ترجمات عبرية

يديعوت: الصفقة من منظور أمني: جيّدة

يديعوت 2023-11-24، بقلم: عاموس جلعاد: الصفقة من منظور أمني: جيّدة

القرار في الصفقة لتحرير الرضع، الأطفال، الطفلات، الشباب والشابات هو قرار صعب، معقد – لكنه جدير بالثناء. فهو يعبر عن التزام إسرائيل باستعادة المخطوفين والمخطوفات إلى الديار، بعد أن فشلت دولة إسرائيل تماماً في منع اختطافهم مثلما في منع باقي الأفعال الفظيعة التي ارتكبت في ذاك السبت اللعين إياه.
فإعادة المخطوفين هو هدف أعلى ويجب عمل كل شيء لأجل إعادة الجميع إلى الديار وإلا فإن الأمر سيعد وصمة على إسرائيل إلى الأبد.
وفضلاً عن ذلك، فإن هذا هو أيضاً قرار ذو معنى هائل للأمن القومي والمناعة الوطنية، المرتبطين الواحد بالآخر: ليعلم كل مواطن أنه إذا ما وقع في أسر وحوش حماس، فإن دولة إسرائيل ستفعل كل شيء كي تعيده إلى بيته.
ثمة من يعارضون الصفقة التي تتضمن وقف نار بدعوى أن الأمر سيمس بزخم الحملة ضد حماس. لكنهم، بلغة أنيقة، مخطئون تماماً – بل ويمسون بالقيم اليهودية الأكثر قدسية المتمثلة بـ “كل إسرائيل كفيل الواحد بالآخر”.
وفي كل ما يتعلق بمعالجة الأسرى والمفقودين، فإن القانون واضح: ما لا تتفق عليه اليوم، يحتمل ألا يكون ممكنا أن تحققه غداً. أو بكلمات بسيطة: كل يوم من البؤس يمكن توفيره عن الأطفال والرضع وباقي المخطوفين والمخطوفات جدير وضروري.
يمس شغاف القلب أن رئيس الولايات المتحدة بايدن يفهم هذا بعمق، ولهذا فهو يمارس كامل نفوذه على قنوات الوساطة المختلفة بهدف تحقيق الصفقة.
بالفعل، يحتمل أن يكون زخم الهجوم الإسرائيلي قد يتوقف بسبب وقف نار من أربعة أيام أو أطول منها، وهذا بالطبع عامل مهم في منظومة الاعتبارات، لكن يمكن أن نستمد التشجيع من أن بايدن نفسه قال إنه يتماثل مع الهدف الاستراتيجي لإسرائيل لسحب قدرات حماس كجهة إرهاب وكحلقة في محور الشر بقيادة إيران. وإلى هذا انضم أيضاً المستشار الألماني شولتس ومعظم قادة العالم الحر.
لا خيار لإسرائيل غير إسقاط حكم حماس، ولديها تأييد العالم في ذلك.
ادعاء آخر يوجب التناول هو أنه لا يمكن الاعتماد على حماس في أن تنفذ شروط الصفقة – وهذا ادعاء صحيح. وعليه فيجب استخدام الاستخبارات بكل قدراتها لأجل التأكد من أن حماس لا تخدع إسرائيل، وبالتوازي ممارسة روافع ضغط أميركية وقطرية لمنع الخداع.
خرق الصفقة سيوجب موقفاً لكن حالات متنوعة من “تسريب” نار خفيفة ستحتاج إلى فحص كل حالة على حدة قبل أن تتقرر عودة إلى الحالة الحربية.
في هذه الفرصة يمكن أن نشير إلى خطأين استراتيجيين لزعيم حماس يحيى السنوار واللذين سيكلفانه ثمناً باهظاً جداً: الأول هو أنه قدر بأن أفعال الفظاعة والتسلل المكثف لإسرائيل سيؤدي إلى تقويض أساسات وجود الدولة – حتى لو كان صحيحاً لـ 7 أكتوبر أنه كان محقاً، فقد انتعشت الدولة ونهض الجيش الإسرائيلي كالسبع من مربضه وأبدع في استخدام قدراته المهنية.
الثاني، قدر السنوار أنه على أساس صورة ضعف إسرائيل ستبدأ هجمات متداخلة من الدولة وخارجها – لكن الأمر لم يحصل، وحتى الهجمات من جهة حزب اللهستان وحوثيستان لا تشكل تهديداً شاملاً مثلما توقع.
اليوم نحن نترقب عناق المخطوفين والمخطوفات الذين سيعودون إلى دولة إسرائيل ونتمنى لهم كل الخير.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى