ترجمات عبرية

هآرتس: بين النكبة ويوم القدس

هآرتس 16-5-2023، بقلم نوريت فيرغفت: بين النكبة ويوم القدس

بالصدفة، جرى إحياء يوم النكبة أمس في وقت قريب من “يوم القدس” بعد غد. في حياة عزام أبو السعود أهمية لحدثين؛ فهو ولد في اللد عام 1948، وطُرد من المدينة مع عائلته وعمره 39 يوماً. “كان والدي مقدسي الأصل. ذهب للعمل في اللد مديراً لمدرسة”، قال. “من حسن حظنا أن كان للعائلة بيت في القدس، وكان لنا مكان لنسكن فيه”.

في أيار 1967، في عمر 19 سنة، كان يتعلم الاقتصاد وإدارة الأعمال في مصر. جاء في إجازة قبل اندلاع الحرب ببضعة أيام. أرسله والده لشراء مواد غذائية للعائلة وسحب المال استعداداً للحرب. ولكن أبو السعود لم ينجح في هذه المهمة. “عندما وصلت إلى منطقة باب العامود كانت الحرب قد اندلعت، الناس يركضون بفزع من مكان إلى آخر. ذهبت مع آخرين إلى منطقة باب يافا، حيث جنود أردنيون، أخذونا كمتطوعين في الفيلق إلى مكان قرب أريحا للتدرب كجنود”، قال. “لخيبة الأمل، كان هناك انسحاب قبل تجنيدنا. أردت المشاركة في الدفاع عن المدينة، ولكن لم تسنح لي الفرصة. وصلت إلى عمان وأنا أرتدي زي الجيش الأردني”.

والد عزام ووالدته لم يتمكنا من العثور عليه وأصيبا بالخوف. “اعتادت أمي القول “الحرب أعطت (1948) والحرب أخذت (1967)”. وبعد نجاحه في إرسال خبر لعائلته في برنامج “سلام مع أغنية” في الإذاعة الأردنية، عرفوا أنه على قيد الحياة.

عاد أبو السعود إلى بيته في 1971 بعد استكمال دراسته بجامعة القاهرة. ومنذ ذلك الحين وهو يشارك في الحياة الفلسطينية في القدس وفي المنطقة. وفي فترة معينة حتى عمل رئيساً للغرفة التجارية الفلسطينية التي كانت تعمل في “الأورينت هاوس” إلى أن أغلقوا المكان عام 2001.

زياد الحموري، وهو من مواليد بيت حنينا، كان عمره 16 سنة عند اندلاع الحرب، وكان يتعلم في مدرسة ثانوية في الشيخ جراح. أعدوا مكاناً للاختباء في أحد المرائب (الكراجات) مع عدد من عائلات المنطقة، وخزنوا الطعام والماء وملأوا أكياس الرمل للحماية من الرصاص. وحسب قوله، كان من الصعب معرفة موعد اندلاع الحرب. “في مرحلة معينة، سار جنود إسرائيليون في الشارع قربنا. خرجت أنظر. لم أعتقد أنهم إسرائيليون، اعتقدت أنهم جنود دولة عربية جاءوا للمساعدة. شخص أطلق النار، ليس من أجل الإصابة، بل من أجل التخويف. عدت إلى الكراج”، قال.

كانت العائلة مقسمة. الأب وأحد أخوته كانا في البلدة القديمة. وأخ آخر كان في الخليل نجح في الوصول إلى الأردن. كان الحموري مع أمه عندما سمع النداء الأول للخروج من الكراج. “فصل الجنود الرجال عن النساء، وأمروا الرجال بالانبطاح أرضاً ووجوهنا إلى أسفل. أمي التي تتذكر القصص من 1948 جاءت ووقفت فوق رأسي. “إذا كنتم تريدون قتله فاقتلوني قبله”، قالت للجنود. لا أعرف كم من الوقت احتجزونا بهذه الصورة. وقد خفت واعتقدت بأنهم سيقتلوننا جميعاً”.

بعد ذلك، فتشوا البيوت للتأكد من عدم وجود سلاح، وتم فرض حظر التجول. “عندما انتهى حظر التجول خرجت وشاهدت الكثير من الجثث والدمار”، تذكر. والده وصل إلى البيت بعد أسبوع تقريباً. مع ذلك، حافظ على التفاؤل: “قدر الجميع بأن الاحتلال سينتهي بعد فترة قصيرة. لم نفكر بالسلام في تلك الأيام. اعتقدنا أنهم سينتصرون على إسرائيل وأنها ستنسحب”.

بعد ذلك، بدأ الإسرائيليون بالمجيء إلى شرقي القدس والبلدة القديمة. “استقبلهم الناس بشكل جيد والتجار كسبوا، لأن الإسرائيليين اشتروا كل شيء، الطعام والمشروبات والتذكارات. أحياناً كانوا يأتون إلى بيت حنينا لمشاهدة قصر الملك حسين”، قال. كان والده من المعتقلين الأوائل، وقد أطلق سراحه بعد بضعة أشهر بعد عدم العثور على أي أدلة ضده. “بعد ذلك، حاولوا تجنيده كمتعاون. والدي لم يوافق على ذلك، فاعتقلوه إدارياً. في نهاية المطاف، تم إطلاق سراح والدي ولكن تحت الإقامة الجبرية في المنزل حتى وفاته في 1974″، قال.

الحموري يعتبر نفسه الآن ناشطاً، من مؤسسي “مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية”. هذه الأيام، يوم النكبة والاحتفال بتوحيد القدس، تسبب له الحزن. “ظننا أن الاحتلال سينتهي بعد بضعة أيام. بعد ذلك اعتقدنا حدوث سلام. ولكنه استمر 56 سنة. في سياسة إسرائيل الجميع نفس الشيء: يوسعون المستوطنات وينظرون للسلطة الفلسطينية بصورة مهينة. أنا لا أرى بأن هناك أحداً يفكر بحل الدولتين. هذا صعب جداً”.

عزام أبو السعود كاتب ناشط جداً، ينشر مقالات (لا سيما في صحيفة القدس)، ويكتب المسرحيات والقصص، تتناول معظمها القدس. يلتقي وجهاء المدينة، في الداخل والخارج، ويعرف منهم تاريخ المدينة شفوياً. “كل ما أفعله يتعلق بالقدس”، قال.

الخميس المقبل (يوم القدس) سيجلس قرب سرير شقيقته المريضة مثلما يفعل كل يوم في الفترة الأخيرة. مظاهرة الأعلام السنوية التي يقوم بها اليمين المتطرف تثير اشمئزازه. وحسب رأيه، كان على الحكومة منعها. “عليهم السير في الطرف الإسرائيلي. في منطقة باب العامود مواجهات ومصابون في طرفنا”، قال.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى