ترجمات عبرية

هآرتس: شركاء في تفكك الجيش الإسرائيلي

هآرتس 2023-07-20، بقلم: سامي بيرتس: شركاء في تفكك الجيش الإسرائيلي

تسير إسرائيل نحو تصادم داخلي شديد ومتعدد الضحايا. لا ينوي بنيامين نتنياهو وقف عملية التشريع أو تخفيفها. هو مدفوع على يد الحاجة الى توفير إنجاز لمعسكره وأن يضمن استقرار حكومته لأشهر طويلة، التي فيها سيقوم بالدفع قدما بباقي الانقلاب. كل مخاطرة اخرى – امنية، اقتصادية، سياسية واجتماعية – تتم إزاحتها الآن جانباً لصالح الأجندة التي تدير نتنياهو: “أولاً، يجب علينا الانتصار وبعد ذلك سنقوم بإحصاء الأضرار”.

هذه مقامرة ضخمة والخطر الفوري هو على جيش الشعب. أي الجزء الذي يخدم من الشعب. بيانات الذين يخدمون في الاحتياط في وحدات حساسة وبالاساس في سلاح الجو بأنهم لن يمتثلوا للخدمة، آخذة في الازدياد. جزء من المعارضة هو علني وجزء منها في المجال الرمادي – الطيارون يبلغون القادة بأنهم لن يتمكنوا من القدوم لخدمة الاحتياط لأنه “يوجد لي موعد مع طبيب الأسنان”، والجميع يدركون المقصود. هم يشيرون الى نواياهم على أمل أن يتم وقف التشريع. واذا لم يحدث ذلك فهم سيرفضون التطوع.  تزداد الارقام في كل يوم، التماسك تضرر ويوجد خوف من أن يمتد الى الجيش في الخدمة النظامية.

الفجوة بين الحساسية التي يدير فيها نتنياهو ويوآف غالنت الأخطار أمام حزب الله، والطريقة التي يديرون فيها المخاطر مع الجيش الإسرائيلي والمجتمع في إسرائيل، غير مفهومة. الخضوع للطيارين هو أمر إشكالي، لكن من حولهم الى لاعبين حاسمين في هذا الحدث هو نتنياهو. فقد تجاهل مئات آلاف الإسرائيليين الذين يحتجون منذ 28 أسبوعاً متتالية ضد الانقلاب النظامي. وهو يستخف برجال الاقتصاد والهايتيك ورجال الأعمال والأكاديميين والأطباء وأصحاب المهن الذين يحتجون. هكذا حول الطيارين وأصحاب مهن اخرى حاسمة في الجيش الى الكابح الأخير.

اذا تفكك الجيش فإن المسؤولية عن ذلك ستكون ملقاة عليه وعلى غالنت، لكن يوجد لهما شركاء في هذه المسؤولية: رؤساء القطاع التجاري ورئيس الهستدروت وكل شخص يدرك بأن الحكومة تجرنا الى دمار وهي لا تفعل بما فيه الكفاية من اجل وقف ذلك.

المجتمع في اسرائيل اظهر في النصف سنة الاخير قدرة مثيرة للانطباع في التظاهرات، في ايام التشويش وفي الدعاية. هذا لم يكن كافيا لوقف الحكومة. يدور الحديث عن صراع قوى تديره الحكومة ضد الدولة ومؤسساتها، ومن اجل وقفه مطلوب المزيد من القوة. المعارضة في الكنيست ضعيفة. قطاع الاعمال يتلعثم. رئيس الهستدروت، ارنون بار دافيد، الذي قال في آذار الماضي “المشغلون والعمال سيوقفون معاً الانقلاب النظامي والهستيريا، اليمين واليسار يقفان هنا في صف واحد، جنود لدولة إسرائيل”، انسحب من المعركة.

إن سلبية رجال الأعمال ومنظمات العمال وجهات اخرى في المجتمع لم تترك لمن يخدمون في الاحتياط أي خيار. هم يدركون جيدا معنى إضعاف جهاز القضاء وتطرف حكومة نتنياهو. هم الذين سيضطرون الى خدمة حكومة متطرفة، مسيحانية ومتدينة، والتي ستقضي على الانتقاد القضائي وتعمل على تصفية حراس العتبة.

المجتمع السليم كان يجب عليه ابقاء الجيش خارج الحدث. لكن لأن قطاع الاعمال يهتم بالأساس برفاهه والهستدروت تهتم بالاساس باعضائها فانه من الواضح لمن يخدمون في الاحتياط بأنهم اصبحوا وحدهم في هذه القضية. عندما يقول بار دافيد بأنه لن يشل الاقتصاد “فقط بسبب ذريعة المعقولية” فان الرسالة للاحتجاج هي “تدبروا أمركم بدوننا”. في قطاع الاعمال وفي الهستدروت يقولون إنهم “يخافون على الجيش الإسرائيلي”، لكنهم يبقون سلبيين. لو أنهم حقا كانوا يخافون لكان يجب عليهم القول لمن يخدمون في الاحتياط “قفوا جانبا، نحن سنقوم بتشغيل القوة المطلوبة لوقف الانقلاب”. لكنهم ليسوا في الحدث.

إن تفكك الجيش الإسرائيلي يقع على مسؤولية الذين يبقون النضال لرجال الاحتياط. الترتيب الصحيح هو أن المواطنين هم الذين سيديرون النضال من اجل الديمقراطية وسيستخدمون كل قوتهم ضد الانقلاب النظامي. المواطنون يفعلون ذلك بشكل مثير للانطباع، ولكن رجال الأعمال والهستدروت الذين انسحبوا من المعركة فيجب عليهم أن لا يتحدثوا عن القلق على الجيش.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى