ترجمات عبرية

يديعوت: جو بايدن صهيوني وقلبه محطم

يديعوت 20-7-2023، بقلم: تسيبي شميلوبتس: جو بايدن صهيوني وقلبه محطم

صوّت مجلس النواب في الكونغرس الأميركي، الثلاثاء الماضي، بالتوازي مع لقاء الرئيس جو بايدن مع رئيس الدولة، إسحق هرتسوغ، على قرار يعرب عن “دعم مطلق لإسرائيل”. ويقضي هذا بأن “إسرائيل ليست دولة عنصرية أو دولة أبارتهايد”. مجرد طرح مثل هذا القرار على التصويت، الآن، يثبت أن الأقوال الشهيرة لهنري كيسنجر: إنه “ليس لإسرائيل سياسة خارجية بل سياسة داخلية فقط” صحيحة أيضاً في السياسة الأميركية الداخلية.

في نهاية الأسبوع الماضي، قالت إحدى المندوبات الديمقراطيات الكبيرات في مجلس النواب، باميلا جيابل، من ولاية واشنطن: إن إسرائيل “دولة عنصرية”: كان هذا خطأ سياسياً فادحاً، فلا يمكن قول أمور كهذه عن إسرائيل داخل المؤسسة في واشنطن. وفي غضون بضع ساعات تلقت جيابل ضربة على رأسها، من معظم أعضاء حزبها أيضاً، واضطرت لنشر توضيح.

رأى الجمهوريون المسيطرون في مجلس النواب ثغرة لتحقيق بضع نقاط سياسية، وسارعوا للتصويت على بيان تأييد لإسرائيل بلا شروط. فصوّت كل الديمقراطيين تقريباً لصالح القرار، بمن فيهم جيابل، لكن تسعة صوتوا ضد، وامتنعت واحدة. وهذا هو العدد الذي ينبغي التركيز عليه لنكون قلقين منه. فهو سيزداد فقط.

لقد أصبح اليمين في إسرائيل في العقد الأخير فظ الروح على نحو خاص في استخفافه بالولايات المتحدة – دولة من دونها ما كانت إسرائيل، اليوم أيضاً، لتبقى على قيد الحياة، لكنه محق في نهجه الأساسي: لا يوجد أي شيء تفعله حكومة إسرائيلية يدفع الولايات المتحدة لتغير موقفها من دولة إسرائيل. ليس حقاً، ليس أكثر من التصريحات في مستوى هذه الحدة أو تلك. لن يتغير هذا طالما كان جو بايدن رئيساً. لن يتغير هذا بالتأكيد تحت الإدارة الجمهورية. لكن جيل المستقبل الليبرالي، ذاك الذي سيتخذ القرارات بعد 20 أو 30 سنة، هو جيل آخر تماماً.

يضم هذا الجيل أيضا الكثير جداً من الشبان اليهود الذين ينظرون إلى دولة إسرائيل، تلك التي تسيطر بالقوة على شعب آخر ويتحكم بها أكثر فأكثر يمين ديني متطرف، وهم لا يريدون أي علاقة كهذه. كل استطلاع شامل أجري في السنوات الأخيرة بين اليهود الليبراليين – الأغلبية الساحقة من يهود الولايات المتحدة – يأتي بنتائج غير مسبوقة في العداء تجاه إسرائيل تحت قيادة بنيامين نتنياهو.

“المؤيدون الأكبر لإسرائيل”، قالت جيابل لـ”نيويورك تايمز”، “يشعرون بأنهم فقدوا المصداقية؛ لأن سياسة حكومة نتنياهو عنصرية جداً، وهم يريدون أن يسكتوا كل بحث نقدي في ذلك”. هي ليست مخطئة. يوضح التصويت السريع في مجلس النواب أن التأييد العملي لإسرائيل في واشنطن نفسها مؤكد في هذه اللحظة كما هو دوماً، ولكن دون أن تقصد فإنها توضح أيضاً أنهم يفهمون أنه خارج الـ 2.5 كيلومتر التي بين البيت الأبيض وتلة الكابيتول، تحركت الأرض حقاً.

بالضبط لهذا السبب دعا بايدن محلل “نيويورك تايمز”، توماس فريدمان، إلى غرفة في البيت الأبيض في اليوم الذي التقى فيه مع هرتسوغ كي ينقل رسالة واضحة عن تخوفه الكبير مما يجري في إسرائيل. بايدن ليس جيابل، هو ليس ألكسندريا أوكسيو كورتيز أو رشيدة طليب. بايدن صهيوني حقيقي يحب إسرائيل أكثر من أي رئيس أميركي حديث. لقد بدأ يفهم أن ما كان ليس ما سيكون بعد أن يغادر، وتحطم قلبه.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى