ترجمات عبرية

هآرتس: الرهان على غانتس وايزنكوت

هآرتس 2024-02-01، بقلم: عكيفا الدار: الرهان على غانتس وايزنكوت

لم يتم الاهتمام بشكل كبير بالجزء المخيف في المقابلة التي اجراها غادي ايزنكوت مع برنامج “عوفداه”. رجل الجيش المخضرم والسياسي العقلاني أكد على أنه هو وصديقه بني غانتس قد قاما بإفشال تدهور المواجهة في قطاع غزة الى حرب اقليمية شاملة.

لو أن اسرائيل قامت بمهاجمة لبنان (كما تم التخطيط عشية انضمامهما للحكومة)، قال ايزنكوت، كنا سنحقق حلم يحيى السنوار الاستراتيجي وهو جر  محور سورية – العراق – ايران على الفور الى الحرب ضد اسرائيل. هذا الحلم يجب أن يقف الآن نصب أعين أي خصم سياسي يستخف بغانتس، المستعد مرة اخرى لأكل المر من المخادع، ونصب أعين أي محلل يدفع ايزنكوت الى الهرب من عش الوقواق.

لقد كان لضغط الرئيس الأميركي وزن كبير في قرار وقف الحرب في الشمال. لكن المواجهة مع الادارة الأميركية حول حل الدولتين تعلمنا أن الخوف من فقدان تأييد الازعر في “قوة يهودية” ما زال يتغلب لدى بنيامين نتنياهو على الخوف من تآكل زعيم الدولة الاقوى في العالم. هكذا بقي للحوار الجماهيري امكانيتان. الاولى، التعود على حرب الاستنزاف في الشمال والتنغيص على حياة الـ 60 ألف شخص من سكان الجليل المنفيين في بلادهم؛ الثانية هي فتح جبهة اخرى في موازاة القتال في غزة، أو على الفور بعد انتهائه.

المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، عاموس هوخشتاين (اسرائيلي سابق)، قال في هذا الاسبوع بأن هناك طريقاً ثالثة. من اجل أن يستطيع الاسرائيليون واللبنانيون الذين تم تهجيرهم من بيوتهم العيش في أمان، قال هوخشتاين، يجب عدم الاكتفاء بوقف اطلاق النار. هوخشتاين لديه تفويض من البيت الابيض لمواصلة المحادثات في محاولة لابعاد النار عن منطقة الحدود.

يمكن العثور على تأييد لموقف هوخشتاين في تصريح وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، الذي جاء فيه أنه سواء حزب الله أو الحكومة اللبنانية، على استعداد لتطبيق القرار 1701 شريطة البدء في المفاوضات على ترسيم الحدود مع اسرائيل. في مقابلة مع صحافية “لاورينت لجور” اللبنانية حذر الوزير اللبناني بأنه اذا توسعت الحرب في قطاع غزة ووصلت الى الشمال فهي ستتحول الى حرب اقليمية وستشارك فيها قوات ستأتي من سورية والعراق واليمن.

الجنرال احتياط اوري ساغي، الذي قاد محادثات السلام مع سورية في فترة حكومة باراك، يوصي بالتعامل بجدية مع جهود المبعوث الأميركي ومع اقوال الشخصية الرفيعة اللبنانية. ساغي أكد على أن ادعاء لبنان الذي يفيد بأن اسرائيل قد تجاوزت في 13 نقطة الخط الدولي، يبرر الاستعداد لفحص المسار. بالطبع فقط بعد وقف اطلاق النار من قبل حزب الله.

حسب أقوال ساغي، الذي يعرف كل شبر في منطقة النزاع، فان الخط الازرق يتوافق مع قرار الامم المتحدة رقم 425 بشأن انسحاب اسرائيل الى المناطق التي كان فيها الجيش الاسرائيلي متأهباً عشية عملية الليطاني في العام 1978. لكن هذا المسار لا يتطابق مع خط الحدود الدولي الشرعي. الحدود الدولية بين لبنان وسورية، التي حلت اسرائيل محلها في 1967، لم يتم ترسيمها في اي يوم (الجنرال الفرنسي انري غورو كان الوحيد الذي حاول في العام 1920 ترسيم هذه الحدود، لكن هذا الامر تم على خارطة بمقياس 1: 250 ألف).

ساغي، الذي تم تعيينه فيما بعد في منصب قائد لواء غولاني وبعد ذلك رئيس الاستخبارات العسكرية، قال إنه بعد حرب الايام الستة تم ارساله على رأس دورية غولاني من اجل احتلال جبل روس (الذي اصبح اسمه الآن هار دوف) من اجل تطهير اوكار المخربين وإخلاء سكان مزارع شبعا. حتى أن هذه المنطقة كانت جزءاً من “فتح لاند”. واضاف أنه في فترة المفاوضات مع سورية في 1990 – 2000، في الوقت الذي طرح فيه ممثلوها مواقفهم فيما يتعلق بلبنان، لم يطرحوا أي طلب جغرافي بمنطقة مزارع شبعا. اضافة الى ذلك في اتفاق ترسيم المياه الاقليمية الذي تم التوقيع عليه في تشرين الاول السنة الماضية بمصادقة رئيس حزب الله، حسن نصر الله، وافقت اسرائيل على أن “الخط الازرق” لا يمثل الحدود الدائمة لها في القطاع الشمالي.

خلال ذلك ايضا الحجة التي تطرحها اسرائيل هي أن الامر يتعلق بأراض تعود لسورية (ليس لاسرائيل أو لبنان). وبناء على ذلك فانه سيتم الحفاظ على وضع الخمسة كيلومترات في الشرق (الخط العائم) الى حين تسوية الحدود البرية بين الدولتين.

لكن حتى لو لم نوافق على ادعاء لبنان حول الـ 13 نقطة، واذا اشتعلت جبهة الشمال رغم ذلك، فان استعداد اسرائيل لإجراء المفاوضات سيقوي مكانتها في الساحة الاقليمية والدولية، وبالاساس الساحة الأميركية.

ساغي يتوقع أن اخوته في السلاح، غانتس وايزنكوت، لن يكونا شركاء في المراوحة الدموية في المكان في وحل غزة. وأنهما سيمتنعان عن اعادة اسرائيل الى وحل لبنان، وسيعملان على أن يتمكن المخلون من الجنوب ومن الشمال من العودة الى بيوتهم. والأهم من كل ذلك هو تخليص المخطوفين من الجحيم الموجودين فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى