ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو وشركاءه يُضحون بالمخطوفين من اجل تأجيل النهاية

هآرتس 25/4/2024، أوري مسغاف: نتنياهو وشركاءه يُضحون بالمخطوفين من اجل تأجيل النهاية

التخلي عن المخطوفين وتركهم لمصيرهم، موتهم بالتعذيب والألم، هو حدث استراتيجي في تاريخ الدولة. وهو حدث يقوض الروح المؤسسة للدولة. صدى هذا الحدث سيتم الشعور لسنوات القادمة. فهو جريمة لا تغتفر ضد الضحايا وعائلاتهم وايضا ضد الاسرائيلية واليهودية.

فدية الأسرى هي أمر سام. حروب اسرائيل انتهت دائما بتبادل الاسرى واعادة القتلى. مقابل جلعاد شليط تم اطلاق سراح 1027 مخرب. وفي صفقة جبريل ايضا تم تحديد تعرفة مرتفعة. كان هناك مرات تم فيها اطلاق سراح مخربين حتى مقابل جثامين. شعار “دولة اسرائيل ستفعل كل ما في استطاعتها” اعتبر شعار مقدس. الفشل في اعادة رون اراد اعتبر فشلا تاريخيا، ودرس محظور نسيانه. واذا كان الامر هكذا فكيف سيتم النظر الى التخلي عن الـ 133 مخطوف؟.

صفقة المخطوفين في تشرين الثاني، التي استقبلت بالفرح والرضى من قبل الجمهور الواسع العقلاني، هزت ائتلاف نتنياهو، لا سيما في قسم الاستيطان الحريديوفي قاعدته الاعلامية، التي تتمثل في القناة 14 ومنظومة مرتبة من الابواق والكتاب. عمليا، نتنياهو قام بتخريب النبضة السادسة والاخيرة في الصفقة مع القاء التهمة على حماس. بعد ذلك صمم على عدم السماح باجراء أي صفقة اخرى تتعلق بشكل طبيعي بوقف القتال في غزة. وهكذا تمت التضحية بالمخطوفين على مذبح حكمه.

هذه الجريمة يشارك فيها وزير الدفاع يوآف غالنت، الشريك المتعاون بني غانتس ورئيس الاركان هرتسيهليفي.  منذ شهر كانون الاول تساوقوا بشكل مطلق مع الهراءات التي قام نتنياهو ومستشاريه الاعلاميين بطبخها: “النصر المطلق”، “فقط زيادة الضغط العسكري ستعيد المخطوفين”. وقد تبين أن النصر المطلق اصبح مراوحة في المكان وهزيمة استراتيجية، وأن زيادة الضغط العسكري بالذات تقتل المخطوفين.

على الرغم من ذلك ترسخ في رأي الجمهور نوع من الاجماع الذي يقول إنه من المنطقي ضرب غزة وقصفها من الجو والبر، في الوقت الذي يحتجز فيه العدو في شقق سرية تم قصفها وفي الانفاق 133 مخطوف، جندي ومدني، على قيد الحياة، ومع مرور الوقت بالاساس يموتون. وكل ذلك في الوقت الذي توجد فيه قواعد صلبة للمفاوضات، تشمل وساطة قطر ومصر، التي ثبت أنها ناجعة في الصفقة السابقة.

الانعطافة الاخيرة في هذه الحبكة كانت في الشهر الماضي. الجيش الاسرائيلي قام بالانسحاب من القطاع، وبضغط من العالم تغرق المساعدات الانسانية قطاع غزة. هكذا فان نتنياهو وحكومته تنازلوا عن أدوات مهمة بقيت لديهم أمام حماس: الانسحاب الكامل ورفع الحصار. يحيى السنوار الذي وصف للاسرائيليين بأن الاتصال انقطع معه وأنه يركض مثل الفأر المذعور في الانفاق، تشدد في مواقفه. الآن هو يسعى الى هدف النصر المطلق الخاص به وهو وقف شامل للقتال والانسحاب المطلق لقوات الجيش الاسرائيلي من كل شبر في القطاع وعودة النازحين الى شمال القطاع واستئناف حكم حماس في كل القطاع.

نتنياهو، غالنت، غانتس وهليفي، يقفون عاجزين أمام ابعاد الهزيمة. وهم ايضا يخافون من اليوم الذي سيتبين فيه كم هو صغير عدد المخطوفين الذين بقوا على قيد الحياة. لذلك، هم يقومون بتأجيل النهاية. مثل المقامر الحائر الذي افرغ جيبه في الكازينو فانهم يواصلون التمتمة حول “زيادة الضغط على حماس” و”الاجراءات العسكرية التي ستأتي في القريب”. في الفترة القريبة القادمة سيسحبون من الصراف الآلي المزيد من السحب على المكشوف كي يضعوا على الطاولة الفيشة الاخيرة المنقذة: رفح.

في هذه الاثناء هم يواصلون التحدث عن “التزام سام باعادة جميع المخطوفين”. عشية عيد الفصح تبين بالضبط كيف يبدو هذا الالتزام: بنيامين وسارة نتنياهو التقطا صورة بجانب كرسي فارغ في فندق “وولدورف استوريا” وهما يحملان علبة كرتون تم حشر عليها 133 وجه صغير للمخطوفين. من هناك تم نقل الصورة الفظيعة الى خبراء الفوتوشوب والتنقيح، وعند انتهاء العطلة احتفل الزوجان فعليا بعيد فصح آخر كما هي العادة في الشتات، في القصر المحصن لفالك. لم تعد لدي أي كلمات لاقولها.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى