ترجمات عبرية

معاريف: جيش قوي وذكي

معاريف 25/4/202بوعز جولانيجيش قوي وذكي

قبل نحو 30 سنة قاد رئيس الأركان في حينه اهود باراك تغييرات دراماتيكية في مبنى القوة في الجيش الإسرائيلي، في خطوة سميت “جيش صغير وذكي”. واعتمدت الخطوة على الفهم الذي تبين في هذه الاثناء كمغلوط، وبموجبه انتهى عصر الحروب الشاملة واساس مهمة الجيش ستكون التصدي لمنظمات إرهابية في الدائرة القريبة والاستجابة لتهديدات استراتيجية في الدائرة البعيدة. عناصر القوة التقليدية قلصت وبدلا منها استثمرت مقدرات طائلة في سلاح الجو، في الاستخبارات، في الوحدات الخاصة وما شابه. مدى تدريبات الوحدات المناورة في النظامي وبخاصة في الاحتياط تقلص وكان يخيل أحيانا بان ضباطا كبار “عشقوا” الشاشات التي يمكن فيها اجراء مناورات محوسبة بدلا من الغرق في الوحل في اثناء التدريب الملموس.

حرب السيوف الحديدية فجرت مفهوم الجيش الصغير والذكي. لا يوجد أي شك في أن ميزانيات الدفاع في العقد القريب القادم سترتفع بشكل دراماتيكي وإسرائيل ستعمل على توسيع وتعزيز الوحدات المناورة في الجيش الإسرائيلي بما في ذلك الحفاظ على مستوى تدريب مناسب لعموم الوحدات. الان بالذات، حين تكون الحرب لا تزال في عدة جبهات، يجدر النظر بعمق في خطة بناء القوة المستقبلية للجيش الإسرائيلي. وبخاصة، الوصول الى خليط مناسب من التكنولوجيا مع قوة بشرية تتناسب وتحديات الغد وعدم المسارعة الى استعادة عناصر قوة كانت تتناسب مع نهاية القرن الماضي.

مثال واضح على ذلك هو سلاح المدرعات. فالدور الحاسم للمدرعات في اثناء المناورة في غزة صفع أولئك الذين ابنوها. الجيش الإسرائيلي بدأ منذ الان في مسيرة متسارعة لاعادة وحدات المدرعات التي فككت الى اهليتها. لكن هل هذه ستكون هي الدبابات التي ركبت عليها على عجل مظلة معنية على سبيل الحماية من الحوامات المتفجرة؟ هل قوة النار لديها ستبقى مشابهة لوضعها الحالي ام انها ستزود بذخائر فتاكة اكثر؟ هل في كل الدبابات سيكون مقاتلون ام ستكون أيضا دبابات موجهة عن بعد او تلقائيا تماما؟ ثمة حاجة حقيقية لزيادة اسطول الدبابات لكن لهذه ان تكون مزودة بتكنولوجيات دفاع وهجوم متطورة تعظم التفوق النسبي للجيش الإسرائيلي في اطر المعركة المختلفة التي ينبغي له أن يكون مستعدا لها في المستقبل.

بشكل مشابه، واضح انه ستكون حاجة الى توسيع سلاح المدفعية الذي تطلبت منه الحرب الحالية اعمالا مكثفة في عدة جبهات بالتوازي، في ظل خلق وتيرة نار غير مسبوقة على مدى زمن طويل. لكن هل علينا أن نعود لنتزود بمدافع 155 ملم تقليدية مع الذخائر الناجعة لمدى حتى 40 كيلو متر من النوع الذي عرفناه؟ ام ينبغي الاستثمار في أدوات يمكنها أن تطلق ذخائر اكثر دقة والى مديات أطول؟ ماذا سيكون الخليط الذي بين الصواريخ والمقذوفات الصاروخية مقارنة بالمدافع؟

وماذا بالنسبة لسلاح الجو؟ التقليص الكاسح لاسرابالمروحيات القتالية في السنوات الأخيرة كلفنا ثمنا باهظا جدا في 7 أكتوبر. من جهة أخرى، عندما شاركت المروحيات في القتال في غزة، شكلت مدماكا هاما في دائرة القتال المتداخلة. هل ينبغي المسارعة في شراء مروحيات أباتشي، بلاكهوك وامثالهما ام ثمة مكان في التفكير أيضا بمنصات طائرة أخرى تعرف كيف تعطي دعما افضل، دفاعيا وهجوميا للقوات المناورة. طائرات اف 35 هي الات قتالية مذهبة ذات قدرات متنوعة، لكنها باهظة الثمن على نحو مخيف. هل سيكون من الصواب التزود ببضعة اسراب أخرى من هذه الطائرات ام التفكير من جديد في اقتراح افيغدور ليبرمان بإقامة سلاح صواريخ يأخذ على عاتقه جزءا من المهام الحالية لسلاح الجو؟

أسئلة كهذه يجب أن تطرح أيضا بالنسبة لأسلحة أخرى والاجوبة عليها ستؤثر ليس فقط على مستقبلنا الأمني بل وأيضا على وضعنا الاقتصادي والاجتماعي. ميزانية الدفاع يجب أن تزداد لكن يجب التأكد من أن تتجه الى اتجاهات مناسبة.

* بروفيسور في كلية علوم المعطيات والقرارات في التخنيون، عضو مجلس إدارة ومستشار لشركات ومنظمات

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى