ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  عفيف أبو مخ – مؤتمر المناخ ، الفرصة المفوتة

يديعوت – بقلم  عفيف أبو مخ – 3/11/2021

” تعلمنا في الكورونا بانه لا يمكن الفصل بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية لان هذه ارضا واحدة، هكذا يجب أن نفهم انه في ازمة المناخ يوجد دوما طرف آخر “.

“منذ 1967 اقتلعت اسرائيل ملايين الاشجار وبينها 800 الف شجرة زيتون. المستوطنات الاسرائيلية، المحاجر، المزابل ومكبات القمامة الكيميائية والالكترونية هي الملوثة الاساس للبيئة في فلسطين” – هكذا أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني، د. محمد اشتيه، في مؤتمر المناخ في غلاسكو، وعمليا اتهم اسرائيل والاحتلال الاسرائيلي بالمشاكل البيئية في الضفة الغربية وفي غزة. رئيس الوزراء، نفتالي بينيت، الذي صعد للخطابة بعده بقليل، تجاهل اقواله تماما وتعهد بان تقلص اسرائيل انبعاث غاز الدفيئة الى الصفر حتى 2050 وتتوقف بالتدريج عن استخدام الفحم حتى العام 2025. 

ينبغي الامل في أن تفعل حكومات اسرائيل الحالية والتالية بعدها كل شيء كي تحقق الهدف الذي وضعه بينيت، ولكن من الصعب أن المرور مرور الكرام على تجاهله الشامل لاقوال المندوب الفلسطيني في المؤتمر. فهذا استمرار للسياسة التي تبناها سلفه في المنصب في السنوات الاخيرة في كل ما يتعلق بالمسألة الفلسطينية. معقول الافتراض بان بينيت لم يرغب في أن يدرج في خطابه كلمات مثل “فلسطين”، او “السلطة الفلسطينية” قبل لحظة من التصويت الحرج على الميزانية، والتي اذا نجحت ستضمن اغلب الظن استمرار ولايته في المكتب  في القدس حتى موعد التناوب. ومع ذلك كان من الافضل لو ان رئيس الوزراء وحاشيته تبنوا نهجا آخر وتناولوا الادعاءات الفلسطينية – في النهاية من يعاني من الازمة البيئية هو كلنا، اسرائيليين وفلسطينيين على حد سواء. ولعله بدلا من التجاهل، كان يجدر الاعلان امام زعماء العالم: “يا د. اشتيه، استمعت لما قلته – هيا نتعاون ونكافح أزمة المناخ معا”.

يمكنكم انه تتصوروا ماذا ستكون عليه ردود الفعل في مؤتمر المناخ وفي ارجاء العالم لو ان هذه الجملة القصيرة قالها بينيت. 

نعم، رد فعل كهذا كان يمكنه أن يؤدي الى شجب من جانب بعض من اليمين المتطرف ولكن هذه هي الاماكن التي تختبر فيها الزعامة. الزعامة ليست محاكاة للاخرين بل ابداع وخط طريق جديد – طريق يمكنه أن يساهم في تخفيض مستوى اللهيب في النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني الذي لا ينتهي، ولعله يساعده ايضا في ميل التمركز كي يحقق تأييد ناخبين جدد. 

وأخيرا يجب أن نفهم: الكفاح ضد أزمة المناخ هو كفاحنا جميعا، وعلاقات عامة فارغة من المضمون ومفعمة بالاعتبارات السياسية لن تحل اي شيء بل ستؤدي الى تخليدها. وكمن تعلمنا في الكورونا بانه لا يمكن الفصل بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية لان هذه ارضا واحدة، هكذا يجب أن نفهم انه في ازمة المناخ يوجد دوما طرف آخر.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى