هآرتس: ربما يكون يائير نتنياهو قد تم نفيه، لكن روحه لا تزال تحوم فوق والده

هآرتس 15-6-2023، بقلم اوري مسغاف: ربما يكون يائير نتنياهو قد تم نفيه، لكن روحه لا تزال تحوم فوق والده

من الجيد أن تم تجميد المحادثات في مقر الرئيس، التي بفضلها حاول إسحق هرتسوغ الحفاظ على الدولة موحدة. واستهدفت أن توفر له شرعية دولية، وتهدئة الاحتجاج، وكسب الوقت. من المؤسف أن المهزلة التي حدثت أمس لم تضع حداً لكسب الوقت. تم انتخاب كارين الهرار، لكن اليمين يحاول السيطرة على لجنة تعيين القضاة عن طريق إعادة انتخاب المجرم المدان آفي نفيه، لرئاسة مكتب المحامين. وإذا لم ينجح، سيمنع وزير العدل عقد اللجنة. في الأصل سيكون هناك شيء آخر في كل مرة إلى أن تحسم إسرائيل إذا كانت تريد مواصلة كونها دولة ديمقراطية ليبرالية ودولة قانون داخل حدود الخط الأخضر. هذا قرار ضروري ومحظور الخوف منه. ولكن القصة الحقيقية هي أن بنيامين نتنياهو فقد السيطرة، في الليكود والحكومة وبالطبع في الدولة. إسرائيل تسارع نحو الهاوية.

رئيس الحكومة المتهم بمخالفات جنائية شخص ضعيف وخائف ومشلول، ولم يعد قادراً على فرض رأيه حتى في ساحته البيتية، فضلاً عن إدارة دولة. والإشارة الصغيرة على ذلك تعيين جلعاد تسفيك مستشاراً إعلامياً، وهو المغرد الأكثر استهزاء بالرئيس الأمريكي جو بايدن، ومطلق نظريات مؤامرة بروحية حفل الشاي الأمريكي. أيضاً غياب الرد على هراءات لوزراء مثل عميحاي شكلي (تأييد إيلون ماسك ضد جورج سورس)، وإيلي كوهين (الاستخفاف بنائبة الرئيس كمالا هاريس). إن من يتوق لدعوة إلى واشنطن لا يمكنه السماح بمثل هذا الهذيان. إلا إذا لم يعد فادراً على السيطرة وعلى ترويض النمر المجنون الذي ركب على ظهره أثناء عودته إلى الحكم.

البلاد مليئة بالشائعات عن نفي ليئير نتنياهو إلى شواطئ فلوريدا وإلى خارج “تويتر”. قصص ألف ليلة وليلة تشعل خيال الإسرائيليين، الذين سمعوا عن ذلك من “مصدر موثوق ومعتمد ومقرب من الشاباك”. الشهادات المصورة للعمليات التجميلية كما يبدو التي أجريت له بإرادته، شاب سليم كما يبدو وأضيف شيء للغموض. ولكن هذا لا يهم في الحقيقة. روح رئيس الحكومة البديل تهب هنا أصلاً. رجاله وشركاؤه في الطريق سيطروا على كل مواقع القوة والنفوذ، في السياسة ووسائل الإعلام، التي لم يعد بالإمكان اعتبارها مجموعة خيالية متقلبة. كل ذلك خطأ والده الضعيف الذي يفتقر إلى السلطة الأبوية في المنزل، مثلما في الائتلاف.

هي دفيئة سم وتحريض ودعاية للقناة 1، والوزير في وزارة العدل دافيد امسالم دعا إلى تقديم إيهود باراك وأهارون براك للمحاكمة، وقال عن غالي بهراف ميارا إنها لا تصلح أن تكون مستشارة قانونية في قسم في البلدية. عينه نتنياهو أيضاً في منصب وزير مسؤول عن لجنة الطاقة النووية؛ ربما يجدر إرساله كممثل لإسرائيل في المحادثات النووية التي توقفوا فيها عن أخذ إسرائيل المتدهورة في الحسبان. هو إنسان نشط؛ فقد أفشل هو وشلومو كرعي هذا الأسبوع العملية الاستراتيجية لخصخصة سلطة البريد. نعم، هو كرعي نفسه الذي يدفع قدماً بتعيين غادي تاوب” بلجنة هذه الهيئة. عندما قدمت أمام “تاوب” خطة “مراقبي الدولة” في قناة الكنيست، لم أفهم لسبب استقباله كل كلمة قلتها عن كرعي بالغضب الشديد، ولكن بدأت أفهم الآن.

كثيراً ما نجد تاوب على خط القدس – بودابست. وقام صديقه يئير نتنياهو بالاستجمام هناك في السنوات الأخيرة. نموذج بلغاريا لفيكتور أوربان هو حلم المجانين. المفتاح مزدوج: تعيين جنود مخلصين في الجيش الفاشي والشعبوي في مناصب رئيسية، وإلى جانبهم عملاء ذليلون في مواقع حراس العتبة ورؤساء لجان عامة (مدرسة يوفال الباشن). إسرائيل تنهب وتدمر، وتغرق في الجريمة والفساد وفي ركود شديد، والحكومة الملعونة التي وعدت بـ “عظمة وحوكمة” تجرنا إلى الفوضى.