ترجمات عبرية

هآرتس: الفيتو الأميركي على خطوات الجيش الإسرائيلي

هآرتس 22-3-2024، عاموس هرئيل: الفيتو الأميركي على خطوات الجيش الإسرائيلي

قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إرسال بعثة الى واشنطن من اجل أن تطرح على الإدارة الأميركية خطة عمل الجيش الإسرائيلي في رفح، تعكس الوضع الحقيقي في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة قبل منتصف الشهر السادس للحرب. نتنياهو يهدد يوميا بالاقتحام العسكري القريب لرفح ويعد الجمهور بانتصار مطلق على حماس ويتفاخر باستقلالية اسرائيل في اتخاذ القرارات رغم التوتر مع الرئيس الأميركي، جو بايدن. لكن عمليا فكرة أن اسرائيل دائما تدافع عن نفسها ذاتيا (مع القليل من المساعدة من الأصدقاء) هي محل تساؤل كبير منذ الهجوم الإرهابي في 7 تشرين الأول. بايدن مؤخرا يقوم بتحديه من كل الجهات بقرار إنزال المساعدات جوا الى غزة وإقامة رصيف بحري على شاطئ غزة بإبطاء معين تتقدم فيه وتيرة تزويد السلاح من الولايات المتحدة لإسرائيل وبالمعارضة الأميركية المتزايدة والأكثر علنية للعملية في رفع.

في البداية تم إرسال الرسالة عبر الوزير بيني غانتس، الذي زار واشنطن في بداية الشهر الحالي: الادارة لن تسمح بدخول اسرائيل الى رفح في شهر رمضان. هذا لم يزعج نتنياهو في الاعلان عن اقتحام قريب متوقع، في كل مناسبة منذ ذلك الحين. لكن للحقيقة فان الاستعداد يجري ببطء (رغم أن الخطة العملية تم عرضها على رئيس الحكومة)، في المحادثة الهاتفية بين بايدن ونتنياهو في بداية الاسبوع الرئيس طلب ارسال بعثة اسرائيلية الى واشنطن لمناقشة العملية المخطط لها. رئيس الحكومة قرر أن يرسل الى هناك في الاسبوع القادم الوزير رون ديرمر ورئيس هيئة الامن القومي تساحي هنغبي. رؤساء اجهزة الامن عرفوا عن ذلك فقط من بيان البيت الابيض. نتنياهو نسي أن يخبرهم.

حدث التغيير الاساسي في سياسة الادارة الأميركية تجاه إسرائيل في نهاية شهر شباط، في أعقاب الحادثة التي قتل فيها اكثر من 100 فلسطيني خلال وصول قافلة مساعدات الى مدينة غزة. الرئيس، الذي حتى ذلك الحين اظهر قدرة تحمل كبيرة، فقد مرة واحدة الصبر. ومنذ ذلك الحين تصدر البشائر السيئة والاهانة من الولايات المتحدة بوتيرة بشرى سيئة واهانة كل يوم. لكن التعبير الاكثر بروزا اعطي في واشنطن وليس في غزة، بإعلان رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر قبل أسبوع. شومر وصف نتنياهو بأنه عقبة أمام السلام وطلب اجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، وبايدن وصف اقواله بـ «الخطاب الجيد». المعنى العملي لهذه الخطوة والتصريحات مؤخرا هو أن الولايات المتحدة منحت نفسها صلاحيات متزايدة عن أمن اسرائيل، مع التصميم على نوع من حق الفيتو على خطوات الجيش الاسرائيلي. الدلائل على ذلك شوهدت في بداية الحرب في خطاب الرئيس الذي حذر فيه ايران واسرائيل من فتح جبهة بينهما بمشاركة حزب الله، وفي اللقاءات المتواترة التي اجرتها الشخصيات الرفيعة في الادارة الأميركية مع مجلس الحرب الاسرائيلي، التي جرت فيها نقاشات مفصلة لخطط عملية. منذ ذلك الحين اعتماد اسرائيل على الولايات المتحدة ازداد فقط الى مستوى مقلق.

التصريحات العلنية الأميركية والاتحاد الاوروبي ضد العملية في رفح تقلص بشكل كبير مجال احتمالات اسرائيل. ربما سيحاول نتنياهو التعلق بالصعوبات التي وضعها بايدن (كالعادة ايضا بالجنرالات واليسار) من اجل أن يشرح لماذا تتباطأ العملية في رفح. لولا الرغبة في الدفع قدما بصفقة تبادل لربما كانت الإدارة الأميركية أيضا ستعيد النظر في تصميمها على مواصلة استخدام الفيتو على مشاريع قرارات مناهضة لإسرائيل في مجلس الأمن.

 

بانتظار السنوار

المجتمع الدولي يعبر عن تخوفه من العملية في رفح بسبب المليون ونصف فلسطيني الذين يوجدون هناك. لكن تقدم العملية يتباطأ ايضا على خلفية عدم تخصيص قوات عسكرية لهذه العملية في هذه المرحلة. عمليا، داخل القطاع تعمل الآن القوة العسكرية الاصغر منذ بداية الحرب، ثلاثة ألوية ونصف فقط. العملية في خان يونس تم تقليصها بشكل كبير، ومعظم القوات التي قاتلت هناك خرجت للاستراحة خارج القطاع. في الوقت نفسه يسيطر لواء الناحل على الممر الذي يقسم القطاع في وادي غزة، في الوقت الذي فيه الطاقم القتالي للواء 401 يقود الهجوم على مستشفى الشفاء. هناك تجري عملية كثيفة نسبيا، التي قتل فيها حسب الجيش الاسرائيلي اكثر من 100 مخرب وتم اعتقال مئات المشبوهين، من بينهم نشطاء مركزيون في حماس. يبدو أنه على الأقل جزء من جهود إسرائيل يستثمر في المس بإحباط محاولات حماس إعادة سيطرتها في شمال القطاع، مع المس بالمشاركين في السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية.

الوضع الإنساني، بالأساس في شمال القطاع، يواصل كونه وضعاً صعباً جداً. الجمهور في إسرائيل تقريباً لا يدرك ذلك لأن معظم وسائل الإعلام في البلاد تخفي معاناة الفلسطينيين منذ بداية الحرب بالمذبحة في بلدات الغلاف. من الواضح أن تجاهل حماس ايضا يضخم ويختلق القصص، لكن الازمة، التي يتم وصفها بأنها حافة الجوع في بعض المناطق، هي ازمة حقيقية وتؤثر على ردود المجتمع الدولي وازدياد الطلب للاعلان الفوري عن اطلاق النار. اسرائيل والولايات المتحدة تريدان ربط ذلك بالتوصل الى اتفاق لاطلاق سراح المخطوفين، الذي سيشمل وقف لاطلاق النار مدة ستة اسابيع واطلاق سراح ألف سجين فلسطيني مقابل 40 مخطوف اسرائيلي (نساء، شيوخ، جرحى ومرضى). التقارير الواردة من الدوحة كثيرة ومتناقضة. مع ذلك فان حقيقة أن بعض اعضاء البعثة الإسرائيلية للمفاوضات ما زالوا هناك، وأنه بالفعل تجري محادثات عن قرب، أي يتم نقل رسائل بشكل متواصل من الوسطاء لقيادة حماس الخارج، التي توجد بشكل دائم في الدوحة، تدل على احتمالية معينة لحدوث تقدم في المفاوضات. الامر لم يكن هكذا في الجولات السابقة في باريس وفي القاهرة، التي عادت منها البعثة بسرعة الى اسرائيل، وعلى الأغلب بدون أي انجازات حقيقية.

صاحب الكلمة الاخيرة في حماس، وربما بشكل عام، هو يحيى السنوار، رئيس حماس في القطاع. الاتصال معه، كما نشر عن ذلك في السابق، متقطع ازاء حقيقة أنه يختفي خوفاً من اعتقاله من قبل الجيش الاسرائيلي والشاباك. في الصفقة الاولى في نهاية تشرين الثاني الماضي تبين أن السنوار يفقد في مرحلة معينة صبره في الانشغال بالتفاصيل الصغيرة في المفاوضات، ويميل الى الحسم دون الإصغاء اكثر من اللازم لأصدقائه الذين يعيشون في رفاهية في الفنادق في قطر. هذا يمكن أن يحدث أيضاً في هذه المرة.

خلال الحرب ثارت بين حين وآخر آمال في أن اتفاق على إنهاء الحرب سيشمل نوعا من موافقة السنوار وكبار القادة في الذراع العسكري على الخروج الى المنفى خارج القطاع مع تعهد بعدم المس بهم. مصدر رفيع في الجيش الإسرائيلي الذي زار مؤخرا الوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية، سأل الضباط القدامى الذين لهم سنوات من الخبرة في جمع المعلومات عن السنوار (الذين لم يكلف الجيش نفسه وبجد عناء الاستماع اليهم قبل المذبحة في 7 تشرين الأول)، سألهم اذا كانت هناك أي احتمالية لمثل هذا التنازل. رجال الاستخبارات ردوا بالنفي المطلق: السنوار، كما قدروا، سيفضل البقاء في القطاع حتى لو كان بذلك يقامر بمصيره الشخصي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى