ترجمات عبرية

هآرتس: كانت مظاهرة اليمين علامة على ضعف نتنياهو

هآرتس 30-4-2023، ايريس ليعال: كانت مظاهرة اليمين علامة على ضعف نتنياهو

هناك شعور بأن المنطق يحتاج منا رفع القبعة والانفعال من عدد المشاركين في مظاهرة اليمين التي جرت الخميس الماضي. إن الديمقراطي الحقيقي، حتى لو عارض الحكومة، لا يمكنه الاستخفاف بالمئة ألف شخص الذين يخرجون من البيوت للتعبير عن موقفهم. وما الذي قد يفعله؟ سيقول حاولت ونجحت.

أولاً، أتعاطف ولو قليلاً مع الذين يطالبون بانقلاب نظامي عنيف، حتى لو جاؤوا بجميع أبناء العائلة من “حفاد جلعاد” في السيارات بالمجان، وسيعودون إلى البيوت سيراً على الأقدام مع الجدة والأولاد إلى “يتسهار” و”تفوح”. هذا دليل على إخلاص استثنائي للقطاع الحريدي الوطني والاستيطاني لفكرة الديكتاتورية. لا شك أن رائحة احتمالية تحقيق التفوق اليهودي في إسرائيل تصيبهم بالثمل، وبأن إضعاف المحكمة العليا سيخدم حلمهم. كيف يجب علينا احترام التاريخ الذي مكننا من التمييز بين جمهور وجمهور، بين المواطنين الذين يخرجون إلى الشوارع باسم حقوق الإنسان وترسيخ حكم غير ديمقراطي.

حقاً هناك فرق صغير بين حدث لمرة واحدة ومظاهرات تستمر منذ 17 أسبوعاً، التي يخرج فيها المواطنون من أرجاء البلاد للتعبير عن الاحتجاج. هل تريدون التأثير؟ عليكم الخروج إلى الشوارع بهذه الأعداد. وفي هذا الأسبوع وفي الأسبوع القادم والأسبوع الذي يليه من أجل المطالبة بأن لا تتنازل الحكومة عن التشريع. وإذا جمّدت التشريع فعليكم ملء البلاد بالمتظاهرين كما حدث في 26 آذار عندما أقال رئيس الحكومة وزير الدفاع يوآف غالنت. سنراكم.

لا تعالي هنا، ثمة جمهور يشعر بأن صوته سرق، وأن ورقته في صندوق الاقتراع لم تمنحه، لخيبة أمله، الحق للقضاء على طريقة الحكم هنا، والذي يعرف بأن القوة الاجتماعية لمن يعارضون الانقلاب أكبر من قوته. ولكن مظاهرة دعم لنظام الحكم، التي تقاد بتنظيمه وتمويله، والتي يخطب فيها ممثلون، ليست التعبير عن الحماسة والإخلاص، بل تعكس الفهم بأن المتظاهرين قد هزموا، وأن الإصلاح الذي لم ينتبهوا لوجوده حتى إعلان النوايا لوزير العدل، يلفظ انفاسه. أرادوا التعبير عن خيبة الأمل وتضخيم ونفش ريشهم للمرة الأخيرة قبل الاستسلام.

سر الدعاية الناجعة يكمن في القدرة على الإقناع بأن الحقائق صحيحة وأن العملية ضرورية وأن الحاجة حقيقية. فشل ياريف لفين وسمحا روتمان وبنيامين نتنياهو في هذا الأمر. الفاشيون الكبار قالوا إن فن الدعاية يكمن في معرفة الاحتياجات الحساسة للجمهور، من خلال الافتراض بأن قدرته على الفهم محدودة، وأن ذكاءه قليل وذاكرته قصيرة. نتنياهو تبنى أسس الدعاية لطاغية مبتدئ ورأى خلاصه، لكن عندما أراد تسويق انقلابه تحطم كل شيء وأصبح غباراً.

توقعاتي من لفين قليلة؛ فهو غير مصنوع من المواد الصحيحة. أثناء خطابه المليء بالأكاذيب في مظاهرة اليمين، يبدو أن صراعاً شديداً حدث في أعماقه في محاولته ألا يغفو من الملل الذي يلقيه على نفسه. ولكن نتنياهو يسبح في هذه المادة، فهو الشخص الذي أوجد الثقافة السياسية التي أصبحت سائدة هنا في العقد الأخير، وهي تقوم على مناشدة مشاعر الألم، وعلى تأجيج مشاعر الإهانة ووسم الأعداء.

إذا كان الأمر هكذا، فما الذي حدث هذه المرة؟ فشل حتى الآن، لأن قاعدته لم تلبّ دعوته ولم تصدق بأن التشريع المقترح سيحول إسرائيل إلى ديمقراطية أكثر. وبشكل عام، لم يرغب في الانتحار فوق هذه التلة بثمن شرخ اجتماعي. ولو أراد نتنياهو فحص مدى وقوف الجمهور على يمينه، فقد أثبتت له المظاهرة أن معظم المتظاهرين ينتمون لـ “الصهيونية الدينية” وأقلية من مؤيديه يؤيدون “الإصلاح خاصته”. هذا وجد تعبيره أيضاً في الاستطلاعات الأخيرة. مظاهرة اليمين كانت الدليل على ضعف حزب السلطة، والدليل على ترك منتخبيه، وعلى العزلة التحذيرية لنتنياهو. فشل في رهانه. والسؤال: هل هو مستعد وقادر على الاعتراف بذلك؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى