ترجمات عبرية

هآرتس: قتل المُتهود وإعفاء المستوطن القاتل

هآرتس 25-3-1014، بقلم: عميره هاس: قتل المُتهود وإعفاء المستوطن القاتل

مفهوم “شعر بالخطر”، اصبح قبل فترة طويلة من أحداث 7 أكتوبر نصا تلقائيا للدفاع في كل حالة قام فيها يهودي بقتل فلسطيني. مفهوم “شعر” هو حالة شخصية جدا، التي في لغة الجيش الإسرائيلي السائدة، أي في اللهجة الإسرائيلية في الوقت الحالي، هي أصبحت حقيقة موضوعية وصلبة تحت غطائها يحتمي الجميع. هوية المشتبه فيه الخطير الذي أطلقت عليه النار وقتل تتغير بشكل عام. حمل السلاح غير ضروري لاعتباره شخصا خطيرا يجب قتله. ولا حتى السن والجنس. ولكن على من يشعر بالخطر الشخصي أن يلبي شرطين كي لا يتم اتهامه بالكذب ومن اجل أن يعفيه المنسوب الموضوعي للرأي العام من العقاب: أن يكون يهوديا وأن يكون مسلحا.

في يوم الخميس الماضي، من شعر بالخطر الشخصي – الموضوعي، ولذلك قام بقتل شخص ملامحه عربية، هو مستوطن تم تجنيده في الحماية القطرية، الذي كان يحرس بوابة قرب مستوطنة “اليعيزر” المقامة على أراضي قرية الخضر. الشيطان تذاكى هنا بشكل خاص: سامح زيتون، القتيل، ليس فقط عمره 63 سنة، أي في سن الجد، بل هو أيضا احد سكان الخليل الذي اجتاز عملية تهويد وحصل على اسم دافيد بن أبراهام. وحسب ما نشر في كانون الأول 2019 في “واي نت” هو أيضا تم سجنه بسبب ذلك شهرين في السجن الفلسطيني. وهناك عانى من التعذيب والتنكيل. حتى السجناء الذين كانوا معه في السجن نكلوا به وضربوه، هكذا شهد بعد إطلاق سراحه. أحد المستوطنين الكبار في الخليل، نوعم ارنون، عبر عن أسفه على موت زيتون/ بن أبراهام المأساوي. وحسب موقع “واللاه” قال ارنون أيضا، إن زيتون/ بن أبراهام كان يحمل دائما في حقيبته سكينا صغيرة من اجل الدفاع عن نفسه.

موقع باسم “عربي – 21” نشر فيلم فيديو ينفي فيه زيتون بأنه قد تهود. إجباره على الإعلان عن ذلك أثناء الاعتقال أم لا، لا يغير الحقيقة: الجنود شاهدوا عربيا، اشتبهوا فيه، والسكين التي وجدت في حقيبته عززت شكهم، وهذا الشك تحول على الفور إلى اتخاذ قرار في المكان وإصدار الحكم، الإصابة حتى الموت.

الجيش اظهر عدم الرضا. “حدث خطير”، هكذا اعتبر قتل زيتون/ بن أبراهام. شرطة التحقيقات العسكرية بدأت في التحقيق، الجندي الذي اطلق النار تم التحقيق معه تحت التهديد، لكن محامين من النيابة العامة العسكرية على قناعة بأنه سيعطى في النهاية وسام تميز. هل حقيقة أن الضحية شخص تهود، يعرفه المستوطنون ويقدرونه، ستحرف هذه الرواية من المسار الثابت لتفهم الدوافع والتبرئة من كل تهمة اجتماعية ومؤسساتية مثلما في حالات كثيرة أخرى؟ نحن لا نعرف.

كلمة “خطير” غابت عن تصريح المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي بشأن الحدث القاتل الذي قام فيه جنود في دبابة بإطلاق النار على فلسطينيين جائعين أثناء احتشادهم حول شاحنات الغذاء في 29 شباط، قتل حوالى 100 منهم، سواء بالنار أو أثناء الهرب من النار عندما تم سحقهم حتى الموت. اكثر من 12 مرة كان إطلاق نار إسرائيلية مشابهة على قوافل المساعدات، لكن عدد القتلى لم يكن مرتفعا جدا ولذلك لم تحصل على العناوين في وسائل الإعلام الإسرائيلية. أو أنه تم الادعاء بأن القتلى هم من أبناء “حماس” (الذين حسب الفلسطينيين مهمتهم كانت حماية الشاحنات من العصابات). الجيش الإسرائيلي كان يقوم بحماية القافلة في 29 شباط، التي حسب طلب إسرائيل قام رجال أعمال فلسطينيون بتمويل حمولتها. “يصعب إلقاء اللوم على قادة صغار على الأرض، الذين صادف تواجدهم في وضع عرض حياة الجنود للخطر”، (“هآرتس”، عاموس هرئيل، 1/3). جميع التقارير عن الجوع والموت بسبب الجوع في القطاع لم تتمكن من التغلب على الشعور بالخطر الشخصي للجنود والقائد الموجودين في الدبابة.

الجنود في الدبابة يمكنهم الخوف بشكل شخصي من أن يتم إلصاق عبوة ناسفة بالدبابة في ظل تجمع الجائعين. سجل الوصفات الطبية لديهم يعرف فقط الإطلاق المباشر للنار كعلاج للخوف الشخصي. من يقوم بتشغيل المسيرة معفى من خوف مشابه. في يوم الخميس الماضي، نشرت قناة “الجزيرة” فيلما صعبا على المشاهدة، الذي ظهر فيه اربعة أشخاص وهم يسيرون بشكل علني بين البيوت المدمرة وشبه المدمرة، في طريق ترابية تظهر فيها آثار الدبابات، هذا كان في بداية شهر شباط، والمذيعة أوضحت بأن هؤلاء الأربعة ذهبوا لمشاهدة بيوتهم أو ما بقي منها. كثيرون يفعلون ذلك سواء لرؤية ماذا حدث للبيت أو من اجل إنقاذ شيء من بين الأنقاض، طعام وربما مجوهرات أو حتى سجائر. ولكن اربعة صواريخ قتلتهم. المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي قال لمراسل “هآرتس” جاكي خوري، إن هذه منطقة قتال نشطة في خان يونس، “القوات شاهدت فيها تصادمات كثيرة مع مخربين يقاتلون ويتحركون في مناطق القتال بالملابس المدنية”.

أي أن من شغل الطائرة المسيرة عمل باسم “الشعور بالخطر” لجنود آخرين. ليس يد خفيفة على الزناد، شرح المتحدث بلسان الجيش، بل تجربة ومهنية، ثق بنا. مع ذلك، قيل لخوري، إن جهاز التحقيق التابع لهيئة الأركان يقوم بفحص الفيلم. التقدير هو أن الفحص جاء لأنه وصل إلى “هآرتس”. لن نعرف في أي يوم كم ألف فلسطيني مدني قتلوا بشكل مشابه حسب نفس الوصفة الوحيدة التلقائية للقتل. لن نعرف في أي يوم عدد الطيارين ومشغلي المسيرات الذين قتلوا فلسطينيين مدنيين باسم الخوف الجماعي (الذي هو أيضا قناع للانتقام) المحمي مسبقا من أي فحص أو انتقاد أو إصلاح أو محاسبة للنفس وأرق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى