هآرتس: “سور واقٍ” لصد جنون نتنياهو
هآرتس 2023-03-03، بقلم: اوري مسغاف: “سور واقٍ” لصد جنون نتنياهو
يوم الغضب في شوارع اسرائيل أوضح بشكل نهائي: هذه حرب. الاحتجاج الديمقراطي انطلق إلى عملية «السور الواقي» الخاصة به. انقضى شهران منذ تشكيل حكومة الارهاب لبنيامين نتنياهو. الدولة تتفكك وتتحلل وتنهار. كل شيء ارهاب، ليس فقط حوارة. لا توجد رمزية اكثر على ذلك من أنه في قلب العاصفة كان من الملح عليه أن يلغي أمس بتشريع إمكانية عزله بسبب عدم الأهلية. هو يعرف ما الذي يفعله. لا يوجد من هو فاقد للأهلية اكثر منه. قبل فترة طويلة من عدم الأهلية القانوني، يجدر ازاحته عن منصبه بسبب عدم الأهلية.
الحديث يدور عن رئيس حكومة اعلن الحرب على الدولة نفسها، وليس فقط على مؤسساتها وعلى من يخدمون الجمهور فيها، بل على مجرد طريقة الحكم والفكرة التي تنظمها.
التاريخ مليء بالأمثلة عن زعماء فقدوا القدرة على فهم الواقع وعلى التمييز بين الخير والشر، بين الصحيح وغير الصحيح. بدءا بنيرون، القيصر الذي كان يعزف على القيثارة أمام روما المحروقة، وكاليغولا المنحرف الذي قام بتعيين حصانه كقنصل، وانتهاء بديكتاتوريين معروفين من القرن السابق والقرن الحالي.
هذا تحدٍ صعب. قارئة مخلصة طلبت مني في هذا الاسبوع بضع كلمات تشجيع وأمل. أنا أجبتها بأنني لا أقوم بتوزيع المعنويات. أنا بالتأكيد لست تشرتشل وليس لدي أي شيء اقدمه لها عدا العرق والدموع والمعارضة الحازمة.
في السابق نشرت في «هآرتس» مقالا ناقش التخوف من عدم وضوح خطوط نتنياهو. هيئة التحرير اقترحت علي التخلي عن ذلك. أنت لست أخصائي نفسي، قالوا لي وبحق. وفي الاصل هذا ليس المكان الذي يجدر الدخول اليه. مرت خمس سنوات وأنا حتى الآن لست اخصائيا نفسيا، فقط أنا وطني يحترم القانون ويدفع الضرائب ويقوم بتربية أولاده هنا. أنا انظر بعيون متعبة، لكني غير مندهش أبدا مما يفعله نتنياهو هنا مع ائتلاف الحريديين والحريديين القوميين الذي اختطف الدولة. ولدي شيء واحد فقط لأقوله لكم: أنا قلت ذلك لكم. أنا لست وحدي بالطبع، لكن انتشار المعارضة الى ابعاد ودوائر، التي اجتازها نتنياهو، كان فقط شيء يمكن الحلم به فقط. هو يمثل رؤية نهاية العالم، حرفيا.
أنا أتذكر نقطة انكساري الخاصة بالنسبة لنتنياهو. هذا حدث بسبب كايا، الكلبة العمياء التي تبنتها عائلة نتنياهو وسارعت إلى نشر ذلك في وسائل الاعلام المستخذية.
هذا بدأ بيئير نتنياهو الذي تجول مع الكلبة ولم ينظف وراءها عندما تبرزت. وعندما اشارت له عابرة سبيل لذلك رفع الاصبع لها. بعد ذلك طلب من الدولة أن تغطي نفقات طعام كايا. المحاسبة العامة في وزارة المالية، ميخال عبادي بفيانجو، رفضت ذلك. أنا صممت على الالتقاء معها، كان يجب أن نسمع مباشرة منها بأن رئيس الحكومة الاسرائيلية قدم فاتورة بذلك.
الادراك بأن نتنياهو يعمل في محيط مشوش كان حيويا من اجل تقدير ادائه وتقديراته حول المجالات الاخرى. في الاصل تبين بعد سنين بأنه لا يوجد عوائق: زوجته تتدخل في تعيين الشخصيات الرفيعة. ابنه يتدخل في امور الدولة ويشغل من بيت اهله منظومة المتحدثين والمشوهين. قضية المنازل، ملفات الآلاف والملفات التي لم يتم التحقيق فيها بما فيه الكفاية (الغواصات واسهم الفولاذ)، والفشل الوطني الذريع لكناف تسيون، اثبتت أن الامر لا يتعلق بهوس أو امور تافهة أو شائعات، من هو على قناعة بأن الدولة تعود له، لن يتردد في احراقها اذا اعتقد أن هذا يخدم مصالحه. ولايته الحالية اعتبرت في البداية فترة التراث. هي لن تستمر لوقت طويل، الارث واضح: تخريب المشروع الصهيوني. نتنياهو اقام للمرة الاولى في تاريخه حكومة دون عامل مهدئ ومسؤول (الذي بالطبع كان يمكن دائما أن يستخدمه ككبش فداء).
نتنياهو يسير بالدولة بسرعة نحو ازمة دستورية، اقتصادية وامنية – ويفعل ذلك استنادا الى اغلبية ضئيلة هي 30 ألف صوت بالاجمال اذا حسبنا كل الكتل. هذا لا يعتبر أمرا عقلانيا. الدولة هي اكثر من مجموع جميع المصوتين، وايضا من اجزائها. هي تاريخ، فكرة. في حالة اسرائيل، بكل عيوبها ومشكلاتها، هي تعتبر معجزة. لا يمكن السماح لنتنياهو ومساعديه بتدميرها.
