ترجمات عبرية

هآرتس: التغيُّر العميق: صرنا أشرار العالم الجدد

هآرتس 11-3-2024، إيريس ليعال: التغيُّر العميق: صرنا أشرار العالم الجدد

أحيانا، بالذات بمساعدة الروايات، يمكن التنبؤ بالعاصفة القادمة. لقد تم إلغاء العرض الأول خارج برودواي، المستوحى من رواية “الراحة المناسبة” للكاتب عاموس عوز. ممثلان استقالا من العرض. الوكالات التي تمثل الكُتاب الاسرائيليين تقول إنه توجد مقاطعة مهذبة للأدب العبري. وتظاهرة لنشطاء مؤيدين للفلسطينيين جرت أثناء افتتاح معرض ميخائيل روفنر في نيويورك أدت إلى التشويش على الحدث.

لماذا؟ صرخت جوقة الدعاية المدنية التي تم تشكيلها على الفور بعد 7 تشرين الأول. هم قاموا بذبحنا، وبالذات نحن يقومون بمقاطعتنا. كيف تشوهت روايتنا إلى درجة أن رواية الفلسطينيين فازت. يتبين أن الصور والتقارير من غزة لا تعرض وجهنا الجميل أو ظهور المخلص لإسرائيل في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. المصادقة على بناء 3076 وحدة سكنية في الضفة الغربية يمكن أن تنقلب في المستقبل إلى عقوبات وأوامر اعتقال. التحقيق ضد إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي مستمر. ويتبين أن العالم قد نفد صبره.

الردود على أفعال إسرائيل تغيرت في كل المجالات. يجب تسمية الميناء الذي سيقيمه الأميركيون في غزة على اسم إيتمار بن غفير ومجموعة الكهانيين المؤيدين له، التي منعت إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية بتعهد من الوزير بألا تتدخل الشرطة في نشاطهم. ماذا يفكرون في العالم عن اليهود الذين يمنعون إدخال الغذاء للأطفال الجائعين؟ وماذا يفكرون عن حاخام من الصهيونية الدينية، يقول، إنه حسب الشريعة يجب أن نقتل في غزة حتى الأطفال والشيوخ؟ هناك روايات كثيرة. حتى في برلين، لم تعد إسرائيل الضحية النموذجية. صديق لي يعيش هناك وشاهد كيف بصقوا على وجه صديقة في المترو، هذا الصديق توقف عن التكلم باللغة العبرية في الفضاء العام. صديقة لي حضرت أحد العروض قالت، إن إحدى الفرق نزلت عن المنصة على خلفية الشعار “فلسطين حرة” على صوت تصفيق الجمهور.

أحد أصدقائي الذي يعيش في أوروبا منذ سنوات كثيرة يفحص إذا كان من الأفضل إزالة المازوزة عن باب الشقة وأن يدخلها إلى الداخل، حينها خاف من مجرد التفكير في ذلك. صديق آخر، وهو صحافي يهودي بريطاني يعيش في أيرلندا، ارسل لي مقالا كتبه وكان يوشك أن ينشره في “ايرش تايمز”، وقد وصف فيه معاناة أن تكون يهوديا في أيرلندا منذ بداية الحرب. لكنه سحب المقال لأنه لا يمكنه مواجهة الردود التهديدية التي كان سيحصل عليها بالتأكيد.

يمكن أن نرى في ذلك جولة أخرى، بدون طوق كلب اللاسامية. ويمكن الفهم بأنه يصعب الدفاع عن 13 ألف طفل قتيل وصور لمواطنين جائعين. ويصعب تفسير حادثة فيها أشخاص جائعون ينقضون على شاحنات مساعدات ويتم سحقهم وإطلاق النار عليهم وقتلهم. ويصعب بيع الكهانيين المسيحانيين الذين يقومون بخرق القانون للعالم. وجه الدولة هو وجه رئيسها. ومن يمسكون بعنان بنيامين نتنياهو هم بن غفير وسموتريتش.

اليساريون المتنورون حتى يقومون باقتباس “كل من يشفق على المتوحشين فإن نهايته التوحش ضد الرحيمين” من اجل تبرير قسوة قلوبهم. إذا كان هذا هو المزاج السائد في إسرائيل فكيف يمكن تفهم العداء تجاه الاسرائيليين في العالم؟ شيء عميق حدث. الآن الحديث لا يدور عما بعد الكولونياليين من اليسار العالمي. الميثيولوجيا الإسرائيلية التي يسمونها في نظرية التسويق “العلامة التجارية”، مرمية مثل الجيفة منتوفة الريش. نحن “الأشرار” الجدد في العالم. زعماء دول، أساسا المرشحين لإعادة الانتخاب في القريب، لا يمكنهم تجاهل ذلك. حلفاء إسرائيل سيغيرون سياستهم. هذا أمر محتم.

ربما أن نتنياهو يوشك على حبسنا في عزل سياسي والكهانيون سيلعبون دور السجانين. هذه هي النهاية المطلوبة لأوهامه الاضطهادية. عندها سيكون حرا في الدخول إلى رفح، والتنازل عن صفقة إطلاق سراح المخطوفين، وفتح جبهة مع “حزب الله”، دون تأييد أميركي ودون مساعدات، وإنهاء أهم عمل في حياته وهو تدمير حياتنا. نحن على بعد خطوة عن “متسادا”، الفيلم التالي. هل سننتحر معا أم سننهض؟.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى