ترجمات عبرية

يديعوت: هكذا تعرض بنيامين نتنياهو للاذلال في الولايات المتحدة، وكذلك نحن

يديعوت 18-9-2023، بقلم ناحوم برنياع: هكذا تعرض بنيامين نتنياهو للاذلال في الولايات المتحدة، وكذلك نحن

في 1976 احتفلت الولايات المتحدة بـ 200 سنة على ولادتها. رئيس وزراء إسرائيل إسحق رابين كان الزعيم الأجنبي الأول الذي اختير لبدء الاحتفالات. فقد بدأ زيارته لمدينة فلوريدا، عرش الاستقلال الأمريكي. وضعت تحت تصرفه طائرة عسكرية كبيرة. وكان البيت الأبيض المحطة التالية، حيث استقبله الرئيس فورد وزعماء الحزبين ببهاء عظيم. وكانت المحطة الثالثة لوس أنجلوس، حيث أجرى نجوم هوليوود من يهود وغير يهود وليمة فاخرة على شرفه. ضيف الشرف الثاني كان وزير الخارجية هنري كيسنجر. واندفعت المغنية ديانا روس نحو الرجلين والميكروفون في يدها، والزمتهما الغناء. كيسنجر غنى، ورابين أحمر خجلاً.

لا تنتظر نتنياهو في رحلته الحالية إلى أمريكا أي من هذا أو ذاك؛ لقد خفض مستوانا. نزلنا درجة. زعماء دول من درجة ثالثة ورابعة درجوا على استغلال الاجتماع السنوي للجمعية العمومية في الأمم المتحدة كي يزوروا أمريكا. تأتي الدعوة من الأمم المتحدة، وكل من له بطاقة عضو في المنظمة مدعو ليتلو خطابه على خلفية حائط البلاط الأخضر لقاعة الجمعية العمومية، ثم الوقوف في طابور طويل للقاء عاجل، وأساساً فرصة لصورة مع رئيس الولايات المتحدة.

كما أن زعماء مقاطعين في أمريكا، كما كان الحال لأحمدي نجاد وعرفات، هم أيضاً مدعوون. من ليس مقاطعاً يجد طريقاً لإطالة الزيارة لمدينة أخرى أو اثنتين. هذه جائزة الترضية لمن يرى واشنطن ولا يأتي إليها. يبدأ نتنياهو زيارته لسان فرانسيسكو.

لقد رأى نتنياهو أزمنة أفضل في الولايات المتحدة، أفضل بكثير. بمفهوم ما، هو جدير بالتقدير: بدلاً من الغرق في مهانته، يحاول استخلاص الأفضل مما هو موجود. مثله كشمعون بيرس، الذي آمن دوماً أنه بإمكانه تحويل الليمونة إلى ليموناده. لكن الزيارة الحالية تتحدى نتنياهو بمفهوم آخر: سينتظره متظاهرون من مؤيدي حركة الاحتجاج في كل يمكان يذهب إليه.

جرت من قبل مظاهرات ضد رؤساء وزراء إسرائيل في أمريكا، ومظاهرات طلاب مؤيدين لفلسطين، ومظاهرات لجماعة “ساتمر” المناهضين للصهيونية، وخصوصاً فتيات وتلميذات معاهد. لم تكن المظاهرات أكثر من ملاحظة هامشية في جدول أعمال مليء بالفضائل. أما هذه المرة، فسيقف أمام رئيس وزراء إسرائيل المئات، وربما آلاف الإسرائيليين، وسيكونون مصممين، صاخبين، غير مؤدبين. لم يسبق أن حدث أمر كهذا في أمريكا.

المظاهرات أوسع مما ستعكسه أشرطة التسجيل التي ستوثقها. وقال لي صديق أمريكي مشارك في العلاقات بين الدولتين منذ سنين: “75 سنة رأى الأمريكيون في إسرائيل دولة تتصدى لتهديد من الخارج، وعلى أمريكا أن تساعدها. لكن المظاهرات ضد نتنياهو ستُفهمهم بأن إسرائيل تتصدى الآن لتهديد من الداخل. وسيسألون أنفسهم ما الذي ينبغي لهم أن يفعلوه إذا كان هذا ما سيفعلونه، من يصدقون، بيبي، سارة أم الإسرائيليين الذين يحملون اليافطات في الشارع؟”.

من يبث عنواناً على حائط مبنى الأمم المتحدة، يقول بالترجمة الحرة “لا تصدقوا رئيس وزراء إسرائيل – فهو Crime Minister”، يجب أن يأخذ بالحسبان إحساس عدم الرضى لدى كثير من الإسرائيليين، حتى ممن يؤيدون الاحتجاج. لا يوجد الكثير من التعقل في جعل نتنياهو ضحية. سيلتقي نتنياهو في سان فرانسيسكو بـ “المالتي ملياردير” إيلون ماسك. وحسب المنشورات، هذه هي غاية زيارته إلى المدينة. ماسك، 52، شخصية مشوقة: مستثمر عظيم من جهة، ورجل غريب لا يطاق من جهة أخرى. رائحة النجاح تنم عنه. أما نتنياهو، فالنجاح والمال عنده يطهران كل شيء.

ينبغي أن يقلقنا بسبب X (تويتر سابقاً)، الشبكة الاجتماعية التي اشتراها. تنمي الشبكة تحت قيادته خطاباً عنصرياً، لاسامياً، لاديمقراطياً، غير اجتماعي. العصبة ضد التشهير، من أهم المنظمات اليهودية في أمريكا، شجبت شبكته، وهددها ماسك بدعوى قضائية رداً على ذلك.

يصعب فهم لماذا يحتاج رئيس وزراء حكومتنا للسفر إلى أقصى الغرب الأمريكي كي يلتقي مليارديراً مشكوكاً فيه. كان الأكثر احتراماً لو أن ماسك التقى نتنياهو في نيويورك أو القدس. لكن صور اللقاءات ستكون جميلة، ولن يتبقى لفرحة مؤيدي الحكومة غير الثناءات الحميمة والإنجليزية الفاخرة.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى