ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – التطعيم والانفاذ بلا فزع ..!

هآرتس 6-8-2021م

يبدي الجمهور الاسرائيلي في السنة والنصف الاخيرتين  نضجا ومسؤولية كبيرة في التصدي للكورونا. 90 في المئة من ابناء الخمسين فما فوق و84 في المئة من ابناء الـ 30 – 49 تطعموا حتى الان. 262 الف اسرائيلي تلقوا في غضون ثلاثة ايام حقنة تطعيم ثالثة، رغم أن مدى نجاعتها لم يثبت. هذه المعطيات تضع اسرائيل في قمة التطعيمات العالمية، وتقلص تفشي المرض وتمنع انهيار جهاز الصحة.

رئيس الوزراء نفتالي بينيت، اكثر من الهجوم على تهديدات الاغلاق ونبوءات الغضب لسلفه في المنصب. أما الان فهو الاخر تبنى سياسة  التهديد. فقد قال: “اغلب الاحتمال انه لن يكون مفر من الاغلاق”. أما وزير الصحة نيتسان هوروفيتس فاعلن بانه سيكون ممكنا الامتناع عن الاغلاق اذا ما احترم الجمهور التعليمات وتطعم: “كل واحد يجب أن يأخذ المسؤولية ويفعل ما يجب”. لم يقل ما هي المطالب التي طرحها على نفسه وعلى رجاله.

في وزارة المالية، بالمقابل، سارعوا للتحذير من اغلاق اضافي للمرافق الاقتصادية ومن فزع زائد. فقد شدد مدير عام الوزارة، رام لينكوف على أن “الاضرار التي يلحقها الاغلاق من ناحية اقتصادية ونفسية قاسية للغاية”. وبالفعل، لم تنتعش اسرائيل بعد من الاغلاقات السابقة: معدل البطالة ارتفع في تموز الى 9 في المئة، عدد الذين اخرجوا الى الاجازة بلا راتب ارتفع بـ 15 الف. وقيود اضافية ستفاقم الوضع.

على صناديق المرضى ووزارة الصحة ان تتعهد بضمان دور لمن لم يتطعم. بعضهم بالتأكيد يمتنعون عن ذلك كسلا او جهلا وليس لانهم يصدقون نظريات المؤامرة. يمكن تطعيمهم في بيوتهم او اعطاؤهم حوافز اقتصادية كي يتطعموا. التلاميذ فوق سن 11 يجب أن يتطعموا في المخيمات الصيفية، في اماكن الترفيه وفي المدارس. اضافة الى ذلك، يجب انفاذ التعليمات القائمة والامتناع عن الفزع. كما أن على الحكومة أن تقرر مقاييس واضحة لقياس خطوة الوباء – في هذه المرحلة عدد المرضى الصعب لا يهدد بانهيار المستشفيات، والكثيرون من الموتى لم يكونوا مطعمين.

بخلاف التفاؤل مع بدء حملة التطعيم، لم  تهزم الانسانية الكورونا بعد. ففي الاشهر  القريبة القادمة على الاقل، وربما بعد سنوات عديدة ايضا، سنضطر لان نتعايش الى جانب الفيروس. اما الفزع والاجراءات المتشددة التي لا يمكن للجمهور أن يحتملها فلا تساعد على اجتياز هذه الفترة مع اقل ما يكون من المصابين.

مركز الناطور للدراسات والابحاث FAcebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى