ترجمات عبرية

هآرتس: يكتشف كبار المسؤولين الأمنيين المتقاعدين فجأة الفصل العنصري

هآرتس 2023-09-11، بقلم: ايريس ليعال: يكتشف كبار المسؤولين الأمنيين المتقاعدين فجأة الفصل العنصري

في أسبوع دراماتيكي، قبل يومين من مناقشة المحكمة العليا للالتماسات التي تريد إلغاء قانون إلغاء ذريعة المعقولية، وحين تكون الأجواء تشتعل بالتحريض والغضب يوجد شيء أكثر عبثية من قذف كلمة “الأبرتهايد” في هواء العالم – الكلمة، التي إذا خرجت من فم رجل المؤسسة الأمنية فهي بمثابة استخدام محظور للاسم الصريح، قال رئيس “الموساد” السابق، إن “إسرائيل تدير نظام (أبرتهايد) في يهودا والسامرة”، ويبرر أقواله بأنه “في المنطقة التي فيها أبناء شعبين ويتم حكمهما حسب قانونين، فإن هناك دولة (أبرتهايد)”. كيف يعقل أن هذه الكلمة هربت من الغرف المغلقة ووصلت إلى أذن وسائل الإعلام الأجنبية؟

بشكل عام ما الذي يحدث مؤخرا لكبار المسؤولين في جهاز الأمن، الذين على الفور بعد تقاعدهم ينضمون إلى اليساريين؟ سأقفز عن سؤال مثير للغضب وهو أين كانوا حتى الآن ولماذا خدموا في منظومة القمع هذه، وكأنه كان جثة مرمية في بيت الدرج، وسأقوم بالتركيز على تامير باردو مثالاً. نشاهد عملية متسارعة لمجموعة مدنية تتحرر من سنوات كثيرة من القمع وتكون فجأة قادرة على رؤية أن الاحتلال هو شر أخلاقي، لأن هذا هو احتلال بتسلئيل سموتريتش واحتلال إيتمار بن غفير، وليس مثلا احتلال بني غانتس.

فجأة، يتعرض الطيارون والمقاتلون في الأسطول ووحدات الاستخبارات إلى هجوم يُسمى في الأدبيات “الاغتراب”. ومثلهم العمود الفقري لرجال أمن كبار سابقين، ممن لم يعودوا يشعرون بأنهم ما زالوا مضطرين إلى الإنكار، لأنهم لا يتحملون أي مسؤولية عما يحدث. فهذه بالنسبة لهم ارض غريبة وبعيدة قام المسيحانيون بغزوها. وهي لم تعد بلادهم بعد الآن، وهم أحرار بفحصها بعين ليبرالية من خلال منظور حقوق الإنسان. هذا جيد. نعم، الآن بعد أن اصبح شخص آخر مسؤولا عن الاحتلال فقد ظهر أن حقوق الفلسطينيين تم سحقها منذ خمسين سنة وأكثر.

أدركوا، بالحدس العادي لمن كانوا يشكلون الهيمنة، أن الوضع يتغير رغم أنفهم. وبعضهم يذهبون إلى القول، إن “هدف الإصلاح” هو اكثر من مجرد إقامة ديكتاتورية بيبية، بل هو تبديل الهيمنة. لا، يؤسفني تخييب الظن، أيضا في هذه المرة الهيمنة التي ستقام ستكون بيضاء اكثر من البياض، ورمادية في الروح والرؤية، وبيروقراطية في المزاج والفكر. في الكريما المخفوقة فوق الطبقة العليا في الكعكة ستكون مزروعة بعض الدمى على شكل ياريف لفين وسمحا روتمان. عمليا، الصراع السري بين بنيامين نتنياهو ولفين وبين الصهيونية الدينية، كما يقولون، هو حول هذا الأمر. أحدهم يريد هنغاريا والآخرون يريدون جمهورية جلعاد من البحر إلى النهر. شكرا لأنكم سألتم، مرة أخرى يخدعون السود.

ملاحظة هامشية: الشرقيون في الحكومة تم إدخالهم إلى هناك (كالعادة) بصفتهم مهرجين شعبويين يقدمون مشهدا لوسائل الإعلام من اجل حرف انتباهها عن الانشغال بالأمور المهمة. هم كانوا، بكل معنى الكلمة، العمال السود الذين فتحوا الطريق. ليس أصحاب النفوذ، بل الظهر الذي وراءه اختفت القوة الحقيقية. ولكن الآن المعسكر الليبرالي الذي يناضل من أجل حياته بدأ يدرك بأن الخطر الأكبر يأتي من الصهيونية الدينية.

هذه هي القواعد: طالما أن القبعة توجد على رأس كل من حيلي تروفر ومتان كهانا فإن الجيش هو بوتقة صهر الشعب، وهو الذي يلغي الفروقات الطبقية والعرقية، والجيش الأكثر أخلاقية في العالم. في اللحظة التي توضع فيها القبعة على رؤوس المتعصبين فإن الأمر يتعلق بجيش احتلال يستخدم “الأبرتهايد”.

تقوم إسرائيل باستخدام نظام “الأبرتهايد”، وجرائم ضد الإنسانية، حسب تعريف محكمة العدل الدولية. هذا صحيح الآن وهذا كان صحيحا أيضا من قبل. ولكن الآن لم تعد توجد تسهيلات. قيلت الكلمة، وحتى لو انقلب العالم رأسا على عقب وشكلت حكومة ليبرالية تجدد الشعور بالانتماء في أوساط رؤساء المؤسسة الأمنية في الدولة، فإن الحقيقة ستبقى على حالها وهي أنه لا توجد ديمقراطية مع الفصل العنصري.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى