ترجمات عبرية

يديعوت: فلنخرج جميعاً ضد هذه الحكومة قبل انهيار الديمقراطية

يديعوت 2023-01-13، بقلم: ايهود باراك: فلنخرج جميعاً ضد هذه الحكومة قبل انهيار الديمقراطية

1. ابدأ من النهاية. بدأ الكفاح. هذا انذار حقيقي. أمر 8 ، ثمة خطر أكيد ووشيك لانهيار الديمقراطية الاسرائيلية. تحصل أمور سيئة عندما يسكت المواطنون الطيبون. هناك أمور سيئة تجري، بينما المواطنون الطيبون ساكتون. كل مواطن واعٍ في مجتمع حيوي، يجب أن يسأل نفسه: أين مكاني في هذا الكفاح؟ ويجب أن يقدم جواباً مباشراً، حتى لو كان مؤلماً، وبقلب مثقل، وأن يتصرف وفقاً له.

 للكثيرين منا سيكون هذا الكفاح الأمر الأهم الذي فعلناه في أيام حياتنا. بيننا وبين الصدام لا تزال تقف طبقة رقيقة من حماة الحمى. لا أدري، في لحظة كتابة هذه الاقوال، إذا كانوا سيعملون وكيف. يحتمل جدا أنه في كل سبيل سنجد أنفسنا ملزمين بالكفاح. هذا سيكون صعباً. كداً، عرقاً، ودموعاً. نأمل ألا يكون هناك دم. سيحسم الكفاح في التظاهرات، في الشوارع، في الميادين، على محاور السير، في اماكن العمل وفي مؤسسات التعليم العالي. وإذا أُجبرنا، فقد يندلع العصيان المدني هنا. وإذا استمرت المحاولات لتقويض وثيقة الاستقلال، فإن هذا العصيان سيتعاظم ويشتد. وعندما يخرج مليون مواطن إلى الشوارع، فإن هذه الحكومة السيئة ستسقط.

لا أعلم كم سيستغرق هذا من الوقت، وما هو حجم الضرر الذي سيتسبب به. لكنني أعلم، بثقة، بأننا سننتصر في النهاية. تقريباً في كل هذه الصدامات انتصر حُماة الأرض وأنصار الحرية، حتى لو مرت دربهم عبر ديكتاتوريات مظلمة. لا يمكن تغيير الديكتاتورية بالانتخابات. أعلم بأننا سننتصر، لأننا نقف في الجانب الصحيح من التاريخ، ومن الحقيقة. وإذا أجبرونا، فنعرف كيف نقاتل. نحن نعلم من أجل ماذا نقاتل، لذلك يمكننا التغلب على الخوف والقلق. وعندما نشبك أيدينا ونعمل معاً في اللحظات الصعبة، سنحقق النصر.

2. ومن هنا الى البداية. بعد عشرة ايام فقط من الانتخابات خرج الجني من الكيس. حكومة مهووسة، تريد كل شيء وعلى الفور. حكومة تريد كل شيء وفوراً. هي لا تريد إصلاحاً للمنظومة القضائية، بل تقوم بعملية خاطفة لتدميرها. ولا تريد تعديلات على عمل الشرطة، بل أن تجعلها تابعة سياسياً لأحد المحرضين من الذين يوجد ضده 53 كتاب اتهام و3 إدانات. هذا ليس إصلاحاً حيوياً للدولة، بل فتح الباب على مصراعيه أمام الفساد والعنصرية والعداء للمثلية. متهم بالفساد سعى لكي تؤهله المحكمة العليا إلى الترشح لرئاسة الحكومة، يعيّن وزيراً للعدل ويعمل معه، من جهة، على تعيين قضاة سيتولون دعوى الاستئناف ضده، ومن جهة أُخرى، يعيّن وزيراً تمت إدانته 3 مرات بمسائل فساد مالي في منصب وزاري رفيع المستوى، وسيكون مسؤولاً عن صندوق الدولة. ثلاثة وزراء، بينهم عنصريون منحطّون، يشاركون في تقويض وحدة القيادة في الجيش الإسرائيلي. ويفعلون هذا كله، وهم يهرعون من أجل إشعال النزاع السياسي – الإقليمي بيننا وبين الفلسطينيين، وتحويله إلى حرب دينية بين إسرائيل والإسلام.

وبالطبع، يوجد ايضا المزيد. مناهض للانسانية ومتزمت سيعين مسؤولاً عن مناهج التعليم، وزيرة ظلامية تعتقد أنه من الخير اذا تمكن الطبيب من أن يقرر الا يعالج مريضا على خلفية دينه، ميله الجنسي او لون جلدته، ونائب هاذٍ مع خلفية عسكرية يطالب باصدار أمر اعتقال على خلفية خيانة الدولة، لمن كان رئيس وزراء ووزير دفاع حتى قبل اسبوعين. وزراء سيعينون مقربين ومتفرغين عديمي التجربة والخلفية المهنية لمناصب مديرين عامين ومستشارين قانونيين. تسجل قوائم موظفين لاجل “تطهير منهاجي” لمن يلوثون الخدمة العامة من خلال ابداء عدم الولاء “للزعيم العزيز”.

باتت التشويهات تتسلل الى الاسفل. في مقهى لندفار رفضوا خدمة “اليسرويين”. وفي محطة القطار اوقفت امرأة ابنة 60 لأنها كانت تلبس قميصاً “قصيراً”. يحتمل أننا نشهد محاولة دهس نشطاء احتجاج في بئر السبع. ويروون لنا بأن كل هذا القرف هو “إرادة الشعب”. أعَلى هذا صوّت وحلم بسطاء الشعب الكادحون والمواطنون المستقيمون حين صوتوا لـ “الليكود”؟ أعرف جيداً ناخبي “الليكود”، احزاب اليمين، والكثير من المواطنين المتدينين الذين يتحفظون بشكل طبيعي على معظم خطوات الافساد هذه التي تنفذ ظاهراً باسمهم. ولكن من يحصيهم بعد يوم من الانتخابات؟ هذه ليست “ارادة الشعب”. هذا حلف فاسدين في خدمة أنفسهم، مع عنصريين يبتزون الفاسدين بخدمة رؤيا مسيحانية وخطيرة. وكل حملة هذا الهراء من رئيس الوزراء حتى آخر الوزراء لشؤون اللاشيء يغرقون حتى الرقبة في ممارسة “الكذبة الكبرى” التي تم تبنيها من أنظمة ظلامية في الماضي.

رئيس وزراء ضعيف وقابل للابتزاز، كذاب عضال كبير حتى وفقا لشركائه – مبتزيه، يشرح بانجليزية فاخرة جهوده “الهائلة العظيمة” للدفاع عن قسَم الديمقراطية، ويفعل بالعبرية النقيض التام. وزير العدل، من جهته، يكذب بكل وقاحة، بان محكمة العدل العليا تحكمت بحياتنا وصادرت صلاحيات من الكنيست والحكومة. كذب! منذ قيام الدولة سن في الكنيست 1893 قانونا، تدخلت محكمة العدل العليا فقط في 22 منها. يروي السيد لفين لنا أيضا بأننا المكان الوحيد الديمقراطي في العالم، حيث لا يقرر فيه المشرع قضاة العليا. ليس صحيحاً. الحقيقة هي أنه في دول عديدة يقيد الائتلاف في اختيار القضاة للعليا، عبر لجان تعيين تضم جهات مهنية (بريطانيا والهند)، تستوجب توافقا بين الائتلاف والمعارضة (المانيا)، او تعاون عدة سلطات مستقلة (الولايات المتحدة وايطاليا). ويضيف الوزير المهووس ويدعي بأنه في معظم الدول الديمقراطية الاخرى توجد فقرة التغلب. كذب! الحقيقة هي انه يكاد لا يكون في اي ديمقراطية دستورية فقرة تغلب. واينما يوجد (كندا مثلا)، يوجد دستور محصن، مع وثيقة حقوق كاملة، ونظام فيدرالي، وكوابح وتوازنات اخرى، لا توجد عندنا. في كندا، بالطبع، لا يوجد اي خطر تستخدم فيه فقرة التغلب لانقاذ رئيس الوزراء وبعض وزرائه من المحاكمة او من نتائج الادانات السابقة لهم، في تشريعات عاجلة شخصية وبأثر رجعي. لكن هؤلاء هم الكنديون. ليس فيهم عمق التسيب وطمع “القوة، المال والشرف” الذي يعاني منه رواد هذه الحكومة.

3. ويقال، إذاً، إن هذه حكومة منتخبة وهي قانونية. لكن أعمالها، التي وصفت أعلاه، ونواياها المعروفة لاحقاً، والتي في اساسها “انقلاب النظام”، التي تغتال اعلان الاستقلال والقيم الاساس التي قاتلت وقامت عليها دولة إسرائيل، تجعلها غير شرعية على نحو ظاهر. وواجبنا بالتالي، واجب كل مواطن يفهم هذا، ان ينضم الى الكفاح في سبيل الوطن، أمنه ومستقبله. في سبيل قيم اعلان الاستقلال، وفي سبيل المساواة، وفي سبيل أخوة الانسان، كرامته، حقوقه، وحريته.

الديمقراطية، كما سبق أن قيل، يجب أن تعرف كيف تدافع عن نفسها في وجه من يستخدمون القواعد التي تقررها والانتخابات التي تمنحها كي يهدموها من الداخل. هذا بالضبط هو الوضع الذي نعيشه. نحن ملزمون بأن نستوعب بأن هذا هو “انقلاب على النظام”، وليس اقل. كتب الى بيني غانتس، صديقي الشاب، الذي يسمى كوستا بلاك: “يا بيني، نتنياهو ليس معنياً برأب الصدوع، بل بالشروخ. هو ليس معنياً بتعديلات في جهاز القضاء بل بهدمه التام. هو ليس معنياً بالحوار بل بالإخضاع والتحطيم للديمقراطية وسلطة القانون. لن نقبل من زعماء المعسكر… ( لا شيء آخر) غير الكفاح ضد حكومة متطرفة، جاءت لتخرب كل أسس الديمقراطية الاسرائيلية”. عمر كوستا هو تقريبا نصف عمر حماة الحمى، زعماء الاحزاب، قضاة العليا، رؤساء اقسام المملكة، ورموز الحكم عندنا. ليت كل اولئك يتباركون بوضوح رؤية رجل شاب واحد.

4. ومن هنا عدنا الى البداية. فلنعمل، هذا إنذار حقيقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى