ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو مرة أخرى لم يصمد أمام الضغط ونفذ خطته لفك الارتباط

هآرتس 25-7-2023، بقلم يوسي فيرتر: نتنياهو مرة أخرى لم يصمد أمام الضغط ونفذ خطته لفك الارتباط

انقطع بنيامين نتنياهو أمس نهائياً، “يمكن القول بالقراءة الثالثة”، عن إسرائيل الديمقراطية والليبرالية والتقدمية والمتنورة والغربية التي تفاخر بها في خطاباته في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. في الوقت نفسه، عقد تحالفاً دموياً، بالمعنى الحرفي، مع دولة يهودا العنصرية، المسيحانية، الحريدية والقومية المتطرفة.

 هذه الزمرة ستحلق به دماره المؤكد، لكن الأغلبية العقلانية لن تفرح بذلك؛ لأن مصيراً مشابهاً ينتظر الدولة. ربما ينقذه التغيير الذي جرى أمس على القانون بصورة معينة من المحاكمة، لأنه يمكن التغاضي الآن عن المحكمة العليا وإقالة المستشارة القانونية للحكومة وتعيين “مدع عام”، الذي سيسحب ملفات الآلاف. وهذا يفرحه. لقد نجا. ولكن لن تقوم له قائمة من الجهات الأخرى. يرى أنه لم تعد أمامه طريق للتراجع. في منتصف تشرين الأول، بعد انتهاء العطلة، سيسن قانون تهرب الحريديم من الخدمة، فيما بعد قانون الأساس: تعلم التوراة. ما الذي جعل إسرائيل على ما هي عليه الآن: طلاب يتعلمون التوراة بصورة دائمة أم قطاع منتج ومساهم؟ وعندما سيتم استكمال سن هذا القانون، فسيتفرغ لسن تغيير لجنة تعيين القضاة. لن يتفاجأ أحد إذا ظهرت بنود أخرى من بنود الانقلاب بعد ذلك. شركاؤه متعطشون للمزيد.

سيحدث هذا سواء أراد ذلك أم لا. نتنياهو ليس هو صاحب البيت في حكومته أو في ائتلافه في نهاية المطاف. أمس شاهدنا ببث حي ومباشر من الذي يدير الأمور: ايتمار بن غفير، وياريف لفين، وسمحا روتمان. رئيس الحكومة كان سلبياً تماماً. لم نشاهد في أي يوم مشهد ضعف وإذلال مهين كهذا.

ثمة اختيار في هذا الصمت الجبان: بين وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان (الذي رفض نتنياهو الالتقاء معه قبل التصويت) وبين مجموعة لفين الفاشية. وقد اتخذ قراراً بالجهة التي سيقف معها. بالمناسبة، لم يجد نتنياهو وقتاً لهليفي، لكنه وجده ليعقوب بردوغو. بعد اللقاء غرد هذا الشوفيني وقال “غالي، ستتم إقالتها”.

الفوضى التي سادت الكنيست، جسدت الطريقة التي تدار فيها حكومة الدمار والإهمال. نقاش صعب جرى بين غالنت الذي يتفكك الجيش بين أصابعه، ووزير العدل لفين الذي وضع خطة الانقلاب النظامي التي تمزق الدولة إلى أشلاء. الأول توسل من أجل شيء من التخفيف، والآخر تمسك برفضه. أهين غالانت أمس؛ فقد صوت تحت التهديد بالإقالة. أنهى الدورة الصيفية كبطل، وأنهاها لفين ا كسياسي مقصوص الأجنحة. وأمس، تبدلت الأدوار. جلس الزعيم ظاهريا في الوسط، مقطوعاً ومتجاهلاً. هكذا ظهر مناحيم بيغن (مع الفرق) في أواخر فترة ولايته عندما كان غارقاً في الاكتئاب.

نتنياهو بطل في استغلال النجاح وفي الاستيلاء على الإنجازات. عندما تتم إجازة أي قانون يهمه، (قانون القومية مثلاً) فلا يفوت الفرصة للصعود على المنصة والاحتفال بذلك. أمس، بعد دقيقة على مصادقة الكنيست على قانون إلغاء ذريعة المعقولية بتصويت الائتلاف فقط، بصيغته المتطرفة جداً، هرب من القاعة كأرنب. بيبي هرب.

بقي وراءه المستوطنون والليكوديون للاحتفال المثير للغضب ولالتقاط صور السيلفي. بعد ذلك، صعد لفين على المنصة وأعلن بأنها “كانت خطوة أولية في عملية تاريخية من أجل إصلاح جهاز القضاء”. إصلاح. هذا يعني أن الشخص الذي دفع نحو إلغاء ذريعة المعقولية حتى لا تستطيع المحكمة العليا أن تفرض عليه عقد لجنة تعيين القضاة؛ ليس من أجل تعيين قضاة المحكمة العليا، لا سمح الله، بل من أجل تعيين عشرات قضاة محاكم الصلح والمحاكم المركزية التي يعدّ فيها العبء على القضاة غير إنساني.

يحب اليمين ذكر الانفصال كنوع من صورة مرآة “مشوهة جداً” لما يحدث الآن. بعد ذلك، بعد المصادقة على القانون في الكنيست، لم يطلق مؤيدو الإخلاء من قطاع غزة صرخات الفرح في القاعة، فقد حاولوا أن يكونوا إنسانيين وليسوا أشخاصاً قساة القلوب ومنغلقين مثل أعضاء الكنيست الذين رأيناهم أمس.

في نهاية اليوم، أصدر رئيس الحكومة تصريحاً ببث حي ومباشر. فجأة، شاهدنا زعيم دولة مسؤولاً، وكأنه لم يتم زرع منظم قلب له، بل فطيرة عسل. كالعادة، هو كذب وشوه وخلط الأمور بعضها مع بعض. “قمنا بتمرير إصلاح ذريعة المعقولية “، قال. “من أجل أن تتمكن حكومات إسرائيل من قيادة سياسية”. 16 سنة وهو رئيس للحكومة. ألم يمرر سياسة حتى الآن؟ إذاً، كيف وصلت إسرائيل إلى هذه القمم؟

“لم يتم قبول أي صيغة مصالحة قدمناها”، كذب. “أيضاً الآن، حتى اللحظة الأخيرة، حاولنا… لكن الطرف الثاني واصل الرفض”. “المحاولة” كما يبدو كانت مناورة خداع وبائسة. وإذا كان يتوق جداً للمصالحة، فلماذا أجبر المعارضة؟ عليه التصالح أولاً مع لفين وبن غفير وتمرير صيغة المصالحة في الكنيست.

كما هو متوقع، فقد وعد بأن الائتلاف سيتوجه في الأيام القريبة القادمة للمعارضة وسيقترح عليها الحوار، حتى لو استمر إلى نهاية تشرين الثاني. السخي المعروف. حيث إنه في تشرين الثاني ستنشغل الكنيست بقانون التجنيد الفاسد الذي يعطي الامتيازات. لم تكن هناك أي جملة في خطابه خالية من الخداع والتحايل والتشويه.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى