ترجمات عبرية

يديعوت – كيف نمنع سيناريوهات الرعب المناخية التي أشار إليها تقرير الأمم المتحدة؟

بقلم: العاد زرط – يديعوت 10/8/2021

تثير موجة الحرائق في اليونان وتركيا وأحداث حالة الطقس المتطرفة في العالم، ردود فعل مضادة على نمط “قلنا لكم”. غير أنه من الصعب النزول باللائمة على أحد في كل ما يتعلق بأزمة المناخ. فماذا يعني “قلنا لكم”؟ أولاً وقبل كل شيء، نقول لنا جميعنا، لكل من يده وقدمه في الكرة الأرضية، علينا أن نغير طريقنا الفاسد.

 ثمة ساحتان أساسيتان لمصيبة المناخ المتحققة من تحت أقدامنا: الساحة الواضحة والساخنة، لكوارث طبيعية ملموسة، وموجات حر متطرفة، وحرائق جبارة، وفيضانات وغيرها. والثانية هي المعركة على الوعي وتغيير العادات. ولا يزال بيننا أناس يتنكرون، سواء عن وعي أو غير وعي، لأزمة المناخ، وهؤلاء كائنات مريضة علينا أن نغيرها بشكل فوري؛ إذ طالما بقي الوضع على ما هو عليه، فإن ساحة الكوارث ستتفاقم بل وستتسع مع رفض الساحة الثانية.

يحذر تقرير أزمة المناخ للتغييرات المناخية في الأمم المتحدة الذي نشر أمس، من هذا الأمر: البشر هم الذين أدوا إلى ارتفاع 1.1 درجة مئوية بالمتوسط العالمي لحرارة الكرة الأرضية منذ الثورة الصناعية. كانت السنوات الخمس الأخيرة الأكثر حرارة منذ 1850. وبالتالي، علينا أن نعمل كل شيء لنمنع الوصول إلى 1.5 درجة، ولن تجدي نفعاً “الحلول السحرية” للغاز الطبيعي كبديل أخضر (مثلما تحاول وزارة الطاقة تسويقه)، إذ يقضي التقرير هنا أيضاً بأن ثلث الاحتباس الحراري العالمي ينبع من انبعاثات الميثان – وهو عنصر أساسي في الغاز.

إذن، لماذا نعمل؟ فكل ارتفاع في درجة الحرارة يخلق رد فعل متسلسل لظواهر طبيعية متطرفة. بكلمات أخرى: إذا كانت الحرائق والجو الخماسيني أقلقتكم من بعيد، فإنها ليست سوى مقدمة لما ينتظرنا في السنوات القادمة. فنادق كاملة في الكرة الأرضية ستصبح غير قابلة للعيش. نعم، نعم في إسرائيل أيضاً. وثمة جزر ومدن ستختفي تحت سطح البحر. هذا ليس سيناريو آخر للآخرة الخيالية، إنما سيناريو علمي. وكي نوقفه فإننا ملزمون بالكف عن الحديث والبدء بالعمل. كيف؟ باستهلاكنا، والأكل، والبناء، وبمطالبنا من الدولة.

لقد أثبتت أزمة كورونا بأنه يمكن تغيير العادات من اليوم إلى الغد؛ فلا مزيد من السفر عبر المركبات، ولا مزيد من المجمعات التجارية، ونتوقف عن السفر إلى الخارج. وهي أمور غير مرحب بها؛ فما بالك أن الأعمال التي ينبغي اتخاذها لا يفترض أن تلغي الراحة والتقدم اللذين اعتدنا عليهما مع السنين. ولكن كما علمنا بأن المكان الذي يريد فيه زعماء العالم العمل، فإنهم يعملون، بسرعة وبلا تردد. هكذا يجب التصرف في أزمة المناخ – أعمال قاطعة وفورية. نحرص على الصحة والتعليم لأولادنا، وعلى أن نبقي لهم تراثاً قوياً وأمناً يرافقهم في باقي حياتهم. فلماذا تجدنا نهمل في الأمر الأهم الذي يضر بهم وبأولادهم؟ انضموا إلى الميدان. كل دقيقة نضيعها تكلفنا جميعاً الحياة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى