ترجمات عبرية

هآرتس: حان الوقت لنسقط الديكتاتور الفاسد

هآرتس 2023-07-31، بقلم: ايريس ليعال: حان الوقت لنسقط الديكتاتور الفاسد

نغرق في اعتقادات تدعو إلى إصلاح المجتمع الإسرائيلي، وفي نداءات تدعو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وفي عرائض تطالب بالمصالحة الوطنية، وفي أعمدة مكتوبة بدم قلوب أشخاص حكماء يطالبون بالتوقف قبل لحظة من الهاوية. تخوفاتهم معروفة ومؤثرة جدا. ترسم الشعوب عالم خيالها من ماضيها وتنظر إلى الحاضر من خلال أساطير الشعب، و9 آب يوفر لنا أم كل المجازات – خراب البيت بسبب الصراع الداخلي. يصعب عدم الاستسلام للشعور بأنه هنا يتجسد مبدأ العودة الأبدية أمام ناظرينا في هذه الأثناء بالذات. ونحن نقف الآن أمام المصير ذاته.

لكن التاريخ غير البعيد يشير إلى شيء أكثر تعقيداً؛ نحن بالإجمال نمر بما تمر به دول العالم الغربي في العقود الأخيرة. وبنيامين نتنياهو هو ديكتاتور آخر يحاول إلغاء الديمقراطية برعاية القانون. في نهاية المطاف، الانتقال من الطرف الديمقراطي إلى الطرف الظلامي للعالم يحدث بشكل علني. لقد حول ترامب ومودي وبوتين وأوربان إلى أصدقاء له. مع كل الاحترام للذين يطالبون بالمصالحة، أدعو إلى حرب ضروس ضد هذه الحكومة إلى أن يتم إسقاطها. منذ اللحظة التي تم فيها تمرير القانون الأول بصورة أحادية الجانب فقد تغيرت قواعد اللعب والأهداف. إذا كان النضال قبل ذلك بلحظة يجري حول الإصلاح القانوني مع الموافقة على القرار الديمقراطي في الانتخابات فإنه منذ تم تمرير التشريع فإن كل الغضب والتصميم يجب أن يوجه للإطاحة به. هذه هي الفرصة الوحيدة لإنقاذ هذا المكان، الذي قبل عقد كان دولة مزدهرة فكريا وثقافيا واقتصاديا (في الوقت الذي كانت في الساحة الخلفية، بالنسبة للفلسطينيين، مظالم يومية)، والآن هي تسير بثقة في الطريق إلى تحولها إلى دولة فقيرة ومتخلفة.

دفعنا ثمنا اقتصاديا باهظا، وتضرر أمننا الشخصي، ونقترب من كارثة عسكرية. إذا رفضنا الحل فإن الوضع فقط سيتفاقم. سيزداد هروب الأدمغة: الأطباء، علماء الصواريخ، المهندسون، ورجال الهايتيك سيغادرون، ليس جميعهم، بل عدد يكفي لأن يتواصل الضرر على الأقل لجيل قادم. أيضا شركات التصنيف الائتماني والمستثمرون الذين يريدون اليقين، لن يكتفوا بمحادثات مصالحة لفترة طويلة في الوقت الذي يدس فيه نتنياهو يده في جيوب الرئيس هرتسوغ ولابيد وغانتس، ويسرق مصداقيتهم جزءاً تلو آخر كما فعل في السابق.

حان الوقت للعودة وأن نكون نورا للأغيار وأن نري العالم كيف يتم إسقاط ديكتاتور فاسد قبل تحويل بلاده إلى ديكتاتورية. الادعاء بأنه ليس هناك لأي حزب ما يكسبه من الذهاب إلى الانتخابات، هو ادعاء معروف وممل. فكل حزب توجد له قاعدة أعصاب يجب إرضاؤها، ودوافع مختلفة واحتياجات أخرى، أحيانا حتى متناقضة. هذه وصفة لتوتر داخلي صعب.

شخص تجول في محيط نتنياهو قال لي إن نيته هي زيادة النزاع الداخلي من اجل الحفاظ على تماسك حكومته. وبدلا من انتظار أن يقوم بالخطوة المتوقعة وأن ينجح في تأجيج النزاع بين رؤساء المعارضة وحركة الاحتجاج يجب في هذه المرة أن نسبقه. الدمج غير المحتمل بين الضغط من الإدارة الأميركية والعداء المكشوف للاتحاد الأوروبي والوضع الأمني والشوارع المشتعلة وما يحدث في الجيش، سيحطم شيئاً ما أو أحداً ما.

تصعيد الاحتجاج وعدم الامتثال الواسع للجمهور وأزمة دستورية، كل ذلك يمكن أن يقرب نتنياهو من الاستسلام. عرفنا أن قلبه يجد صعوبة في تحمل العبء. بين حين وآخر جزء صغير من الواقع، الذي على الأغلب علاقته معه تمر عبر طبقات من الوساطة المغرضة تخترقه ويصاب بالذهول. نتنياهو محاط بأعضاء حكومة يحتقرهم من أعماقه. وأحدهم سيثير استفزازا مزعجا، هو واثق من ذلك ونحن أيضا. أراهن على إيتمار بن غفير، لكن الآخرين أيضا لديهم إمكانيات كبيرة. إذا كنا فقط مصممين فهذه الحكومة المريضة والخبيثة ستسقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى