ترجمات عبرية

هآرتس: غانتس: سنواصل سياسة اللاءات الإسرائيلية الثلاث

بقلم: أورني بتروشكا وغلعاد سار وعامي أيلون، هآرتس 13/7/2022

حلل ديمتري شومسكي هنا أهمية النضال ضد عودة نتنياهو إلى الحكم من أجل تمكين عودة العملية السياسية. ويقول إن السياسية الواقعية تستوجب على من يعارضون الاحتلال الإدراك بأن “الشرط الأساسي والضروري لإعادة المسألة الفلسطينية إلى مركز الخطاب العام والسياسي في إسرائيل هو طرد نتنياهو إلى الصحراء السياسية بشكل دائم” (“هآرتس”، 29/6).

ليست قضية فلسطين هي التي تهمنا، بل مستقبل دولة إسرائيل كدولة الشعب اليهودي الديمقراطية والآمنة، بروح وثيقة الاستقلال. وبخصوص الادعاء نفسه، يبدو شومسكي محقاً. ولكن في اللحظة التي لا ننشغل فيها نحن وأمثالنا من الوطنيين والأمنيين الصهاينة في قضية الاحتلال وتداعياته، سنخلي الساحة لاستمرار عملية الضم الزاحف. وفي كل لحظة لا ننشغل فيها بالانفصال عن الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال فسيبعدنا الضم الزاحف عن احتمالية تغيير الواقع.

لذلك، يجب على المعسكر أن يناضل ضد الاحتلال وكأنه لا يوجد نتنياهو، وأن نحارب نتنياهو وكأنه لا يوجد احتلال. الحرب ضد الاحتلال يجب القيام بها بمساعدة جميع القوى التي تعارضه، وضمن ذلك أشخاص مثل جدعون ليفي، الذين يؤيدون نتنياهو. يجب محاربة عودة نتنياهو بمساعدة كل من هو ضده، وضمن ذلك أشخاص مثل جدعون ساعر، الذين يؤيدون استمرار السيطرة على الشعب الفلسطيني. مصطلحات “تقليص النزاع”، الذي نقشته حكومة التغيير على رايتها، ليس سوى غسل كلمات هدفه مواصلة الضم الزاحف. في زمن الكلمات التي تغطي كل شيء بالضباب، فإسرائيل عملياً تسمح بقيام مستوطنات في “ايتمار” و”حومش”، وتتعامل بابتذال وعجز أمام “شبيبة التلال” وظواهر قاسية لعنف المستوطنين، والأكثر أهمية استبعادها بشكل قاطع أي حديث مع الفلسطينيين.

من هذه الناحية، فإن رفض إسرائيل يحاكي سياسة اللاءات الثلاث التاريخية للعالم العربي في مؤتمر الخرطوم الذي عقد في العام 1967، ويضع أمامهم ثلاث لاءات من إنتاج البلاد: لا للسلام، ولا للاعتراف بدولة فلسطينية، ولا للمفاوضات مع ممثلي الشعب الفلسطيني. أعلن بني غانتس بعد توحيد قائمته “أزرق أبيض” مع “أمل جديد” بأن سياسة اللاءات الثلاث التي تعني تخليد النزاع ستكون سياسة الحكومة القادمة إذا كانوا شركاء فيها.

نرحب بتصريح رئيس الحكومة يئير لبيد قبل سنة في مؤتمر لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذي بحسبه يؤيد حل الدولتين، وأنه في هذا الوقت يجب “التأكد من عدم القيام بخطوات تمنع احتمالية قيام سلام في المستقبل”. ولكن موافقته على غياب أي مفاوضات هي التي تؤدي إلى تعميق الضم. ويجب الأمل بأن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سيعمل على تغيير الاتجاه في زيارته هنا.

حتى لو لم تكن هناك أي إمكانية سياسية لحل الدولتين في هذا الوقت، فيجب على المعسكر المعتدل – بامتداداته السياسية والمدنية والجماهيرية برئاسة لبيد –أن يتجمع حول برنامج ورسالة تدفع قدماً بخلق واقع دولتين والحفاظ على احتمالية وشروط الانفصال بشكل سلمي في المستقبل.

يجب الدعوة إلى تجميد الاستيطان خارج الكتل، والدفع قدماً بآليات تمكن من إخلاء المستوطنات التي أقيمت وراء الجدار الأمني. أي وضع آخر يعني أن اليسار – وسط ينضم إلى سياسة الضم التي نهايتها فقدان الهوية للدولة كدولة يهودية وديمقراطية، وسياسة الدولة الواحدة التي ستقضي على المشروع الصهيوني وستكون كارثة لنا وللفلسطينيين على حد سواء.

إضافة إلى ذلك، يجب على لبيد والمعسكر المعتدل أن يدرك بأن الشركاء الطبيعيين للنضال في الساحتين – سواء ضد نتنياهو أم ضد الاحتلال – هم العرب مواطنو إسرائيل. ومحاولة المعسكر المضاد لعرضهم بأنهم غير جديرين بأن يكونوا شركاء في القيادة هي عنصرية خالصة من جهة، وصهيونية سياسية من جهة أخرى. لا يجب الدهشة من عنصرية المعسكر المناوئ، وعدم إشراك العرب في القيادة كضرورة أو كخيار إجباري. هذا هو الحق الطبيعي للمواطنين الذين يسهمون في الدولة وأحياناً يفعلون ذلك بدرجة أكبر بكثير من عدد كبير من أجزاء واسعة في معسكر اليمين.

إذا كان الأمر هكذا، فإن زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة فرصة جيدة لتوضيح أن إسرائيل لا تؤيد سياسة اللاءات الثلاث. هي تطمح إلى الدفع بعملية الانفصال عن الفلسطينيين. ستكون العملية بالتدريج ومسؤولة ومتواصلة وجذرية، وبذلك ستضمن مستقبلها كدولة يهودية وديمقراطية آمنة ومساواتية.

يجب على رئيس الحكومة لبيد والمعسكر المحيط به إبداء الاستعداد للدفع بخطة هدفها أكثر طموحاً من مجرد مراوحة سياسية في المكان وتقديس الوضع الراهن وتجميله ببادرات حسن نية وتعديلات بسيطة ومحلية – كذلك يجب تحديد الهدف لـ “حكومة التغيير الثانية” على أمل أن يتم تشكيلها بسرعة بعد الانتخابات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى