ترجمات عبرية

هآرتس: الجنود وقفوا جانبا وكأنه لا صلة لهم بالأمر

هآرتس – مقال – 17/4/2024، هاجر شيزاف: الجنود وقفوا جانبا وكأنه لا صلة لهم بالأمر

كان يوجد جنود في المكان الذي قتل فيه أمس فلسطينيان في مواجهة مع مستوطنين في جنوب نابلس، في المنطقة بين مستوطنة غيتيت وقرية عقربة، ولكنهم لم يتدخلوا في هذه المواجهة. هذا ما قاله للصحيفة ثلاثة شهود عيان. بعد الحادثة الجنود لم يقوموا باعتبار أي مستوطن من الذين كانوا في المكان. وفي الجيش الاسرائيلي رفضوا التطرق للموضوع.

بشكل استثنائي جثث الاثنين، عبد الرحمن بني فاضل (30 سنة) ومحمد بني جامع (21 سنة)، تم ارسالها الى معهد الطب الشرعي في اسرائيل. مصادر في الشرطة قالت إن احضار الجثث للتشريح سيساعد في التحقيق بشكل كبير، لأن هذا سيمكن من فحص التطابق بين الرصاصات التي عثر عليها في اجسادهم وبين سلاح الاشخاص الذين كانوا في المكان. ورغم ادعاء الجيش الذي يقول بأنه لا أحد من المستوطنين أطلق النار على الفلسطينيين، إلا أن النتائج الاولية التي جمعتها الشرطة تظهر أن أحد الجنود قام باطلاق النار مباشرة على الفلسطينيين. السكان في المنطقة الذين تحدثوا مع “هآرتس” قالوا إن المستوطنين اطلقوا النار على الفلسطينيين، والجنود الذين كانوا في المكان اطلقوا النار في الهواء. 

نضال، ابن عم أحد القتيلين، قال إن الحادثة بدأت بعد وصول خمسة مستوطنين مع الابقار الى حقل زيتون قرب بيت على مدخل قرية عقربة، في المنطقة التي تسمى خربة الطويل، التي يعيش فيها تجمع للرعاة. نضال وغيره من الشهود قالوا إنهم حاولوا ابعاد الابقار، وفي نفس الوقت قاموا بالاتصال مع اعضاء المجلس المحلي. “بعد أن قام السكان بابعاد الابقار التي كانت بجانب البيوت، قام المستوطنون باستدعاء حوالي 80 مستوطن آخر مسلح، بعضهم بالسلاح الناري وبعضهم بالعصي”، قال رئيس مجلس عقربة الذي كان موجودا في المكان.

في الفيلم القصير الذي تم توثيقه في المكان ظهر عدد من الجنود وعدد من المستوطنين المسلحين. وحسب اقوال نضال، هو توسل للمستوطنين الذين وصلوا في سيارات وعلى تراكتورات صغيرة الى المكان الذي يبعد بضع مئات من الامتار، من اجل أن يغادروا. “أنا قلت للجندي بأنه اذا ذهب المستوطنون فنحن سنذهب”، قال. “في البداية الجيش وقف بيننا وبينهم وقام بالفصل بيننا. ولكن بعد ذلك جاء المزيد من المستوطنين وأحدهم قام برش غاز الفلفل على أحد الفلسطينيين. عندها بدأت المواجهة ورشق الحجارة بيننا وبينهم”.

شاهد عيان آخر قال إن المواجهة تحولت الى مواجهة عنيفة بعد أن تم رش غاز الفلفل على أحد الفلسطينيين. بعد فترة قصيرة، كما قال،  قام المستوطنون باطلاق النار على الفلسطينيين. “الجنود كانوا في المكان عند اطلاق النار ولكنهم وقفوا جانبا وكأنه لا صلة لهم بالأمر، وكأنهم تركوا المستوطنين يفعلون ما يريدون. وفقط بعد اطلاق النار قرروا التدخل”، قال رئيس مجلس عقربة. وحسب قوله واقوال شهود آخرين فان عدد من المستوطنين كانوا مسلحين ببنادق الـ ام16، وكان بينهم ايضا ملثمون. في الفيلم الذي وثق الحادثة من بعيد فانه في الساعة 18:40 سمع صوت اطلاق نار. رئيس المجلس اضاف بأن اربعة من سكان القرية نقلوا الى المستشفى بسبب العنف الجسدي الذي تعرضوا له. ماهر، احد الفلسطينيين الذين تمت مهاجمتهم ووالد أحد القتلى، قال إنه تم ضربه بعصا وحجر على رأسه.

في الجيش قالوا إن الجنود وصلوا الى المكان في اعقاب تلقي تقرير عن مهاجمة احد الرعاة الاسرائيليين في المكان. مصدر قال للصحيفة بأنه في المكان كان مصاب اسرائيلي واحد باصابة طفيفة جدا ولم يكن بحاجة الى العلاج. رجال الشرطة وصلوا الى المكان بعد انتهاء الحادثة والمشاركون تركوا المكان.

رئيس المجلس قال للصحيفة بأنه حذر الجيش والادارة المدنية منذ فترة طويلة من أن المستوطنين يأتون للرعي قرب بيوت الفلسطينيين في المكان. “إنهم حتى يصلون الى مدخل القرية، وهذا ليس من اجل الرعي”، قال أحد سكان القرية. “هم يريدون منا أن نترك هنا كما تركوا في اماكن اخرى. في شهر واحد قتل هنا ثلاثة من السكان، وخلال سنة الناس سينتهون”. وفي اقواله تطرق رئيس مجلس عقربة للفلسطيني الذي اطلقت عليه النار على يد جندي في الشهر الماضي، والذي كان يعيش في تجمع الرعاة في خربة الطويل. “ما حدث في المغير ودوما وعقربة هو نفس السيناريو. اطلاق النار كان بهدف القتل”، قال رئيس مجلس عقربة.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى