ترجمات عبرية

يديعوت: عملية درع واستطلاع: نتنياهو بحث عن إنجاز شكلي!

يديعوت 2023-05-17، بقلم: نحاميا شترسلرعملية درع واستطلاع: نتنياهو بحث عن إنجاز شكلي!

قال هنري كيسنجر، ذات مرة، بأنه لا يوجد لإسرائيل سياسة خارجية، بل فقط سياسة داخلية. هذه الاقوال تم تحققها في عملية “درع ورمح”. بعد يوم على تصفية ثلاثة من قادة “الجهاد الاسلامي” قام نتنياهو بتجنيد كل مواهبه في اللعب، وظهر في التلفاز كبطل لا يخاف، قام بتصفية الاعداء بضربة كبيرة واحدة. تحدث عن قصص بطولة مثيرة للانطباع، وامتلأنا بالفخر بداود الصغير الذي نجح في ضرب جوليات الضخم.

قال نتنياهو: “لقد انزلنا على الجهاد الضربة الأقسى في تاريخه”. ولكننا نتذكر هذه الجملة من الماضي. بعد ذلك صرح بشكل احتفالي: “لقد خلقنا معادلة جديدة”، لكن “الجهاد” لم يتأثر واستمر في اطلاق 1500 صاروخ وقذيفة، بما في ذلك على تل ابيب ورحوفوت وعسقلان وبيت شيمش وجبال القدس. الحقيقة هي أن الحديث يدور عن منظمة “ارهابية” صغيرة وضعيفة وعن عملية جزئية. لا توجد معادلة جديدة أو أي شيء آخر. لم تغير العملية أي شيء في الواقع الاستراتيجي. هكذا، بعد بضعة أشهر سنجد انفسنا في جولة اخرى. من المضحك ايضا التفاخر بـ “انتصار عسكري مثير للانطباع” عندما توجد لنا ميزانية ضخمة وطائرات قتالية متطورة ودبابات حديثة ومدافع ضخمة وسلاح بحرية يقصف من الغرب، وهم تقريباً لا يوجد لهم أي شيء. لديهم فقط كمية محدودة من الصواريخ، جزء منها يتم تهريبه في الأنفاق وجزء يتم انتاجه في ورشات صغيرة ومخارط قديمة. الصاروخ الذي اصاب البيت في رحوفوت وقتل انجا ابرميان هو أحد هذه الصواريخ، من انتاج محلي يبلغ مداه 70 كم ويمكن أن يحمل 20 كغم من المواد المتفجرة البدائية. الطائرة القتالية اف35 آي يمكن أن تحمل عدة قنابل ذكية بوزن نصف طن لكل قنبلة.

لا يعني هذا أننا لم نكن مضطرين لضرب “الجهاد”. كان يجب فعل ذلك. لا توجد حكومة كانت ستصمد امام الضغط الذي استخدم عليها من قبل اليمين المتطرف وسكان المنطقة الجنوبية الذين تحولت حياتهم الى جهنم. ولكن التفاخر بانجاز عسكري؟ هذا اهانة للعقل. كان من المضحك سماع الدعوات المثيرة للمحللين العسكريين، وكان من المخجل الاستماع لكبار قادة الجيش الإسرائيلي السابقين مثل اليعيزر مارون (تشيني) الذي تحدث بانفعال عن “عملية بطولية ظهرت فيها قدرات هائلة، وكشفت تفوق الجيش الإسرائيلي. لقد قمنا بتعريتهم”. لا توجد حدود للغطرسة. حيث إنه في نهاية المطاف يدور الحديث عن معركة بين فيل وذبابة، حيث تتلقى الذبابة الضرب الشديد في الواقع، لكنها مع ذلك تنجح في شل نصف الدولة خمسة ايام. لو أننا على سبيل المثال كنا نضرب ايران بهذه الصورة كنت سأفهم هذه الدعوات الانفعالية. ولكن يوجد لدى ايران جيش حقيقي وهي خطيرة. لذلك، نحن نسمح لها بمواصلة تسليح “الجهاد الاسلامي” وباقي اعدائنا، وفي غضون ذلك نقوم بضرب الذبابة.

مثلما قال كيسنجر، فان ما دفع نتنياهو في نهاية المطاف الى شن العملية هو سياسة داخلية: الهبوط الشديد في الاستطلاعات. لذلك من الجدير تسمية العملية “درع واستطلاع” وليس “درع ورمح”. نتنياهو اراد وقف سيل الدماء. لذلك قام بشن عملية تضعه كزعيم قوي، لأن هذه هي الصفة الاكثر اهمية بالنسبة للناخب الإسرائيلي.

يكره نتنياهو المخاطرة بشكل بارز. هذا هو السبب في أنه أراد إنهاء العملية بسرعة، بعد يوم على بدئها، عندما أصبح في جعبته انجاز تصفية ثلاثة من قادة العدو. ولكن الذبابة رفضت. ايضا هو بحث عن الانتقام. نتنياهو شخص جبان – تأجيلي، لا يريد أن يصدم الجميع. ما كان هو ما سيكون. هو يعرف أنه لا يوجد حل عسكري لقطاع غزة والضفة، لكنه مع ذلك يرفض التحدث مع السلطة الفلسطينية عن حل سياسي. لذلك، الصواريخ من غزة ستعود قريبا. هذا ضد الزعامة، الذي هدفها الوحيد هو مواصلة البقاء في الحكم.

أقوال نتنياهو، الذي لخص العملية على اعتبار أنها نجاح كبير، تذكرني بأسطورة الآخوين غرين عن الخياط القروي الذي تفاخر بأنه قتل بيده “سبعة بضربة واحدة”. وفي نهاية المطاف تبين أنه قد قتل 7 ذبابات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى