ترجمات عبرية

يديعوت: استخدام أسلحة يوم القيامة من قبل الطيارين ضرر مباشر لأمننا جميعًا

يديعوت 16-7-2023، يوسي يهوشع: استخدام أسلحة يوم القيامة من قبل الطيارين ضرر مباشر لأمننا جميعًا

مثل درجات الحرارة التي تعلو قبيل ذروة الصيف، هكذا تبدو الأجواء في إسرائيل؛ تتصاعد عبر حدثين دراماتيكيين وخطيرين: تهديد وحدة منظومة الاحتياط كاحتجاج ضد التشريع القضائي، وضغط متزايد يمارسه نصر الله في خط الحدود الشمالي، في محاولة لإعادة تصميمه. مع ذلك، لا يوجد طريق سهل للقول: حجم الساعة يستوجب مسؤولية وطنية قصوى، سواء من جانب رئيس الوزراء أم المهددين بالرفض.

من المهم الإيضاح بأن الأمين العام لـ “حزب الله” لم يقرر وحده بأن اللحظة قد حانت لفحص صبر إسرائيل بقوة أكبر، يبدو أن إيران ضغطت عليه كي يرفض خفض مستوى اللهيب مع إسرائيل، ويجبي منها ثمناً لم تنجح طهران في جبايته. الوحش الإيراني يعزو لإسرائيل غير قليل من الأمور والتعليمات للفرع اللبناني، هي إيلام الجار الجنوبي دون تدهور إلى حرب شاملة: مع ذلك، يعد “حزب الله” 2023 مشروعاً استثمرت فيه مبالغ طائلة؛ نحو مليار دولار في السنة حسب التقديرات، على أمل أن يشكل “ضربة ثانية” في حالة هجوم إسرائيل على منشآت النووي لنظام آية الله.

وعليه، فإن المهمة الآن هي تآكل الجيش الإسرائيلي والمس بالردع. يمكن لهذه الأهداف أن تتحقق ليس فقط في الشمال، فإيران تشجع عمليات في الساحة الفلسطينية أيضاً. اسم اللعبة هناك هو “ما يخرج يرضيني”. ربما يعول نصر الله على حادثة تؤدي إلى بضعة أيام قتالية، لكن هذا ليس علماً دقيقاً: ربما يفر منه حدث ما، أو يخرج التصعيد عن السيطرة. وعليه، ربما يكون مريحاً لـ “حزب الله” ولأسياده من طهران استخدام الفلسطينيين في لبنان، كما حدث في التسلل الخطير الذي انتهى بأعجوبة فقط بمحاولة العملية في مفترق مجدو. إضافة إلى ذلك، عاد نصر الله ليعتمد على الأعمال التكتيكية في جدار الحدود، إذ يريحه أن يؤكد بأنه “درع لبنان”، فيحصل بذلك على شرعية داخلية في دولة تزدحم بالمشاكل. وثمة جبهة أخرى، وهي منع الجيش الإسرائيلي من بناء عائق في خط الحدود، مما يفترض به أن يصعب على قوة “الرضوان” التسلل إلى بلدات الشمال عند الحرب.

وعليه، ينبغي مراجعة حادثة أمس في “هار دوف”، وهي حادثة تضاف إلى تسخين الجبهة: استفزاز شارك فيه أيضاً عضو برلمان لبناني اجتاز “الخط الأزرق” مع عدد من الصحافيين، واجه هذه المرة رداً سريعاً بنار ووسائل لتفريق المظاهرات. غير أن هذا لا يغطي على الحدث الخطير والمحرج المتمثل بسرقة الكاميرات من الموقع قرب مطلة. قيادة الشمال تحقق في الحدث، لكن عليها أن تستوعب بأننا لم نعد في سلوك واهن قد يؤدي إلى حدث تأسيسي تختبئ حرب في آخره. لقد سبق أن كنا في هذا الفيلم قبل 17 سنة. فلا يمكن، وعملياً، محظور أن نفصل خطوات “حزب الله” عما يحصل داخل إسرائيل. نصر الله، وهو رقم 2 في محور الشر بعد تصفية قاسم سليماني وشخص مع أحاسيس حادة بعامة وفي كل ما يتعلق بإسرائيل بخاصة، يرى المشاهد ويسمع الأصوات ويفهم جيداً معنى تهديدات الطيارين، ومعهم مقاتلو الاحتياط في “سييرت متكال”. كما أنه يعرف بأن الدراما كانت ولا تزال لدى رجال الطواقم الجوية الذين يشكلون ما لا يقل عن 50 في المئة من عموم الأسراب العاملة.

النتيجة هي أن الجيش والحكومة ممسوكان عملياً من العمق من مجموعة من الأشخاص لا ينبغي التقليل من مساهمتهم، لكن لا يمكن الاستخفاف بإمكانات الضرر الكامنة التي يتسببون بها لضمان الجيش الإسرائيلي. والمقصود ليس فقط المس بالأهلية الأمنية، بل قواعد نشاط الجيش الأساسية: يأتي التهديد اليوم من جانب معارضي خطط الحكومة، وغداً من رجال الاحتياط من الطرف الآخر من الخريطة السياسية ممن سيضغطون على الزر الأحمر بعبقرية بسبب تشريع لا يستوي مع فكرهم.

صحيح ومسموح الاحتجاج بقوة، لكن استخدام سلاح يوم القيامة هو مس مباشر بأمننا جميعاً. في هذه الأثناء، يتبنى رئيس الأركان وقائد سلاح الجو لعبة الدجاجة ولا يعلنان ما سيكون مصير من لا يمتثل. علينا أن نتضامن مع أزمة الفريق هرتسي هليفي، فالمسؤولية تبدأ لدى رئيس الوزراء ووزرائه. وإذا ما استمرت الرسالة في غموضها، سيتسع الصدع، ويؤشر إلى أن كل جدال دراماتيكي في الشعب سيحسم في محكمة العدل العليا بطياري سلاح الجو. هذا وضع لا يطاق، وهو يجري في هذه اللحظة دون أن يبذر نصر الله صاروخاً واحداً من ترسانته الهائلة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى