ترجمات عبرية

يديعوت: بطاقة أميركية صفراء واضحة لإسرائيل

يديعوت ٦-٣-٢٠٢٤، بقلم يوآف ليمور: بطاقة أميركية صفراء واضحة لإسرائيل

كل من يدعي بأنه يفهم شيئاً ما في الاستراتيجية السياسية والعسكرية عليه أن ينظر الى التدهور الخطير لعلاقات إسرائيل – الولايات المتحدة. دولتان توجدان على مسار سريع للصدام من شأن نتائجه ان تكون محملة بالمصيبة لإسرائيل.
شهادات على الوضع الصعب الذي علقت فيه العلاقات لا تنقص. الأخيرة بينها قدمتها نائبة الرئيس كاميلا هاريس التي قالت اننا “نحتاج الى وقف نار فوري” في غزة. تحدثت هاريس ظاهرا باسمها، لكن مشكوك ان تكون تفعل ذلك دون تنسيق مع الرئيس. من هنا، يجب ان نرى في اقوالها بطاقة صفراء واضحة لإسرائيل، بعدها قد تأتي بطاقة حمراء في شكل طلب رئاسي لوقف القتال في غزة.
في القدس يتهمون إدارة بايدن في أنها لم تصمد امام ضغوط محافل اليسار في الحزب الديمقراطي وقلصت التأييد للمعركة في غزة. هذه صورة جزئية جدا للامور: على مدى اشهر طويلة اعطى بايدن لإسرائيل ظهراً سياسياً وعسكرياً لم يسبق له مثيل في تاريخ العلاقات بين الدولتين. لولا تأييده لكانت إسرائيل منذ زمن بعيد توقفت عن القتال في غزة بسبب النقص في السلاح، وبالتوازي اضطرت لأن تتصدى لقرارات (وربما حتى عقوبات) مجلس الامن في الأمم المتحدة ضدها.
مقابل هذه المظلة الواسعة طالب الاميركيون إسرائيل ان تزيد المساعدات الإنسانية لغزة، وتبحث معهم في اليوم التالي للحرب. إسرائيل رفضت، خوفاً على مستقبل الحكومة في ضوء الخوف من انسحاب المتطرفين من اليمين منها. بايدن غضب وادعى بانه بينما ينزف سياسيا في الولايات المتحدة من اجل إسرائيل نتنياهو يرفض ان ينزف سياسياً لأجل بلاده هو. مسؤولون كبار في الإدارة في واشنطن حذروا حتى من أنه في التركيبة الحالية للحكومة، وفي ضوء سياستها، تجعل إسرائيل نفسها بالتدريج دولة منبوذة.
من الصعب التقليل من خطورة تداعيات التردي في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة. سياسيا، من شأن هذه التداعيات ان تجد تعبيرها ليس فقط في الخطر على الفيتو التلقائي في مجلس الامن، بل وأيضا في العلاقات مع دول أخرى وحتى مع دول عربية، رأت حتى الآن في إسرائيل بطاقة دخول الى واشنطن. امنيا – عسكريا من شأنها أن تثقل على مسيرات المشتريات والمساعدات، وفي المستقبل أيضا على أوجه تعاون مختلفة. قانونيا، من شأنها ان تورط إسرائيل في محافل دولية، ضمن أمور أخرى على خلفية المرسوم الرئاسي الجديد الذي يشترط كل مساعدة أميركية بطاعة القانون الدولي (كما تفسره الولايات المتحدة).
طالما كانت إسرائيل تعمل يدا بيد مع الأميركيين، فانها كانت آمنة بكل هذه الجبهات. اختيار نتنياهو لشركائه من اليمين بثمن التخلي عن السند الاستراتيجي في واشنطن من شأنه ان يغير سلبا الواقع كما عرفناه في العقود الخمسة الأخيرة، ودون ان يكون لإسرائيل أي بديل – سياسي، امني، قانوني او اقتصادي.
معقول أن يكون بيني غانتس سمع امس اقوالا بهذه الروح في لقاءاته في واشنطن (ضمن آخرين مع هاريس وبلينكن). معقول أيضا ان يكون غانتس حاول تبريد الخواطر وخلق مجال عمل آخر لإسرائيل قبيل إمكانية عملية في رفح وإمكانية توسيع المعركة في لبنان.
بهذا الاعتبار فان رحلته هي نعمة لإسرائيل. من ليسوا قادرين على أن يفهموا هذا يعانون من عمى استراتيجي خطير. أولا وقبل الجميع هو وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي وصف غانتس “بالحلقة الضعيفة” وادعى بان واشنطن تحاول دق اسفين في الحكومة. سموتريتش نفسه، كما ينبغي أن نذكر هو شخصية غير مرغوب فيها في الإدارة، شريك مخلص لايتمار بن غفير في قيادة المسيرة الخطيرة التي تتحول فيها إسرائيل بسرعة من نور للاغيار الى ظلام لنفسها.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى