ترجمات عبرية

يديعوت: نتنياهو والشعبوية السافلة: الـ 64 أكثر من الـ 236!

يديعوت 2023-11-22، بقلم: سيما كدموننتنياهو والشعبوية السافلة: الـ 64 أكثر من الـ 236!

خط واحد يربط بين الحدث المعيب والمنفر الذي وقع صباح أمس (أول من أمس) في لجنة الامن القومي وبين ذاك الذي وقع مساء اليوم نفسه حين لم يسمح لبعض من عائلات المخطوفين الذين تلقوا الدعوة للقاء كابينت الحرب بالدخول لاعتبارات سخيفة تتعلق بالمكان. هذا الخط هو شخص لا يكف عن مفاجئتنا بانعدام أهليته لأن يدير أي شيء – من نقاش ينبغي إلغاؤه وصولاً إلى لقاء مفعم بالمشاعر مع الناس الأكثر أهمية بالدولة الآن – عائلات المخطوفين. في الحالتين يتلقى نتنياهو علامة صفر. عندما يخيل أن مستوى القرف امتلأ حتى النهاية وبعد قطرة سيفيض كل شيء، يمكن الاعتماد على أعضاء الائتلاف ليذكرونا بانه يمكن دس المزيد، ودوماً يوجد من سيفعل هذا. بحثت عن كلمات مرادفة للقرف ووجدت بعضا من هذه تصف بدقة مشاعري حين اطلعت على المداولات في لجنة الامن القومي. التي بحثت في الدفع قدما بمشروع القانون لفرض عقوبة الإعدام على “المخربين”.

تقزز، مقت، نفور – كل طيف المشاعر هذه شهدتها حين كانت الذروة، وكانت كل أنواع الذرى، في العناق الذي أعطاه (عفوا، فرضه) ايتمار بن غفير على جيل ديكمان الذي اختطفت ابنة عمته كرميل جات الى غزة في سبت 7 أكتوبر. كان هذا بعد أن توجه ديكمان في بداية المداولات بالدموع الى أعضاء اللجنة وروى عن استجداءاته لوزير الامن الداخلي الا يتربّح على حساب معاناة عائلات المخطوفين وان هذه المداولات في عقوبة الإعدام يمكن أيضا اجراؤها في اليوم التالي.

بعد المداولات نشر بن غفير صورته وهو يعانق ديكمان او الادق يشده اليه في حركة لا تدع مجالاً للشك بان العناق لم يستقبل بالترحيب. لكن ماذا يهم ما يشعر به ديكمان وماذا يضير بن غفير النفور الذي شعر به ديكمان حين حاول رئيس الحزب الذي بحث في قانون كفيل بتعريض ابنة عائلته للخطر – معانقته. المهم انه كان ممكنا نشر الصورة والكتابة اسفلها: “أحب عائلات المخطوفين وأعانقها”.

رأينا في الكنيست لحظات درك أسفل غير قليلة، بينها تلك التي لن تنسى. لكن يخيل ان مثل هذا الدرك، مثل هذا البؤس، مثل هذه الشعبوية السافلة في الوقت الذي تكون فيه حاجة الى تسامي الروح – لم يسبق أن رأينا.

أن ترى عائلات المخطوفين تضطر لأن تستجدي اللجنة، ان تبكي امام الكاميرات فيما ان كل ما تطلبه هو ان ينتظروا قليلا مع قانون من شأنه ان يعرض أبناء عائلاتهم للخطر، كان مريضاً مثلما كان يكسر القلب.

اعتراف: لا توجد عندي أي مشكلة في أن يجد موتهم بتعذيب شديد أناس حماس ممن دخلوا الى كيبوتسات وبلدات الغلاف ونفذوا مذبحة، اغتصاب، تنكيل وأفعال مفزعة أخرى لا تستطيع الروح تحملها، والا يبقى منهم أحد على قياد الحياة. لكن من عارض نقاش القانون لم يفعل هذا حرصا على القتلة بل حرصا على من يوجدون في أيديهم. ضمن أطراف أخرى، فان هيئة الامن القومي التي قضت بان النقاش يعرض العائلات للخطر، ومساعد المستشار القانوني سابقا، راز نزري الذي ادعى بانه لا توجد أي حاجة لتعديل القانون القائم إذ توجد في قانون العقوبات مادة تبحث في حالات خطيرة مثل هجمة حماس.

لقد أظهر حزب قوة يهودية للجمهور الإسرائيلي بالضبط ما هو. فقد انكشف وجهه أمس بكل بشاعته. من رئيس الحزب الذي أصر على اجراء البحث لاعداد القانون للقراءة الأولى، رئيس لجنة الامن القومي، النائب تسفيكا بوغل الذي طُلب منه ان يلغي البحث في هذا التوقيت ورفض. النائب ليمور سون هار ميلخ التي هذا هو مشروع القانون الذي تقدمت به واجيز بالقراءة التمهيدية قبل نحو نصف سنة وكبح منذئذ دفعه قدما. والنائب الموغ كوهن الذي ردا على اقوال حن افيغدوري الذي صرخ انه بدلا من الحديث عن قتل مخربين يجب الحديث عن انقاذ مخطوفين وبدلا من الحديث عن الموت فليتحدثوا عن الحياة رد عليه كوهن، “ليس لكم حصرية على الألم”. وهذه اقوال قالها كوهن لشخص زوجتُه وابنتُه مخطوفتان في غزة منذ 45 يوماً.

لكن دعكم من ألموغ كوهن فهو برغي صغير. ودعكم حتى من بن غفير. يوجد فقط مذنب واحد في كل هذه القصة محطمة القلب التي جرت في الكنيست، بحجة ان الحديث يدور عن شؤون حزبية. وهذا الشخص هو رئيس الوزراء. ادعي بمسؤولية بأن كل رئيس وزراء – بيغن، شمير، شارون، باراك، أولمرت وبينيت – كان سيخرج عن طوره كي يلغي النقاش الذي اجري في الكنيست. ما كان أي منهم الا يفعل أي شيء بوسعه ويضع كل ثقل وزنه كي لا يتم أي شيء يمكنه ان يجلب مصيبة على الـ 236 مخطوفا في غزة. إذ من الذي لا يفهم بأنه اذا ما نوقشت في إسرائيل في عقوبة الإعدام للمخربين في الوقت الذي يوجد فيه مواطنون إسرائيليون في اسر حماس من شأن هذا ان يعرضهم للخطر؟

إذن هذا هو من لا يفهم، او من لا يهمه، او من هو ضعيف جدا امام ائتلافه، او من ليس له ببساطة أي اهتمام بان ينهي هذه الحرب – هو رئيس الوزراء. هذا الذي قبل يومين هاجم بغضب الصحافيين الذين في زمن الحرب يهتمون بالاستطلاعات وبالسياسة الصغيرة. بأي احتقار وغضب تحدث اليهم. وهذا هو الرجل الذي لا يتنفس إذا لم يكن لديه استطلاع ما يمكنه أن يسير على خطه، الرجل الذي منذ اليوم الأول للحرب يعنى بالسياسة هو الذي فيما يقاتل الجنود في غزة يحرص على ان يعد ملفات لقادة الجيش او للتشهير بهم بآلة الكذب خاصته.

هذا الرجل لم يفعل شيئا كي يلغي النقاش لسبب بسيط هو أن بن غفير اهم بالنسبة له من جيل ديكمان، حن افيغدوري او يردين غونيل. وان ايدي 64 عضوا في ائتلافه اهم له من 236 مخطوفاً.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى