ترجمات عبرية

يديعوت – بقلم  سيما كدمون – على زمن مستقطع

يديعوت – بقلم  سيما كدمون – 24/12/2021

” لكل من شارك في الكابينت: لا يوجد أي سبيل لوقف الاوميكرون الا اذا جلس كل منا في بيته في اغلاق تام. لا يمكن حقا عمله هو وقف الوتيرة. كسب الوقت لاجل السماح للناس بالدفاع عن انفسهم وعمل كل شيء لتشجيعهم على التطعم “.

شُخصت صديقتي الطيبة “ن” يوم الثلاثاء باصابتها بالكورونا، بعد اسبوع من عودتها من نيويورك. وقيل لها انها مصابة بمتحور الاوميكرون. هذه تبدو ظاهرا قصة واحدة من بين قصص عديدة لمن اصيبوا بالمتحور الجديد. غير ان قصتها هي مثال ممتاز على الشكل الذي تتعاطى به وزارة الصحة مع الجائحة. فقد مرت نحو سنتين  منذ نشوب الجائحة، ومع ان الحديث هنا يدور عن سلالة جديدة وغير معروفة لا يوجد اي مبرر لحملة العذاب الذي يجتازها كل من يضطر لان يدخل الى هذا المسار من انعدام اليقين، التعليمات المتضاربة، الفحوصات البيتية، فحوصات الـ PCR والحجر.

تبينت تلك الصديقة كمصابة بعد أربعة فحوصات سلبية. الأول أجرته قبل صعودها الى الطائرة، الثاني عندما هبطت في البلاد، الثالث بعد نهاية الحجر وفحص بيتي آخر خرجت منه أيضا نتيجة سلبية. وفقط عندما بدأت تعاني من الحرارة غير العالية توجهت بمبادرتها لفحص خامس  تبين نتيجته ايجابية.

تصوروا فقط كم مريضا نقلت اليه العدوى دون معرفتها وكم صعبا كانت استعادة مسار العدوى الذي اجتازته في الأسبوع الذي بين هبوطها ولحظة تبين اصابتها. يدور الحديث عن عشرات الأشخاص. كل من خالطها في هذا الأسبوع وتلقى اخطارا عن ذلك مطالب بان يجري فورا فحص كورونا وان يدخل لحجر لاسبوع وان يجتاز فحص آخر اذا ما تبين سلبيا، ستحرره النتيجة من الحجر.         

في هذه الحالة فقط يدور الحديث عن عشرات الأشخاص الذين دخلوا هذا  الأسبوع الى الحجر. وعندها تأتي مرحلة الأسئلة: اذا دخلت في حجر بسبب الاختلاط بمريض مؤكد، كم من الوقت يقاس الاختلاط: دقيقة؟ ربع ساعة؟ اذا مررت به فقط او أدخلت الرأس  الى غرفته فهل تعتبر هذه مخالطة؟ الجواب، يتبين، منوط باي موظف التقيت عندما اجبت أخيرا على مكالمتك. يوجد احد ما تكفيه دقيقة كي تتخلى عن حريتك في أسبوع، وهناك من هم اكثر مرونة فيسمحوا لك بربع ساعة.

والان حاولوا ان تتصوروا كيف ستكون حياتكم بعد شهر من اليوم، إذ هكذا ستكون. كل واحد منكم سيكون هو هذا الشخص الذي أصيب او الذي دخل الى الحجر بسبب مخالطته لمريض مؤكد. لا، بينيت لا يبالغ حين يقول انه بعد شهر،  خمسة أسابيع، سيكون نحو مليون شخص في الحجر. في بريطانيا بات الحديث يدور منذ الان عن  اكثر من مئة الف شخص مؤكدة اصابتهم في اليوم. نحن أيضا، شهدنا في الماضي عددا كبيرا من المؤكدة اصابتهم. ولكن ما سنشهده الان لا يشبه أي شيء شهدناه من قبل. 

عندما نتعرض للنموذج الرياضي، يخيل أننا نشاهد فيلم علم خيالي عن الأوبئة. اذا كان في اليوم يوجد 20 الف مريض، كل واحد منهم يدخل الى الحجر 10 اشخاص فقط ففي غضون  أسبوع سيدخل الى الحجر نحو مليون ونصف شخص. بتعبير آخر، قد لا يكون كل واحد منا مريض بالفيروس، ولكن تقريبا كل واحد منا سيدخل الى الحجر.  هذا سيكون حجرا بالجملة. والتجربة الشخصية لصديقتي ستكون قريبا تجربة الدولة.

في الكابينت الأخير الذي شارك فيه أناس وزارة الصحة وخبراء خارجيون، أوضح الوضع بشكل حاد للغاية. البروفيسور عيران سيغال من معهد وايزمن، المعتدل نسبيا اجمالا في توقعاته، ما كان يمكنه ان يقدم النبرة المتفائلة. فقد قال لنفترض ان الاوميكرون اضعف من الدلتا، ومن عدد المؤكد اصابتهم يوجد مرضى صعاب اقل. المشكلة، قال انه سيكون مرضى اكثر، وهكذا فان كمية المرضى الصعاب ستكون اكثر بـ 2، 3، 4 اضعاف سلالة الدلتا.

بخلاف الكابينت السابق الذي خرجت منه بشرى انعدام الصلاحيات وانعدام  الانسجام، هذا ما لم يحصل هذه المرة. حتى ليبرمان، الذي سجل في المرة السابقة وسرب كمن يستخف بخطورة الوباء ويقترح التعاطي معه كالانفلونزا سمع هذا الأسبوع متوازنا اكثر بكثير. فهو يعتقد انه ينبغي اخذ مهلة بين القرارات كي نرى كيف تعمل وعندها نجري تقويما للوضع. ولكن مع كل عطف وزير المالية للوضع الاقتصادي، النفسي والتشغيلي للجمهور فان شيئا واحدا قيل بوضوح: ليبرمان لا يعتزم نثر المال من المروحية.

ليبرمان يصر على ان يوضح بانه يحترم رأي الكابينت حتى لو لم يكن متفقا معه. من اللحظة التي يتخذ فيه القرار، يكون ملتزما به تماما. إذ ان القيمة العليا في نظره الان واحدة الا وهي الحفاظ على سلامة  الحكومة. هذا هو سلم أولوياته.

الاقتراحات التي طرحت في الكابينت واخذ بمعظمها، مثل القرار بإخراج 50 في المئة من موظفي القطاع العام للعمل من البيت او تطبيق الشارة الخضراء والشارة البنفسجية في المجمعات التجارية. ستنفذ الأسبوع القادم. كان واضحا لكل من شارك في الكابينت: لا يوجد أي سبيل لوقف الاوميكرون الا اذا جلس كل منا في بيته في اغلاق تام. لا يمكن حقا عمله هو وقف الوتيرة. كسب الوقت لاجل السماح للناس بالدفاع عن انفسهم وعمل كل شيء لتشجيعهم على التطعم. 

كان يفترض بقرارات الحكومة ان تزيد جدوى التطعيم. أمور كثيرة كان يمكن عملها حتى الان دون تطعيم أيضا – استبعدت الان. القرار الذي بموجبه يسمح بان يتعلم فقط الصف الذي فيه اكثر من 70  في  المئة مطعما والباقي يتعلمون من البيت كفيل بان يحسم الامر لدى الأهالي الذين كابوس حياتهم الأكبر  هو العودة لان يكونوا مع الأولاد في البيت. 

كما ان توسيع الشارة الخضراء سيشجع الناس على التطعم. فاذا كان  ينبغي لاجل  الدخول الى المحلات ان تكون مطعما او ان تجري الفحوصات المرة تلو الأخرى فالناس سيتوجهون الى التطعم. كما أن وقف تمويل الدولة لفحوصات المضادات كفيلة بان تكون مصدر ضغط. ولكن شيئا لم يحصل اذا لم يفهم الناس بان كل ما تم الان هو مجرد كسب الوقت. بناء رواق من عدة أسابيع لكل واحد للدفاع عن نفسه. من لا يفعل هذا سيجد نفسه بعد أسبوع – اسبوعين  يجلس في البيت في الحجر، ينتظر الفحص ويتعذب هل أصيب ام لا.  هل فعل كل ما ينبغي لان يحمي نفسه وعائلته. وهل استخدم على نحو صحيح الزمن الذي اشترته الحكومة له ام ببساطة اضاعه.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى