ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت – بقلم سيفر بلوتسكر – وهم ذاتي …!

يديعوت– بقلم  سيفر بلوتسكر  – 12/8/2021

” احتواء الموتى كايديولوجيا خطير وعلى الحكومة أن تفيق من وهمها وتتخذ الاجراءات اللازمة التي ستنقذنا من الوباء وستنقذها هي نفسها من السقوط “.

قبل عصور مضت، أي قبل شهرين¬، كتب على هذه الصفحة تحت عنوان “الفيل الذي في الغرفة”: “واضعو الوثائق التأسيسية للحكومة الجديدة تجاهلوا على الاطلاق امكانية عودة جائحة الكورونا. تفاؤل غير حذر: يوجد احتمال كبير لعودة الكورونا بين نهاية آب وبداية ايلول، ويحتمل أن قبل ذلك بكثير اذا ما نجح احد المتحورات العنيفة للوباء ليس فقط في اجتياز حاجز مطار بن غوريون بل وايضا التفشي بسرعة بين السكان… لاول مرة منذ اشهر يرتفع معادل العدوى فوق 1، هي وضع يوصف كتفشٍ للوباء وليس كافول له”. في ذاك المقال طرحت ايضا، استنادا الى الخبراء، اقتراحات السيطرة على الوباء. ولكن الحكومة لم تتبنى اي منها. التتمة معروفة. انتقلت اسرائيل من حالة دولة نموذج للنجاح في مكافحة الفيروس الى دولة نموذج لفشل الكفاح. والان بتنا على مسافة خطوة من فقدان السيطرة على موجة كورونا رابعة في الطريق الى آلاف المرضى الحرجين، وحكومة التغيير برئاسة بينيت على مسافة خطوة من فقدان السيطرة. ليس بسبب الميزانية  لـ 2021 – 2022 وليس بسبب التوتر المتصاعد والمرتقب في المناطق بل بسبب ما يفسره الجمهور الغفير كسياسىة خرقاء لا مثيل لها في التصدي للكورونا. 

يفسر وهو محق.  لا  يمكن ان نفهم  جر الارجل ومناورات تملص الحكومة الا كغياب القدرة على عمل ما ينبغي عمله. لا يوجد اي خيار ايديولوجي هنا بل فقط فشل مدوٍ في التنفيذ. سخيفة ومثيرة للحفيظة هي بالتالي محاولة وزيرة الداخلية آييلت شكيد عرض عجز حكومتها كفكر ايديولوجي وتفسير الامتناع عن اتخاذ خطوات لازمة جدا لابطاء الوباء كاختيار واع  “لاحتواء الموتى”. هراء وترهات. في كل مرحلة من مراحل اللحاق بذيل الوباء آمن الوزراء في كابينت الكورونا بان ها هم يلحقون به، يمسكون بذيله دون أن ينصتوا الى الخبراء ودون ان يفرضوا قيودا مغيظة. عاشوا في فقاعة وهم ذاتي لم يتفجر حتى عندما لطمهم الواقع على وجوههم بشدة وواصل الوباء في الارتفاع. هكذا رأى ويرى الجمهور ذلك؛ هذا القرص مر بما يكفي دون تبريره بسم فلسفي. 

ان  لعرض العجز التنفيذي للحكومة كخيار اخلاقي واعٍ من شأنه أن تكون تداعيات على عموم نسيج العلاقات بين الدول ومواطنيها. فمثلا: يقتل كل سنة في اسرائيل في حوادث الطرق بالمتوسط نحو 330 شخصا. فهيا “نحتوي” هؤلاء الموتى ونتخلى عن الجهد لتحسين الامان على الطرق.  “ننتص” ايضا القتلى بنار العصابات: وهكذا دواليك وهلمجرا: بدلا من مكافحة الكورونا  نستسلم لها، نرفع الايدي ونزيد قدرة استيعاب المقابر بعد أن نزيد قبل ذلك قدرة استيعاب مرضى الكورونا الحرجين في المستشفيات. كل شيء في اوانه، الى أن نصل الى نظام يكون فيه الانسان مجرد بطاقة سفر مثقبة لمستقبل لامع مسموح القاؤه الى القمامة. ولا سيما الانسان كبير السن.

هذه ليست استراتيجية، هذه كما اسلفنا وهم ذاتي. لا يزال ليس متأخرا الاستيقاظ منه. لقد اثبتت حكومة التغيير انها عندما تريد فانها قادرة على اتخاذ قرارات ثورية، مسنودة علميا وأولى في العالم لاعطاء جرعة تطعيم ثالثة  لكل ابناء 60 فما فوق. اذا ما وعندما تدرك أن مصيرها متعلق بمعالجتها للكورونا، فانها ستكون قادرة على ان تقرر ايضا تطعيم ثالث  لابناء 40 فما فوق، تعطيم الزامي لعموم العاملين في القطاع العام (بدون ثغرات افلات)، تطعيم  الزامي للاطفال ابناء 12 زائد في  المدارس، نظام موحد يقيد كل التجمهرات بصفتها هذه الى خمسة حتى سبعة متر مربع للشخص، تمويل سخي لحملات تطعيم خاصة في الوسط العربي ودور العجزة. ونعم، مئات الملاكات الجديدة ايضا للاطباء والممرضات.

لا يوجد يقين في أن جملة هذه الخطوات و/او امثالها ستنقذ اسرائيل من اغلاق اضافي في الاعياد، ولكنها ستجعل الاغلاق اكثر نجاعة وبعثا  على الامل، وستنقذ الحكومة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى