ترجمات عبرية

هآرتس: من يستغل الآخر لأهدافه نتنياهو أم شركاؤه؟

هآرتس 11-12-2022، بقلم ايريس ليعال: من يستغل الآخر لأهدافه نتنياهو أم شركاؤه؟

أعضاء الحكومة الآخذة في التشكل يلقون جام غضبهم على نصف الجمهور، من يساريين وعرب وعلمانيين، وجهاز القضاء، والعقل السوي. أما بنيامين نتنياهو فينظر بيأس ولكن مع رضا عن مجموعة الهاوين هذه. هو يعرف أن عليه مواصلة عرض مشهد من المعقولية للوصول إلى نجاح في تغيير شكل النظام من أجل الجمهور الذي لم يتم حرمانه بعد من حقوقه الاجتماعية، وإمكانية تطبيق نمط حياة ليبرالية في دولة ديمقراطية: معظم الأشخاص، حتى من صوتوا لليكود، لم يهضموا بعد الانفصال المخطط له عن العالم القديم الذي عرفوه وتعلموا كيف يحبونه. لذلك فإن دور الزعيم الحذر والذي يحسب حساب كل شيء، خصصه لنفسه.

لأن الانتقال إلى نظام مستبد، مثلما في هنغاريا، يجب أن يتم بصورة لطيفة أكثر، فإن التغريدة القادمة لغادي تاوب ستكشف عن أوراق لعب يحبها: “أنا الآن في هنغاريا كي أجلب عدة توصيات مفيدة إلى البيت حول كيفية إنقاذ الديمقراطية من يد اليسار. يعرف أوربان كيفية العمل، ليس هناك ما يقال”. ويعرف نتنياهو بأنه لا يوجد الآن دعم واسع من الجمهور لمعظم الإصلاحات في جهاز القضاء التي يخطط لها. لذلك، فإنه يفضل تهديد شركائه بإلغاء مسيرة الفخار للمثليين والانقلاب الديني في جهاز التعليم، أو أن يعلن وزير المالية المكلف بأنه سيؤسس سياسته الاقتصادية على آية من كتاب الأمثال. الضجة التي يخلقها شركاؤه تساعده على إخفاء نواياه الحقيقية – انقلاب في نظام الحكم.

في السنة والنصف الأخيرة كمقدمة لخططه، نجح نتنياهو بمساعدة مبعوثيه في وسائل الإعلام في إقناع البعض بشرعية الحكومة الحاكمة. وهو الآن يصف دعوة الخروج إلى التظاهر كدعوة إلى انقلاب ورفض قبول قرار الناخب. هكذا هو يقلب الأمور ويعرض نفسه كديمقراطي حقيقي، ويصف خصومه كمن يسعون إلى تقويض الديمقراطية.

في الحقيقة، مقبول التفكير بأن نتنياهو المعتدل، الديمقراطي والعلماني والليبرالي، سيكون المؤشر اليسار في الحكومة، كل ذلك كان وبحق صحيحاً في أوقات أخرى، لكن إجازة فقرة الاستقواء بتشريع سريع يعطي آريه درعي قوة غير مسبوقة في حكومته، ويحول الشرطة إلى جسم سياسي واضح، تدل على الاتجاه الذي يسعى إليه.

كنت سأقترح أن نأخذ بضمان محدود جميع التفسيرات عن نتنياهو المسكين، الذي أسره شركاؤه، وهو الآن يفقد السيطرة. هذا وهم لطيف، لكن لنتنياهو مصلحة في أن يراه شركاؤه الشخص المعتدل والمسؤول في مجموعة المجانين المحيطة به. هو يريد أن يجلس خصومه بهدوء، وأن لا يزعجوه في “تهدئة المتطرفين”، وأن يطمئنوا من أنه عندما ستأتي اللحظة الحاسمة فلن يذهب حتى النهاية.

عملية تشكيل الحكومة مقرفة جداً، ويصدق كثيرون بأنه يجب الدخول في حكومة وحدة تحيد المتطرفين الذين أسروه، ولو بثمن تأجيل محاكمته. ولكن الحقيقة أننا نقف أمام أمر لا يصدق. والكوابيس الأكثر سواداً تتحقق. لا أتباع سموتريتش ولا أتباع معوز ولا أتباع بن غفير هم الذين هزموا نتنياهو، كالعادة هو الذي يستغلهم لأهدافه.

لذلك، يجب إسكات المتعاونين المهدئين الذين يقولون بأنه يجب استيعاب نتائج الانتخابات والتوصل مع نتنياهو إلى تفاهمات حول إجراء إصلاحات معتدلة أكثر. كما تظهر الأمور الآن، فإن توجهه هو تغيير طريقة الحكم من أجل تحصين حكمه. يجب الاستيقاظ قبل أن يصبح الوقت متأخراً جداً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى