ترجمات عبرية

يديعوت: ناصر أبو حميد سيلهم كثيراً من الشبان الفلسطينيين بعد رحيله

يديعوت 2022-12-23، بقلم: آفي يسسخروف: ناصر أبو حميد سيلهم كثيراً من الشبان الفلسطينيين بعد رحيله

لم يكن ناصر أبو حميد مجرد “مسلح” آخر. في حياته، وأساسا في مماته، نجح في أن يصبح رمزا للكفاح الفلسطيني المسلح ضد إسرائيل، وبقدر كبير رمزا للانتفاضة الثانية.

بخلاف الادعاءات الأخيرة التي تحاول السلطة الفلسطينية نشرها، بأن الإهمال الطبي أدى إلى وفاته، فإن أبو حميد مات نتيجة لمرض السرطان. ومع أنه لم يقتل في أثناء عملية أو “عمل بطولي” كما درج الفلسطينيون على وصف هذا بالعربية، أصبح بطل الشارع الفلسطيني، بطلاً يريد الكثيرون محاكاته الآن ليكونوا مثله.

وهنا تكمن المشكلة الحقيقية من ناحية إسرائيل: عمل أبو حميد كـ “مخرب خطير” يشجع العمليات المضادة، سيعطي، على أي حال، إلهاما لشبان كثيرين، أبناء جيل كامل من الفلسطينيين من المشكوك فيه أنهم يتذكرون أحداث الانتفاضة الثانية، وأن يكونوا ولدوا في حينه على الإطلاق. أبو حميد وأمثاله من أبناء جيله هم الآن وجع الرأس الصغير لإسرائيل مقارنة بالجيل الجديد من الفلسطينيين الذي يمقت إسرائيل جدا، ويعتقد أن الطريق الوحيد لمواجهتها هو طريق البندقية. تماما مثل شعارات المنظمات الفلسطينية من الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، فإن الشباب الفلسطيني يرى أيضا أنه بـ “البارودة” سينصر الكفاح.

استطلاع نشره قبل أسبوع ونيف معهد بحوث خليل الشقاقي يظهر أن 72 في المئة من  المستطلعين أيدوا إقامة ميليشيات مسلحة، على نمط “عرين الأسود” في نابلس.

نحو 80 في المئة عارضوا استسلام هذه الميليشيات وتسليم أسلحتهم للسلطة الفلسطينية. نحو 60 في المئة توقعوا اتساع أعمال هذه الميليشيات وعدم انحصارها في مدن شمال الضفة.

معدل التأييد للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي يعارض العنف آخذ في الانخفاض. ولو كانت أجريت انتخابات للرئاسة وكان أبو مازن مرشحا مقابل رئيس “حماس”، إسماعيل هنية، فإن الأخير سينتصر عليه (54 في المئة لهنية مقابل 36 في المئة لعباس). الأمر الوحيد الذي يمكنه أن ينقذ “فتح” من الهزيمة هو منافسة زميل أبو حميد في تأسيس “كتائب الأقصى”، مروان البرغوثي، في الانتخابات للرئاسة (برغوثي 61 في المئة، هنية 34 في المئة).

إن استئناف أعمال أعضاء “عرين الأسود” في نابلس والمسلحين في جنين في الأيام الأخيرة يوضح أنه مثلما في حالة أبو حميد، فإنه في واقع النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني لا يوجد فراغ. لا يوجد توقف. مطلوب واحد يعتقل، يموت أو يقتل وعلى الفور، يقوم من يحلون محله. لناصر أبو حميد أيضا سيقوم خليفة أو بديل، وقصته وقصة عائلته تجسد ذلك.

أربعة من إخوان ناصر يوجدون في السجن الإسرائيلي ومحكومون بالمؤبدات. آخ آخر، عبد المنعم، أصبح “شهيدا” بعد أن قتل بالنار على أيدي رجال “الشباك” و”اليمام” في الرام.

كان عبد المنعم يعتبر رجل “حماس”. اعتقله جنود دوفدفان في كانون الأول 1993 في بيته في مخيم اللاجئين الأمعري في رام الله ونقل إلى “الشاباك”.

في أثناء فترة اعتقاله استسلم ظاهرا للضغوط التي مورست عليه ووافق على التعاون مع إسرائيل. لكن في 13 شباط 1994 أعد كمينا لمسؤول “الشاباك” الذي كان يُفعله، نوعم كوهن، ونجح في قتله وإصابة حراسه.

بعد مرور بضعة أسابيع نجح “الشاباك” و”اليمام” في العثور عليه حين نزل من باص في الرام شمال القدس وقتلوه.

ناصر الذي اعتقل في 1990 وحكم تسعة مؤبدات على قتل عملاء، تحرر في تلك السنة في أعقاب اتفاقات أوسلو. في بداية الانتفاضة الثانية، أقام مع مروان البرغوثي ومجموعة أخرى من مسلحي تنظيم فتح “كتائب شهداء الأقصى”، الذراع العسكرية للمنظمة. يعد أبو حميد منذ بداية طريق “كتائب الأقصى” أحد “المتطرفين” في الجماعة. في 2002 اعتقلته قوة احتياط من دوفدفان وهذه المرة حكم سبعة مؤبدات و50 سنة أخرى.

في أثناء 2007، حين وصلت لمقابلة السجناء في أحد السجون في إسرائيل، دخل ناصر إلى حجرة سجناء “فتح”، وأبلغني أنه إذا لم أخرج من الحجرة والقسم فإنه سيقتلني وذلك بسبب أمور كتبناها عاموس هرئيل وأنا في كتاب “الحرب السابعة” بأن الكثيرين من أعضاء “كتائب شهداء الأقصى” كانوا سارقي سيارات ومجرمين.

بعد مرور بضعة أشهر سجلت “صلحة” بيني وبين ناصر، دعيت لمرافقة تحرر أخ آخر له، إسلام، من السجن. كانت المسيرة احتفالية جدا، وتضمنت وضع إكليل من الزهور على قبر عرفات. كان إسلام “المخرب” الذي قتل مقاتل دوفدفان، رونين لوبرسكي، حين ألقى عليه طوبة في أيار 2018. اعتقل وحكم بالمؤبد.

تكشف قصة ناصر أيضا شيئا ما عن صراعات الخلافة التي تجري هذه الأيام في السلطة، بينما أبو مازن على قيد الحياة.

مقربو أبو حميد نشروا رسالة كتبها في الشهرين الأخيرين من سرير مرضه، ويعرب فيها عن تأييده غير المتحفظ لقيادة مروان البرغوثي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى