريكية من احتلال رفح بارزة، ومثلها ايضا طلبات واشنطن من اسرائيل لضمان اخلاء الفلسطينيين بسلام من المدينة كشرط لبدء العملية العسكرية. أول أمس قتل جنديان من الاحتياط في حادثة في وسط قطاع غزة.

الجيش الاسرائيلي ايضا غير متحمس من الدخول الى رفح. يكفي الاستماع لاقوال الجنرال احتياط اسرائيل زيف، المحلل المطلع على مواقف هيئة الاركان في “اخبار 12″، الذي قال عشية العيد بأن “أي صفقة تبادل تسبق العملية هي أهم من العملية في رفح، التي من الافضل أن لا تحدث أبدا. رفح غير مهمة بشكل خاص من اجل تدمير حماس، والشرك الاستراتيجي الذي ينتظرنا هناك يمكن أن يؤدي الى نتائج صعبة. ونتنياهو يتفاخر بالتوجيه، لكنه لا يرى الحفرة التي قد يقع فيها هو واسرائيل”. رئيس الاركان هرتسي هليفي لم يكن ليصوغ ذلك بشكل افضل.

حتى الآن فان الصعوبة الاساسية في المفاوضات تكمن في مطالبة حماس بأن تشمل الصفقة الوقف الكامل لاطلاق النار وانهاء الحرب، وهو الطلب الذي وجد نتنياهو صعوبة في استيعابه. واذا لم يكن هذا كاف، أن حكومة اسرائيل لا توجد لها استراتيجية وهي تعمل بصعوبة، فان جميع الخلافات فيها تحدث بشكل علني. وقد نشر الوزيران ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش أول أمس دعوات لنتنياهو من أجل رفض الصفقة والتقدم بسرعة لاحتلال رفح. ايضا الابواق والدمى التي تعمل في محيط نتنياهو، في وسائل الاعلام وفي الشبكات الاجتماعية، تجندت ضد المصادقة على صفقة المخطوفين. وفي المقابل، رئيس المعسكر الرسمي، الوزير بني غانتش، نشر بيان جاء فيه بأن “الدخول الى رفح مهم في النضال الطويل ضد حماس. اعادة المخطوفين الذين تم التخلي عنهم من قبل حكومة 7 اكتوبر هي أمر ملح ومهم اكثر بكثير”. 

هذا يبدو كمحاولة نصف ناضجة من اجل ارضاء شريك غانتس، الوزير غادي ايزنكوت، الذي يميل الى الانسحاب من الحكومة اذا تولد لديه الانطباع بأن نتنياهو يستمر في المماطلة. واذا لم تحدث في القريب انعطافة في المفاوضات فمن المرجح أنهم سيقرر الاستقالة. في هذه الاثناء كسر غانتس قدمه عندما قام بركوب الدراجة في غلاف غزة؛ عائلات المخطوفين يجب عليها الأمل بأن هذه الحادثة لن تؤثر على وتيرة اتخاذ قراره. 

مشكوك فيه اذا كان انسحاب المعسكر الرسمي سيحدث بالضرورة الهزة الجماهيرية التي سترجح الكفة لصالح المصادقة على الصفقة. في هذه المرحلة الاحتجاج ضد الحكومة ما زال ضعيف جدا. فبدرجة كبيرة نتنياهو نجح في تثبيت موضوع الصفقة في وعي كخلاف بين اليمين واليسار. هذه نتيجة غير محتملة ازاء الواقع الواضح. فالدولة والحكومة وجهاز الامن فشلوا عندما تخلوا المخطوفين وابناء عائلاتهم، الذين في معظمهم من المدنيين. وهم لم يقلقوا بالدفاع  كما يجب عن الحدود في اليوم الذي كان فيه الهجوم الارهابي لحماس. ايضا الآن يصعب القول بأنه يتم بذل كل الجهود المطلوبة لاعادتهم (بدون التقليل من حقيقة أنه في المقابل يقف رؤساء منظمة ارهابية وحشية تستخدم المخطوفين بشكل ساخر لاغراضهم.

قرار نتنياهو سيتأثر في نهاية المطاف ايضا بالضغط الذي تستخدمه الادارة الامريكية. في هذا الشأن هناك اهمية للأنباء التي بحسبها المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، كريم خان، يفحص اصدار اوامر اعتقال ضد شخصيات رفيعة في اسرائيل وفي حماس بسبب الحرب في غزة. نتنياهو يقلق من ذلك بشكل كبير، والقضية يتم طرحها باستمرار في المشاورات الداخلية برئاسته وفي الاتصالات مع الامريكيين. أمس نشر ايضا في “نيويورك أمس” بأنه توجد احتمالية كهذه. مع ذلك، يبدو أنه في لاهاي لم يتم اتخاذ أي قرار بعد.

رزمة طموحة

وزير الخارجية الامريكي، انطوني بلينكن، قال أمس في الرياض بأن الولايات المتحدة والسعودية قريبتان من استكمال المفاوضات قبل بلورة اتفاق التطبيع بين اسرائيل والسعودية. الامريكيون يحاولون اضافة لصفقة تبادل المخطوفين خطة طموحة اكثر بكثير، تعيد من جديد تحريك جهود التطبيع التي تم قطعها في اعقاب الهجوم الارهابي واندلاع الحرب. ولكن هنا ايضا يكمن العائق الذي يحول دون تسليم نتنياهو طوعا لشركائه في اليمين المتطرف – رفضهم لأي خطوة تشمل الاعتراف بحل الدولتين وبدور السلطة الفلسطينية في ترتيبات اليوم التالي في قطاع غزة.

في غضون ذلك، عشية العيد، نشرت وسائل اعلامية، “هآرتس” وهيئة “كان”، مقابلات مع مصدر قطري رفيع، مستشار رئيس الحكومة في الدوحة، تم فيها توجيه الانتقاد لاسرائيل وحماس، اللتان حسب رأي قطر قامتا بتعويق عقد الصفقة. هذا النشر تمت مهاجمته من قبل ابواق نتنياهو. وسائل الاعلام في اسرائيل تم اتهامها بمساعدة العدو اثناء الحرب بذريعة أن قطر تمول نشاطات حماس في قطاع غزة.

في “هآرتس” أصبحوا معتادين على هذه الاتهامات التي لا أساس لها، لكن ضد الهيئة طرح ايضا الادعاء بأن هذه العملية ممولة من دافع اموال الضرائب في اسرائيل. هذا الرد لا اساس له من الصحة، لكن مع ذلك هو نموذجي لأنه يعكس ما يعتبر بالنسبة لرئيس الحكومة الآن موضوع عام حساس. ماجد الانصاري، الشخصية القطرية الرفيعة، قال إن نتنياهو هو الذي طلب في 2018 من الامارة الخليجية البدء في ارسال الاموال لحماس. نتنياهو وقع على هذه السياسة، ومن يؤيدونه يشعرون بالغضب ازاء ذكر ذلك، وبالضبط مثل السماع عن مسؤوليته عن التقصير في 7 اكتوبر واسهامه في تأخير صفقة المخطوفين الآن، يدفع بهم الى الجنون.

ثلاث ملاحظات في الختام

منظومة الاحتياط: في “اخبار 12” نشر في العيد عن فصيل في الاحتياط تابع للواء المظليين، الذي عشرات من الجنود فيه ابلغوا القائد بأنهم لا ينوون الامتثال للخدمة قريبا في اعقاب اصدار الأمر 8 الذي ارسل اليهم قبل العملية المحتملة في رفح. الرد غير سياسي. فهو يعكس التعب والتآكل في وحدات الاحتياط التي خدم الجنود فيها 3 أو 4 واحيانا 5 اشهر متواصلة في بداية الحرب. العبء على رجال الاحتياط وأبناء عائلاتهم كبير، وكثيرون يعتقدون أنهم لن يتمكنوا من تحمل ذلك مرة اخرى.

ويضاف الى ذلك حقيقة أن العملية في رفح لا تحصل على الاجماع النسبي الذي رافق نشاطات الجيش الاسرائيلي في بداية الحرب. بعد المذبحة في الغلاف فان دعم خطوات الحكومة والجيش كان ساحقا، وجنود الاحتياط وافقوا طوعا على وقف حياتهم المدنية من اجل التجند للمعركة التي تهدف الى اعادة المخطوفين وهزيمة حماس. الآن الامور حساسة اكثر، ومع ازدياد الاعتقاد بأن الحكومة تفضل احتلال رفح على اعادة المخطوفين فان هذه الظواهر قد تتسع. أمس ارسلت 400 عائلة للجنود النظاميين رسالة الى غانتس وايزنكوت، حثوا فيها على العمل على وقف العملية في رفح، بالزعم أنها ستكون شرك موت للجنود.

المنافسة على رئاسة “أمان”: رسالة استقالة الجنرال اهارون حليفه من منصبه في رئاسة “أمان” فتحت نقاش صاخب حول هوية وريثه. بعد النشر بأن رئيس الاركان يريد تعيين في هذا المنصب رئيس لواء العمليات، العميد شلومي بندر، نشر أمس في “اخبار 12” بأن نتنياهو يدفع نحو تعيين الجنرال اليعيزر توليدانو. مكتب رئيس الحكومة نفى ذلك في الرد على سؤال “صوت الجيش” واعلن بأنه “لم يتم تقرير أي شيء حول هذا الامر”. عمليا، نتنياهو ليس الشخص المخول باتخاذ القرار، بل القرار سيكون لوزير الدفاع ورئيس الاركان، بمصادقة من رئيس الحكومة. وحتى لو كان هناك من سيقولون إنهم هم انفسهم شركاء في التقصير فمن الافضل أن يبقوا النقاش حول التعيين لمن سيأتون بعدهم. بالمناسبة، هذا ادعاء مهم ايضا بالنسبة للمرشحين المذكورين اللذين كانا في قيادة الجيش في 7 اكتوبر، وقبل ذلك ايضا. 

شرطة بن غفير: احداث الفترة الاخيرة ذكرت الى أي درجة سيطرة وزير الامن القومي على الشرطة كانت سريعة وسهلة وكارثية. بصورة لم تكن غير متوقعة، قافلة الوزير تسببت في يوم الجمعة بحادثة طرق عندما قطع السائق الاشارة الضوئية الحمراء في مدينة الرملة. وحسب التقارير فان حراس بن غفير سارعوا الى انقاذه من السيارة التي انقلبت، ولكنهم لم يهتموا بمساعدة السائق الذي اصطدم بسيارته. بالعكس، هم صوبوا سلاحهم نحوه، والسائق قال بأنه لو أنه لم يظهر لهم سلسلة عليها نجمة داود كان يتقلد بها، لكان رجال الشرطة أطلقوا النار عليه.

في اليوم التالي، في المظاهرة الاسبوعية في شارع كابلان، انقض رجال الشرطة على فتاة هتفت في مكبر الصوت “بن غفير مجرم” وقاموا باعتقالها. هذه المشاهد غير مقبولة في دولة ديمقراطية.

الشرطة كانت في وضع فظيع حتى قبل أن يترأسها هذا الوزير. ومخالفات السير الكثيرة المسجلة بحقه هي مشكلة صغيرة في سجل اداناته المكتظ. ولكن يجدر تعلم من ذلك ما يمكن أن يحدث في جهاز لا يقل عنه اهمية وهو جهاز الشباك. لا يوجد أي خلاف بأن رئيس الجهاز رونين بار يتقاسم مع الجيش ومع رئيس هيئة الاركان المسؤولية عن الاخفاقات التي سبقت المذبحة. ولكنهم في اليمين يريدون الآن تسريع مغادرته من اجل استكمال السيطرة على قيادة هذا الجهاز، كما يحدث في جهاز الشرطة. هذا بدأ يتضح بأنه خطر واضح وفوري على الديمقراطية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى