ترجمات عبرية

هآرتس: الصندوق القومي اليهودي يقوم بتمويل البؤر الاستيطانية الزراعية غير القانونية في الضفة الغربية

هآرتس 1-10-2023، بقلم هاجر شيزاف: الصندوق القومي اليهودي يقوم بتمويل البؤر الاستيطانية الزراعية غير القانونية في الضفة الغربية

استثمر الصندوق القومي في السنتين الأخيرتين 4 ملايين شيكل في مشروع لتأهيل “الشبيبة في خطر” التي تعيش في بؤر استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية. الأموال التي خُصصت لتمويل تأهيل مهني لأبناء الشبيبة تنقل لمنظمات وجهات تشجع على إقامة البؤر غير القانونية. وحتى إن إحدى المنظمات تشجع على التطوع في مزارع الرعي التي وجهت شكاوى متكررة ضد سكانها من نشطاء يساريين بسبب العنف والتنمر. وقال مصدر في الصندوق القومي للصحيفة، إن عدد المزارع المدعومة في الضفة، في إطار خطة “شبيبة في خطر” للمنظمة، هو أكبر من عدد المزارع الموجودة في النقب والجليل.

إحدى المنظمات التي حصلت على دعم في إطار البرنامج هي “عودة صهيون إلى تراب أرضها”، التي حصلت في السابق على نصف مليون شيكل. وربما تحصل خلال هذه السنة على 1.75 مليون شيكل إضافي. رفضت “الكيرن كييمت” طلب “هآرتس” إعطاء معلومات حول مزارع الرعي التي تعمل فيها المنطقة. مع ذلك، حسب منشورات في الشبكات الاجتماعية لمنظمة “بلادنا” التي تعمل برعاية هذه المنظمة، فقد جندت متطوعين لمزارع “عيمق ترتسا” المعروفة أيضاً باسم “مزرعة موشيه”. في كانون الأول 2022 أرسل نشطاء من اليسار رسالة بواسطة المحامي ايتي ماك للاتحاد الأوروبي طلبوا فيها فرض عقوبات على صاحب المزرعة “موشيه شربيت” بسبب أعمال العنف ضد الفلسطينيين. “أساليب شربيت تشمل رشق الحجارة على الفلسطينيين وعلى قطعانهم، والسفر في السيارات بين الأغنام والحقول المزروعة، وتحريض الكلاب على الفلسطينيين وقطعانهم، وضرب أغنام الفلسطينيين بالعصي والقضبان الحديدية”، كتب في الرسالة.

مشروع “بلادنا” يشجع متطوعين للمزارع غير القانونية، الذي هدف -حسب موقع المنظمة- إلى “الحفاظ على عشرات آلاف الدونمات من أراضي الدولة من غزو جهات غير مخولة”. علمت “هآرتس” أن منظمة “بلادنا” تعمل إلى جانب مزرعة “عيمق ترتسا”، في “حفوت دوروت” الموجودة قرب مستوطنة “معاليه شومرون”، وفي “أرض الشمس” قرب مستوطنة “مشخيوت”. في أيار الماضي، على خلفية الدعم من الصندوق القومي، أضاف أعضاء المشروع هدفاً آخر لنشاطاتهم لدى مسجل الجمعيات، وهو معالجة “شبيبة التلال”. ومؤخراً، نشر موقع “شومريم” أن الإدارة المدنية نقلت نحو 800 ألف شيكل للجمعية لمعالجة “شبيبة التلال” من خلال هيئة الرفاه التابعة للإدارة.

ثمة جمعية أخرى تحصل على الدعم في إطار البرنامج، وهي جمعية “لعوفدا وشومرا”، التي ستحصل على 750 ألف شيكل لصالح تنفيذ البرنامج في مزرعة مخصصة للشبيبة الحريدية اسمها “مهتحلاه” في شمال أريحا. وحصل المجلس الإقليمي “بنيامين” في السابق من “الكيرن كييمت” على نصف مليون شيكل، وقد يحصل هذه السنة على مليون شيكل آخر في إطار البرنامج. المجلس لا ينفي دعمه الأيديولوجي للبؤر الزراعية في منطقة نفوذه، لكن رداً على سؤال لهآرتس في الموضوع، أكد أن “الخطة لا تتعامل بالبناء، بل بمجال التعليم والمجتمع فقط”.

       بؤر مزارع الرعي في الضفة الغربية

في العشر سنوات الأخيرة، تحولت مزارع الرعي إلى البؤر الاستيطانية الأكثر انتشاراً في الضفة. تقام المزارع غالباً على أراضي دولة، وبالتحديد قرب مناطق التدريب أو محميات طبيعية أو أراض خاصة للفلسطينيين – تأثيرها أكبر من مساحتها، حيث إن قطعان أغنام المستوطنين تحتاج إلى أرض واسعة للرعي. وبالتالي، تطور أسلوب تسيطر فيه البؤر الاستيطانية على أكبر قدر من الأراضي مع أقل قدر من السكان. تشكل البؤر الاستيطانية مركز جذب للشباب، بعضهم فتيان، الذين يعيشون فيها. أصحاب المزارع شبيهاً بجهات في الجيش، يعتبرون المزارع إطاراً لتأهيل “الشبيبة في خطر”، رغم أن الحديث يدور فعلياً عن بؤر استيطانية غير قانونية استهدفت تقليص مساحة الرعي للفلسطينيين. الأموال التي ينقلها الصندوق القومي لهذه الجمعيات استهدفت ضمن أمور أخرى تمويل تعليم السياقة والحدادة، لكن في إطار المشروع لم تتم أي محاولة لإخراجهم من هذه البؤر.

جاء الرد من “الكيرن كييمت” بأن “شبيبة في خطر” التابع للصندوق، هو برنامج يجري في مستوطنات الهوامش الاجتماعية والجغرافية وفي مزارع زراعية في أرجاء البلاد. البرنامج يعطي الفتيان فرصة للعودة إلى مسار حياة طبيعية وإعادة الاندماج في أطر. هذا البرنامج جزء من النشاطات التعليمية لـ “الكيرن كييمت” لمعالجة أبناء الشبيبة الذين يعتبرون “شبيبة في خطر” – أو الذين لديهم احتمالية عالية للتسرب. في هذا المشروع، هؤلاء الشباب يحصلون على تعليم صهيوني ومعاملة شخصية وتأهيل تشغيلي ومنحهم مهارات وتدريبات أساسية على الحياة، بالإضافة إلى تشجيع على الخدمة في الجيش أو على الخدمة المدنية. حتى الآن، سنحت الفرصة لكثير من الشباب للمشاركة في هذا المشروع والاندماج في المجتمع بطريقة مثلى”.

وجاء أيضاً بأن “الكيرن كييمت” تعمل في المشروع “بالتعاون مع مجالس كثيرة في أرجاء البلاد. والمشروع ينفذ في 34 سلطة محلية من الهوامش الاجتماعية والجغرافية؛ لأن جزءاً كبيراً من هؤلاء الشباب يأتون بمبادرة منهم لنشاطات في المزارع الموجودة في أماكن مختلفة في البلاد. أما بخصوص الدعاوى ضد هذه المزارع وغيرها، فإن الصندوق القومي يشارك في نشاطات تعليمية ولا يتعامل مع الوضع القانوني للمزارع”.

جاء الرد من المجلس الإقليمي “بنيامين”: “المشروع يدمج أبناء شبيبة بدون إطار تعليم وفي خطر ومنقطعين عن البيت وما شابه، في المجتمع. ويسعى المشروع إلى دمج أبناء الشبيبة في مجتمع مثالي عن طريق تشغيل إنتاجي وتدريب مهني مع دعم اجتماعي مهني. هؤلاء الشباب بحاجة إلى رد خاص، والمجلس يرى أهمية كبيرة في معالجة هذا الموضوع”.

لم نحصل على إجابة من جمعية “عودة صهيون إلى أرضها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى