ترجمات عبرية

يديعوت: الولايات المتحدة تكبل أيدي إسرائيل في وجه حماس الأمر الذي يعرقل فرص التوصل إلى اتفاق

يديعوت 9-5-2024، آفي يسسخروف: الولايات المتحدة تكبل أيدي إسرائيل في وجه حماس الأمر الذي يعرقل فرص التوصل إلى اتفاق

إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيحد من المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا عملت في رفح، وحتى إعلان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في وقت سابق أن الولايات المتحدة تراجع المساعدة الأمنية لإسرائيل على المدى القريب “في سياق الأحداث الجارية في غزة”. رفح”، مما يدل على حجم الأزمة التي وقعت فيها إسرائيل والولايات المتحدة، وتحديداً في التوقيت الحرج للمحادثات حول صفقة إطلاق سراح المختطفين.

غير أن التقييدات التي يسعى الأمريكيون لفرضها على الأعمال الإسرائيلية في رفح قد تمنع أي تقدم أو اختراق في المفاوضات بين إسرائيل وحماس على وقف النار. فحماس تصر على اقتراح ما كان يمكن لأي دولة أن توافق عليه، مثلما تبين في المحادثات التي أجراها أمس الوفد الإسرائيلي في القاهرة، ولهذا الإجراء سبب.

 زعماء المنظمة، سواء أولئك الذين في غزة أم في الخارج، يعرفون ويفهمون بأن أيادي إسرائيل مكبلة بسبب الضغط الأمريكي. والمعنى أن ليس لإسرائيل عصا حقيقية تستخدمها في أثناء المفاوضات غير المباشرة التي تجري مع حماس. لقد سبق لإسرائيل أن وافقت على عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم، ووافقت على انسحاب القوات من داخل التجمعات السكانية وحتى على تحرير مخربين قتلة. لكن حماس على حالها؛ تصر على بضعة بنود، وإنهاء الحرب ليس البند الأكثر إشكالية في الصيغة الجديدة لمصر/حماس، بل انعدام تعهد صريح للمنظمة لإعادة 33 مخطوفاً أحياء منذ المرحلة الأولى. الاقتراح الأخير يقول إن الـ 33 مخطوفاً الذين سيعادون سيكونون أحياء أو أمواتاً، أي أن حماس قد تعيد جثثاً بدلاً من مخطوفين أحياء، ثم تتمتع بأنعم وقف النار.

مع أن الحملة في رفح مستمرة، لكنها لا تقترب من مدى العملية التي انطلقت على الدرب في كانون الأول في خان يونس. هذه عملية محدودة جداً. وفي أعقاب ضغط أمريكي ثقيل، أمر نتنياهو استئناف نقل المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، الذي سيطر عليه جنود الجيش الإسرائيلي قبل يوم من ذلك. يمكن التقدير بأن التصريحات الصادرة من واشنطن حول تأخير إرساليات سلاح معينة لإسرائيل تنبع من رغبة في إرضاء المصوتين الديمقراطيين وأساساً التقدميين قبيل الانتخابات الرئاسية. ينبغي أن تضاف إلى هذا رغبة حقيقية صادقة من جانب واشنطن للامتناع عن المس بالأبرياء، خصوصاً مع وجود قرابة مليون لاجئ فلسطيني في منطقة رفح. المشكلة أن الضغط على إسرائيل في هذا الموضوع وهذه التصريحات تدفع حماس إلى عدم التراجع عن مطالبها غير المنطقية في المحادثات لتحرير الرهائن ومحاولة تشديد القتال. فاستمرار القتال في الجنوب يؤثر بالطبع على الشمال، حيث يحاول حزب الله، بنجاح أيضاً، المس بجنود الجيش على مقربة من الحدود، وهذا دون أن نتناول إفراغ الشمال من سكانه. احتمال الاشتعال في الشمال هائل، وحزب الله أوضح أنه سيواصل الهجمات على إسرائيل ما استمر القتال في غزة. بمعنى أن إصرار البيت الأبيض على تقييد أيادي إسرائيل في غزة سيؤخر أيضاً إمكانية الهدوء في الشمال أيضاً.

ثمة سبل للخروج من المتاهة الحالية مع واشنطن. أحدها إجراء حوار أقرب معها حول إمكانيات اليوم التالي في غزة. ربما إذا قالت إسرائيل نتنياهو شيئاً ما عن وجود للسلطة الفلسطينية في غزة في اليوم التالي، لشجّع واشنطن على تشديد الضغط على حماس سواء عبر قطر أم عبر إعطاء ضوء أخضر لإسرائيل للخروج إلى حملة أوسع في رفح. لكن رفح، بعد جملة التهديدات والوعود من جانب نتنياهو بشأن “النصر المطلق” بقيت رصاصة لإسرائيل الأخيرة في خزان المفاوضات. المشكلة أنه ما لم يؤيد الأمريكيون عملية كهذه، فستكون هذه الرصاصة فارغة أيضاً.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى