ترجمات عبرية

هآرتس: عندما يمنح نتنياهو الفيتو لسموتريتش وبن غفير

هآرتس 2024-02-08، بقلم: سامي بيرتس: عندما يمنح نتنياهو الفيتو لسموتريتش وبن غفير

الجميع يعرفون أن بنيامين نتنياهو يتصرف قبل أي شيء آخر وفق أمر واحد – بقاء حكومته الأصلية. وكل ما بقي هو ثانوي. لكن الواقع الصعب الذي فرض على إسرائيل في 7 أكتوبر يقتضي اتخاذ قرارات كثيرة مهمة جدا، كل قرار منها يمكن أن يؤثر على شراكته مع بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وفي كل مفترق طرق كهذا هو ينظر قبل كل شيء إلى شركائه في حكومة الفشل، وفقط بعد ذلك ينظر إلى الشراكة المؤقتة مع المعسكر الرسمي، والى العلاقات مع الولايات المتحدة والفرصة التي تنتظره خلف الزاوية. صحيح، هناك فرص وليس فقط تهديدات. ولكن من يتصرف حسب تهديدات شركائه المسيحانيين فيبدو أنه سيصعب عليه الاعتراف بذلك.

المعضلات كثيرة. الدفع قدما بصفقة لإطلاق سراح المخطوفين بثمن باهظ، التقرير حول من سيحكم في غزة في اليوم التالي لـ”حماس”، تشكيل وجه السلطة الفلسطينية المستقبلية، قرار حاسم بشأن الجبهة الشمالية، إعادة العمال الفلسطينيين إلى العمل في إسرائيل (لمنع انهيار فرع البناء وانهيار الاقتصاد الفلسطيني في “يهودا والسامرة”)، وكل ما يشتق من ذلك فيما يتعلق بإعادة سكان الشمال وسكان الجنوب إلى بيوتهم.

إعطاء حق “الفيتو” لسموتريتش وبن غفير في هذه القضايا يعني الشلل لسياسة إسرائيل، والشلل لا يعني الوقوف في المكان بل السير إلى الوراء. من الآن اصبحنا نرى ذلك في شمال القطاع، عندما اضطر الجيش الإسرائيلي إلى العودة إلى الأماكن التي احتلها من اجل إبعاد نشطاء “حماس” الذين يعودون إلى الميدان. هذا يحول الجهود العسكرية إلى أمر غير ناجع ويعرض للخطر حياة الجنود بدون حاجة.

قادة الجيش ووزير الدفاع يوآف غالانت، الذي قال في هذا الأسبوع، “هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ قرارات صحيحة كي نحقق الأهداف السياسية التي حددناها”، يوضحون أن هناك حاجة ملحة لاتخاذ قرار من الذي سيسيطر على الحياة المدنية في غزة. ولكن الخوف من الشركاء هو الذي يحرك نتنياهو، لذلك هو يفضل كسب الوقت والمماطلة كالعادة، رغم أن كارثة 7 أكتوبر أثبتت أيضا للمماطلين أن تأخير القرارات للمستقبل هو استراتيجية سيئة وخطيرة.

المذبحة في الغلاف وما حدث بعد ذلك يقتضي النشاط واتخاذ قرارات نوعية، لكن نتنياهو لا يمكنه ذلك عندما يكون اعتماده على بن غفير وسموتريتش، والمعنى هو عدم وجود قرار، الأمر الذي يعمل على تآكل إنجازات الجيش الإسرائيلي ويمنع التقدم. في غضون ذلك أيضا في “يهودا والسامرة” الوضع متوتر جدا والجيش يحذر من انتفاضة ثالثة وانهيار السلطة الفلسطينية. بالنسبة لليمين المتطرف هذا لا يعتبر تحذيرا، بل أمنية. في الحقيقة نتنياهو لا يعمل بنجاعة على تدمير السلطة، ولكن بالسير وراء سموتريتش وبن غفير هو يساهم فعليا في القضاء على السلطة كحل لـ”يهودا والسامرة” وقطاع غزة. وهذا سيضع في يد إسرائيل المسؤولية عن حياة 5 ملايين فلسطيني والمدخل للفوضى التي ستكلفنا عمليات تخريبية وأزمة إنسانية وسنوات اقتصادية ضائعة على إسرائيل.

غالانت ورؤساء المعسكر الرسمي، بني غانتس وغادي آيزنكوت، يدركون ذلك جيدا، لكنهم يتصرفون وكأنهم عالقون في هذه الحكومة طالما أن الـ 136 مخطوفا ما زالوا في غزة و”حماس” لم تتم هزيمتها والخطر في الشمال لم ينقض. الخط المتشدد الذي يتبعه نتنياهو في هذه الفترة ضد صفقة المخطوفين (مرفق بحملة قبيحة ضد عائلات المخطوفين)، يدل على أنه هو أيضا يعتقد أن المعسكر الرسمي أسير لحكومته.

مواقف “حماس” في المفاوضات على إطلاق سراح المخطوفين تخدم هذا الخط. يبدو أن هذا هو “الانتصار المطلق” الذي يتحدث عنه نتنياهو: واقع يعيق التوصل إلى حل لمشكلة غزة وإعادة سكان الشمال والجنوب إلى بيوتهم، لكنه أيضا يعيق انسحاب المعسكر الرسمي من حكومته (وزيادة الضغط الأميركي عليه)، ويعيق صفقة المخطوفين التي لن تروق لقاعدته، ويعيق تشكيل لجنة تحقيق رسمية تحقق في الفشل، ويعيق احتجاجا ضخما ضد الحكومة، وبالأساس يؤخر تبكير موعد الانتخابات وإنهاء حكمه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى