ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم اليكس فيشمان – المال للفلسطينيين ، سلفة على حساب الضم

يديعوت– بقلم  اليكس فيشمان – 14/5/2020

الامر الاساس الذي يشغل بال المجتمع الفلسطيني في الضفة اليوم هو الوضع الاقتصادي. اذا حرصت اسرائيل على العمل وضخت المال، فستعود الحياة الى مجراها الطبيعي. وعندها فانه حتى الضم سيمر بسهولة ما يسمى “ضم متنور“.

اليوم فقط يدخل بيني غانتس تحت خيمة عقد القران، ولكن العريس أوضح له منذ الان كيف سيكون هذا الزواج ومن الذي سيتخذ القرارات المركزية في هذه الزيجة. ليس واضحا بعد، مثلا، ما هي الشروط التي يطرحها غانتس لضم غور الاردن– ولكن نتنياهو أخذ منذ الان قرضا وبدأ ينثر المال على اعداد التربة للضم.

في الايام الاخيرة اتخذ رئيس الوزراء قرارا اقتصاديا – سياسيا ثقيل الوزن:  لمنح السلطة الفلسطينية قرضا بمبلغ 800 مليون شيكل، معقول جدا الا ترى اسرائيل منها قرشا عائدا، اضافة الى ذلك،  ستحول 500 مليون شيكل الى السلطة في كل شهر في النصف سنة القريبة القادمة على حساب أموال الضرائب التي تجمعها اسرائيل لها، حتى وان لم تصل هذه الى مستوى هذا المبلغ بسبب الابطاء الاقتصادي. حتى الان كانت اسرائيل سخية في توزيع المال القطري كي تشتري الهدوء في الشارع الفلسطيني. اما الان، إذ تقام الحكومة، تبدأ ساعة الضم بالدق السريع واسرائيل تمتشق المال من جيبها كي تهديء الطرف الاخر. بيد واحدة تنفذ اعتقالات ليلية منعا لاشعال الارض حول الضم، وفي اليد الثانية تزيت الاقتصاد الفلسطيني كي تهديء المواطنين.

نتنياهو يسمي هذا “السلام الاقتصادي”. ان يلقي للفلسطينيين بعظمة، ان يسمح لهم بنسيج حياة افضل، مما سيذيب الحماسة الايديولوجية. وحسب هذا الفكر، فان الفرصة التي تخلقها اسرائيل للفلسطينيين لان يعيشوا برفاه نسبي، مقارنة بما يجري في الدول المجاورة ستتغلب على الدافع للخروج الى صراعات تحقيقا لاهداف سياسية. لقد اثبت فكر نتنياهو هذا نفسه في العقد الاخير كقصة نجاح: الحروب في غزة، احداث الحرم، نقل السفارة الامريكية الى القدس، خطة ترامب، توسيع البناء في المناطق، وعشرات اخرى من الاحداث التي اعتبرت في حينه كاحداث تؤدي الى تفجير الوضع – مرت بهدوء نسبي، بعد أن سمحت اسرائيل في غزة وفي الضفة بنشاط اقتصادي كهذا او ذاك. صحيح أنهم في شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” صرخوا “ذئب ذئب”، ولكن هذا الذئب لم يظهر.  ليس هناك لدى نتنياهو ظاهرا ما يدعوه الى التأثر بالتحذيرات. فالشارع الفلسطيني، بالعموم، غير مكترث. هكذا مثلا أعلن وزير الدفاع المنصرف بينيت يوم الثلاثاء عن اقامة مصعد للمعوقين في مغارة الماكفيلا. وصرخت العناوين الرئيسة في الصحف الفلسطينية بان هذه بداية الضم، وأعلن وزير الشؤون المدنية في السلطة حسين الشيخ عن الغاء اتفاقات الخليل – وشيء لم يحصل. حماسة اخرى.

في اسرائيل يواصلون التعويل على أنه سيعود قريبا بضع عشرات الاف الفلسطينيين الى العمل في اسرائيل وفي المستوطنات، وسيكون الهدوء – إذ ان أزمة الكورونا أدت لان يكون اليوم في الضفة 100 الف عائلة فقيرة اخرى. من اصل 142 الف مصلحة تجارية والتي هي القلب النابض للاقتصاد في الضفة، توقفت 100 الف عن العمل. 450 الف عامل يعتبرون كـ “متضرري الكورونا”. وفي الاستطلاعات الداخلية للسلطة فان 80 في المئة من السكان اشاروا الى أنهم فقدوا بشكل كامل أو جزئي مصدر دخلهم. وحسب هذه الاستطلاعات فان الامر الاساس الذي يشغل بال المجتمع الفلسطيني في الضفة اليوم هو الوضع الاقتصادي. اذا حرصت اسرائيل على العمل وضخت المال، فستعود الحياة الى مجراها الطبيعي. وعندها فانه حتى الضم سيمر بسهولة ما يسمى “ضم متنور”.

يوجد احتمال ان ينجح السلام الاقتصادي مرة اخرى، ولكن يوجد ايضا احتمال أن يغير الضم سلبا الوضع الاستراتيجي لاسرائيل. وقد تعهد نتنياهو منذ الان لخطوة احادية الجانب، ولعل غانتس لن يقاسمه اكاليل الغار، ولكن اذا كان  الثمن باهظا فان هذه ستكون مسؤولية مشتركة. غانتس سيكون هو الذي سيدفع الثمن حتى آخر قرش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى