ترجمات عبرية

هآرتس: نعم لاحتجاج جنود الاحتياط: يجب على المرء ألا يستسلم لانحراف الوطنية الزائفة

هآرتس 19-7-2023، بقلم عوزي برعام: نعم لاحتجاج جنود الاحتياط: يجب على المرء ألا يستسلم لانحراف الوطنية الزائفة

حكومة الظل، “الدولة العميقة”، تدير نضالاً ضد حكومة منتخبة، وهذا النضال هو لموظفين عامين وموظفين في جهاز القضاء والسلك الأكاديمي وأيضاً الجيش، ويسعى لإسقاط حكومة منتخبة تحوز أغلبية ثابتة تتكون من 64 عضو كنيست. ولكن لا يوجد جبناء أمام “الدولة العميقة”، بل قادة مصممون، بدءاً بياريف لفين وبتسلئيل سموتريتش وحتى سمحا روتمان ودافيد امسالم، وهؤلاء لن يخضعوا للابتزاز.

هذا هو الموضوع. حسب الادعاءات التافهة التي نشرت في قناة “فقط بيبي”، القناة 14، فهذه هي توراتهم بجملة واحدة، هذه هي النغمة التي تتبعها دعاية اليمين في وصف مسار الحملة: “عندما يتم تشكيل حكومة ولا يتفق معها شخص، فهل يمكن لأحد الادعاء بأنه لن يمتثل للخدمة بسبب سوابق من الماضي؟”، تساءل الوزير عميحاي شكلي، وقال إن “استسلام الكنيست للتهديدات بعدم الامتثال هو مثل سيطرة زمرة عسكرية على إسرائيل”.

لا جدوى من النقاش مع المتحدثين بلسان اليمين؛ فهم ينفون كل الافتراضات بشأن حركة الاحتجاج. وإذا كان الأمر هكذا، فيجب فحص أسلوب معسكر الاحتجاج – هل هو صحيح؟ ألا توجد طريقة أخرى؟

رجال الاحتياط الذين يرفضون الخدمة ليسوا سياسيين، ولم يكونوا ليستخدموا سلاح الرفض بسبب قرار سياسي، حتى لو كان قراراً “اردوغانياً” (نسبة لاأدوغان)، مثل نزع الشرعية عن مكتب المحامين.

رجال الاحتياط والمتظاهرون في الشوارع والبيوت وفي القلوب يعرفون أن الأمر لم يعد يتعلق بـ “قرار سياسي”، هم يستخدمون سلاح يوم القيامة، الذي لا يرغب شخص من المشاركين في الاحتجاج في استخدامه لأنهم يشعرون بأن حكومة إسرائيل حولت إسرائيل، بإلهام من منتدى كهيلت، إلى دولة ديمقراطية ديكتاتورية على صيغة هنغاريا (روتمان أوضح في مقابلة مع “هآرتس” بأن لا مشكلة مع النظام في هنغاريا). هذا النظام يريد القضاء على الديمقراطية الليبرالية، وهو بذلك يخرق العقد غير المكتوب بين مواطني إسرائيل والدولة، والذي بحسبه هم يخدمون دولة يهودية وديمقراطية، التي تتجسد بوصلة قيمها في وثيقة الاستقلال.

عدد كبير من الجمهور ينظرون إلى هذا الوضع بألم شديد. بعضهم يعتقدون أن نتنياهو يريد الإثبات لناخبيه بأنه يلتزم بـ “قيم” اليمين. لذلك، اختار الموضوع الذي يظهر “هامشياً” – “ذريعة المعقولية”. حيث إن كثيرين وجيدين يقولون بأن جهاز القضاء قد بالغ في استخدامها. ويتركز النضال الحقيقي على تفسير الجمهور لذريعة المعقولية.

من الواضح أن دافيد امسالم يسعى لتوزيع مناصب على كل من يروقه؛ وشلومو قرعي يريد إخضاع وسائل الإعلام لقرارات كانت مرفوضة حسب كل اختبار للمعقولية؛ ومن الواضح أن بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير لا يريدان انتقاد الفاشية اليهودية التي يطبقانها في “المناطق” [الضفة الغربية]، وسعيهما إلى دولة واحدة تسري فيها قوانين “تفوق يهودي”، ولا يرغبان في أن تلغي التبريرات المنطقية، التي تعتمد على قيم الديمقراطية، هذه الخطوات. علينا ألا نكون اغبياء، ومحظور أن نخضع لانهمار الوطنية المزيفة. وهي أقوال تقال أيضاً ليئير لبيد وبني غانتس وأصدقائهما. لا تشاركوا في ألعاب الوحدة المصطنعة أمام كاميكاز لا يستبعدون شئياً.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى