ترجمات عبرية

يديعوت: طوفان رفض الخدمة يجتاح جيش الاحتياط الإسرائيلي

يديعوت 2023-07-18، بقلم: رونين بيرغمان: طوفان رفض الخدمة يجتاح جيش الاحتياط الإسرائيلي

“خدمتي جزء من شخصيتي. تلقيتُ من الدولة أدوات تتيح لي أن أدافع عنها بشكل يمكن لقلة من الناس أن يفعلوا ذلك. من ناحيتي، أن آتي لأعلن أني لن أخدم في الاحتياط هو كأن ينزع مني جزء من هويتي. لكني أعرف أن لا بديل آخر وأني ملزم بأن أقوم بهذا الفعل وإلا فإنني سأخون الدولة، قيمي وقيمها”.

اختلط صوت الرجل الشاب الذي قال هذه الأقوال، بالتوازي بالحزن والتصميم.

هو جزء من مجموعة صغيرة من رجال الاحتياط الذين يعتبرون أفضل الخبراء في إسرائيل، وربما الأفضل في العالم في السايبر الهجومي؛ عنصر مركزي في صراع إسرائيل ضد أعدائها.

في هذه المجموعة يندرج المهاجمون الإلكترونيون الأفضل لدى إسرائيل، والذين يسمونهم في أسرة الاستخبارات باللقب المغسول “باحثو مواضع الضعف”.

وهم يذكّرون قليلاً، بالسلوك وبالمظهر على حد سواء، بنجوم مسلسل الأفلام “ماتريكس” الذين يرون واقعاً كاملاً عبر رقمي صفر وواحد اللذين يركضان على الشاشة.

يخدم أناس هذه المجموعة في الاحتياط في شعبة الاستخبارات العسكرية، وكذا في “الشاباك” وفي “الموساد”، وفي الوحدات ذات الصلة.

مثل الطيارين القتاليين، يدور الحديث عن مجموعة صغيرة ومحدودة. تعد بضع عشرات من الجنود والضباط، معظمهم رجال احتياط من دونهم لا يمكن تطوير سلاح سايبر؛ لأنهم هم الذين يكتشفون الضعف الذي عبره يتسلل الحصان الطروادي إلى الحاسوب الهدف.

مثلما في حالة الطيارين، فإن أناس هذه المجموعة أيضاً يخدمون في الاحتياط في وظائف حرجة ليس فقط في زمن الحرب أو التدريب، بل يطالبون بأن يأتوا بين الحين والآخر بشكل جار، كي يقدموا من تجربتهم الخاصة، ويوافقوا مسبقاً على التطوع للخدمة حتى لو لم يتلقوا أمر النداء قبل ستين يوماً.

الرجل الشاب، الذين اقتبسنا عنه هنا، يرى في إلغاء علة المعقولية “خطوة أولى لتحول إسرائيل إلى دكتاتورية”.

بخلاف مئات عديدة من زملائه، ويبدو أنهم أصبحوا آلافاً ممن أعلنوا أنهم سيتوقفون عن خدمة الاحتياط حين يجاز القانون هو منذ الآن، بعد القراءة الأولى، أبلغ الجهة ذات الصلة في وحدته بأنه لا يعتزم الوصول إلى الخدمة.

هو لم يوبخ، ولم يلقَ العداء أو الاعتراض أو الاتهام. وهو بالتأكيد لم يتلقَ العقوبة التي وعدوا في الجيش بها من يتوقفون عن خدمتهم في الاحتياط.

بلع الجيش الإسرائيلي ببساطة هذا الحديث وكأنه لم يكن. تمتنع الوحدة منذ ذاك الحديث عن دعوته إلى الاحتياط، وهكذا يخرج الجميع كاسبين – هو أعرب عن احتجاجه، والجيش امتنع عن المواجهة المباشرة مع رجال احتياط، ويمكنه أن يقول بعد ذلك دون أن يكذب في تعقيبه في نهاية الأسبوع إن “أحداث عدم امتثال من يقدم خدمة الاحتياط إلى الخدمة هي موضعية وضيقة جداً. عموم الأحداث عولجت من القادة”.

لم يحصل هذا الحدث في تلك الحالات “الموضعية والضيقة جداً”، التي قدروا في الجيش أنها لم تتجاوز العشرة.

قصته ليست وحيدة. تماماً لا. فهي تكرر نفسها في الأسابيع الثلاثة الأخيرة في أماكن مختلفة في الجيش، المرة تلو الأخرى.

من جملة أحاديث مع رجال الاحتياط، ورسائل وبلاغات وكتب في مجموعات الواتس اب جمعناها مراسلة “يديعوت أحرونوت” ياعيل شخنوبر وأنا في الأيام الأخيرة، يتبين أن احتياطيين في جملة وظائف توقفوا عن الخدمة.

في بعض الحالات، بالتوازي، ودون صلة، بسبب فورية الحاجة إلى هؤلاء الأشخاص، بعضهم يتلقى مكالمة هاتفية من القائد بأنهم مطلوبون. عندما يسمع هو أو الجهة التي تدعوه بأن ليس لهم أي نية للامتثال بسبب الانقلاب النظامي، فإنهم يردون بحزن لكن ليس بغضب، وعلى الطريق يتمنون للجميع أياماً أفضل.

منذ تلك اللحظة تمتنع الوحدة عن دعوة الرجل إلى خدمة الاحتياط، وهكذا لا يكون رافضاً، وهم لا يحتاجون ليبلغوا المستويات الأعلى عن وجود مشكلة.

هذا الطوفان الذي يتعاظم ورد فعل الجيش الإسرائيلي يثبتان ميلين يعملان في اتجاهين متضاربين.

من جهة لا يدور الحديث فقط عن الطيارين، بل عن موجة متعاظمة تجتاح كل جيش الاحتياط، جيش الشعب. من جهة أخرى قام الجيش الإسرائيلي ببضع خطوات غيرت في واقع الأمر التعريفات والمقاييس بحيث يمكنه أن يعلن أن الحديث يدور عن حالات فردية فقط.

مساء أول من أمس عقب الجيش الإسرائيلي بشكل مختلف بحيث شطبت من تعقيبه “الموضعية والضيقة جداً”. لكن كتب فيه أن الجيش لا يتناول على الإطلاق التصريحات الصادرة في الموضوع. ومع ذلك سيعالج الجيش الحالات التي استدعي فيها رجال الاحتياط بأمر ملزم وأعلنوا أنهم لا يعتزمون الامتثال”.

بين الكلمات تختبئ مغسلة الأعداد. الجيش الإسرائيلي، في خطوة ذكية في المدى القصير حقاً وفي احتمال الضرر الخطير في المدى الأبعد قليلاً وما يليه، قرر أنه سيتجاهل كل البلاغات عن وقف خدمة الاحتياط. كما أنه لا يتناول التوجهات للجنود وللضباط للوصول إلى الخدمة الفورية الآن، مثلما هو متبع في هذه الوحدات ولرفض هذه التوجهات بسبب الانقلاب. ولأنهم يعرفون من سيرفض فإنه لا يوجد أي احتمال لأن يصلوا إلى وضع “أمر احتياط ملزم”؛ لأنه لن يرسل أبداً.

لعب الجيش الإسرائيلي بالتعريفات وبالمعطيات حيث قال على مدى أيام طويلة إنه لا توجد مشكلة، وبالتأكيد ليس الآن، وإن كل شيء تحت السيطرة.

هذا منعه من أن يدخل في مواجهة مع رجال الاحتياط، وكذا الحمام البارد الذي تعرض له قادة جهاز الأمن من نتنياهو في المرة السابقة حين وبخهم على أنهم لا ينجحون في منع “الرفض” في الجيش على حد تعبيره.

وتحت التعريفات الحالية لا يوجد رفض ولا يوجد خطر غضب نتنياهو على رئيس الأركان وضباطه الكبار.

يذكرنا الجيش برجل يجلس على قمة البركان الذي تقول له كل التوقعات إنه يوشك على الانفجار، لكن من ناحيته هو لا يزال يمكنه أن يستمتع بهواء القمم اللطيف.

وقال مصدر أمني رفيع المستوى، أول من أمس، إن “رئيس الأركان يوجه الجيش في مياه عاصفة.

هو الجهة المخولة لتقرر ومن الواجب عليه أن ينقل إلى القيادة السياسية انعكاساً دقيقاً لصورة الاستخبارات عن أعداء إسرائيل وكذا قوة رص الصفوف الداخلي في الجيش، وكذا وضع أهلية الجيش للحرب وللتصدي للتحديات الجارية.
ل

أسفي لا يهم ماذا سيحصل وكيف سيقع الأمر؛ فالجيش تضرر منذ الآن، وموضوع رص الصفوف بلا شك سيشغلنا جداً في السنوات القريبة القادمة”.

يوم السبت أجرى رئيس الأركان ووزير الدفاع، كلاً على حدة، بضعة أحاديث مع رجال احتياط قلقين جداً حاولوا أن يوضحوا لهما خطورة الوضع.

يحتمل أن تكون هذه الأحاديث أيضاً أدت إلى الأنباء التي خرجت من اللقاء بين الرجلين، مساء أول من أمس، وأفادت بأن رئيس الأركان أشار أخيراً إلى خطورة الوضع، أنباء ليس لها في هذه الأثناء تأكيد رسمي.

إذا كانت خطورة الوضع طرحت بالفعل على الطاولة فإن السؤال هو هل ومتى وكيف سيعرضانها على رئيس الوزراء وعلى الكابينت الأمني؟

من الواضح لقادة جهاز الأمن أن مجرد إجراء النقاش مع الوزير، أول من أمس، هو ارتفاع درجة ومستوى حيال وضع آخذ في الاحتدام. وبالتالي، رغم أنه لم يتقرر موعد بعد فإن نقاشا فورياً لدى نتنياهو، الرجل الذي يمكنه أن يقرر وقف عملية التشريع أو ربما أن يقرر أنه يمكن العمل دون أسراب الطيران وباقي الوحدات، هو أمر محتم.
إ

ذا كان رؤساء الاحتياط من كل الوحدات يقصدون بجدية ولا يوجد سبب للاعتقاد بأنهم لا يقصدون فإن رئيس الأركان وضباطه الكبار يتعين عليهم أن يقرعوا منذ الآن كل الأجراس. يحصل هذا، الآن، والآن أيضاً ربما هي اللحظة الأخيرة لوقف الانجراف قبل أن يأخذ معه كل منظومة الاحتياط ويمس بشدة بوحدة الصفوف، بالأخوة، وبالزمالة في الجيش الإسرائيلي كله.

من هنا وحتى هجر رجال الخدمة الدائمة والعاملين في “الموساد” و”الشاباك” والمس الشديد جداً بدافعية المتجندين الجدد الطريق قصير. ليتنا لا نشهده.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى